ترجمة- أمنية الصناديلي
شهد العالم ثورة رقمية غيرت ملامح الكرة الأرضية ونتج عنها ظهور العديد من التقنيات المؤثرة، مثل: تقنية سلسلة الكتل أو بلوك تشين.
ولمن لا يعرفها فإن سلسلة الكتل هي قاعدة بيانات أو أسلوب جديد لتنظيم البيانات على شكل شبكة حواسيب موزعة ومفتوحة، حيث يمكن لأي شخص الاطلاع عليها في أي وقت، كما أنها تستعمل التشفير لضمان نزاهة البيانات المتبادلة، مع الوضع في الاعتبار أنها غير قابلة للتعديل أو الإزالة، كما أنها لا تتضمن وسيطا أو طرفا ثالثا.
وقال الموقع الإلكترونى كوينت تليجراف إن تكنولوجيا سلسلة الكتل تثبت أهميتها كل يوم حيث تغزو العديد من القطاعات المؤثرة في الاقتصاد أهمها قطاعا النقل والخدمات اللوجيستية، إذ إن تلك التقنية مثالية بالنسبة للقطاعين.
ويعرف قطاع الخدمات اللوجيستية، بأنه إطار تخطيط لإدارة تدفقات المواد والخدمات والمعلومات، كما تشمل الخدمات اللوجستية للسلع المادية عادة دمج تدفق المعلومات والنقل والتخزين وأحيانا الأمن.
وغالبا ما يتسع نطاق الخدمات اللوجستية، ليشمل مئات المواقع الجغرافية مما يصعب تتبع الأحداث والتحقق من البضائع، التي يجري نقلها، كما أنه يصعب إمكانية تقديم الخدمة السريعة في حال حدوث أمر طارئ.
وعلاوة على ذلك، وبسبب الافتقار إلى الشفافية، يصبح من الصعب للغاية التحقيق في الأنشطة غير المشروعة التي تحدث في أي مكان على طول الخط لهذا فإن تقنية سلسلة الكتل هي الأكثل لحل جميع المشكلات التي تتعلق بتقديم الخدمات اللوجستية بطريقة فعالة وبسيطة.
وبخلاف معالجة العديد من المشكلات الخاصة بقطاع الصناعة، فإن استخدام تقنية سلسلة الكتل يضيف حزمة من الفوائد، ليس فقط لأنه يقضي على الوسطاء ويقلل من خطوات سير العمل ولكنه يحد من الأخطاء ويقلل رواج السلع غير المشروعة كما يقلل محاولات الاحتيال، وهو ما يوفر الكثير من التكاليف في الصناعة.
وهناك العديد من الجهود المبذولة بالفعل لدمج تقنية البلوك تشين في مجالي الصناعة والخدمات اللوجستية ففي أكتوبر من العام الماضي عقد بنك الكومنولث الأسترالي وبنك ويلز فارجو– وهما عضوان في ائتلاف R3 التجاري الذي يضم أكثر من 70 مؤسسة مالية كبرى حول العالم- أول صفقة تجارية عالمية باستخدام تكنولوجيا سلسلة الكتل والعقود الذكية.
وشملت الصفقة نقل شحنة من القطن بقيمة 35 ألف دولار من ولاية تكساس لمدينة شينجداو الصينية، وقد تم الأمر بنجاح إلا أن المشروع لم ير مزيدا من التوسع أو التطوير، ويبدو أن البنوك متفائلة بشأن استخدام هذه التقنية، إلا أنها ليست مستعدة بعد للاعتماد عليها بشكل كامل، بسبب وجود بعض المخاوف التنظيمية والقانونية، التي يتعين معالجتها إلا أنها تنبئ بأن هذه التكنولوجيا سوف تحدث نقلة نوعية في القطاعين.