نتحدث اليوم عن العطاء والإنجاز والطموح وأثرهم في حياة الفرد والمجتمع، في البداية أحب أقول إن المسلم دائمًا معطاءً يحب مساعدة الآخرين، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف وخير الناس أنفعهم للناس) وقيم العطاء والإنجاز هي من القيم التي حث عليها ديننا الحنيف، ونرى أن كثيرًا من المسلمين هجروها، وقيم العطاء هي القيم التي تبني الحضارات، وهي التي تمايز بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة، وقيمة الطموح وأهميتها للنجم الذي يهتم بالمواعيد، ويحافظ عليها ويؤمن بعقلية الوفرة، والفرص كثيرة ومتوفرة والأبواب مفتوحة، والطموح هو استصغار ما دون النهاية، الطموح هو العمل الجاد لتحقيق الهدف، والأهداف بالنسبة لي صعبة وليست مستحيلة، فالطموح هو الذي يدفع صاحبه إلى العمل الجاد حتى يحققه، والطموح خلق علمنا نبي الكريم الطموح فقال إن الله تعالى يحب الطموح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يحبُّ معاليَ الأمور وأشرافَها، ويكره سفسافَها» النجم لا يرضى ما دون النجوم، وقال الشاعرالمتنبي: إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ * فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ- فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ* كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ.. فاجعلوا الطموح في كل أعمالكم ازرعوه في أولادكم، قال رجل لمعاوية بن أبي سفيان وهو عمره خمس سنوات وهي تلاعبه أمه هند قبل إسلامه إني أظن هذا الغلام سيسود قومه إني أرى علامات سيصبح سيدًا في قومه، فقالت هند ثكلته إن لم يصبح سيدًا في قومه أنا أربيه حتى يصبح سيدًا لكل الناس وليس سيدًا لقومه فقط، وهكذا ساد وأصبح سيدًا لكل الناس، إذاً الطموح باب واسع لتحدي العقبات وحل المشكلات والنجم الطموح هو الذي لا يرضى بمستواه، واحرص على تطوير مهاراتك ولا تخش المغامرة واصبر على النتائج وتخط المصاعب ولا ترض بالعادي والمتوسط في كل شيء، الناس عامة تتذكر الأول وتنسى الثاني، فالدنيا سباق في مجالات كثيرة فالأول هو الذي يشار إليه في كل مجالات الحياة، فإياكم أن تركنوا إلى إنجاز متواضع، أو هدف بسيط، مثل الموظف البسيط، فالنفس البشرية حسب ما عودتها عليه، وقال الشاعر أبو ذؤيب الهذلي: وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها* فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ- كَم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِم الهَوى* باتوا بِعَيشٍ ناعِمٍ فَتَصَدَّعوا.. فالنفس إذا عودتها على المرتبة الثانية ستبقى كذلك طول حياتها، مبدأ التدرج مهم جدًا في حياتنا حتى نحصل على الخبرة المطلوبة لهذا المنصب فالإنسان عليه أن يطور نفسه ويكتسب مهارات كثيرة تؤهله بأن يصبح مسؤولا أو رئيس قسم أو مديرا عاما.