نتحدث اليوم عن قضية مهمة في حياتنا اليومية، تعتبر من أهم القضايا التي تفشت في عصرنا الحالي، ألا وهي قضية غفلة الشباب وعدم اهتمامهم بما يجرى من حولهم، حيث نرى بعض الشباب كل شغلهم الشاغل الاهتمام بالسيارات، وأحدث الموديلات للسيارات، ومتى يأتي الموديل الجديد للمعرض، ويفتخر بشرائه سيارة موديل حديث بين أصدقائه، ويذهب إلى الأماكن الفاخرة ويمشي بسيارته الحديثة في هذه الأماكن وهو بستخدم أحدث الأغاني بصوت مرتفع، ولا يهتم بالآخرين، وهو يعيش يومه فقط، ويفكر كيف يقضي يومه؟ وكله الذي يشغله السفر والرحلات والسباقات بالسيارات وعروض الفنادق، وعدم اهتمامه بما يجرى حوله، من تحمل المسوؤلية، وأنه يجب أن يعتمد على نفسه، ويفكر في مشروع لمستقبله، لبحصل منه على ربح له ولأسرته، فبعض الشباب في عصرنا الحالي في غفلة، لا يفكر في تخصصه الدراسي، ولا ينظر إلى أبعاد هذا التخصص، هل هذا التخصص مطلوب في المستقبل؟ هل بعد التخرج من الجامعة سوف أحصل على وظيفة مرموقة؟ ما التخصص النادر المحتاجه وطني بعد تخرجي؟ هل بعد تخرجي من الجامعة سوف أعمل في مجالي، هذه الأسئلة لابد أن تأخذ بعين الاعتبار لشبابنا، وأن يفكر فيها، ويهتم بها، حتى يفكر في مستقبله بعد التخرج من الجامعة، إن الشباب في كلِّ زمان ومكان - وفي جميع أدوار التاريخ إلى زماننا هذا - عماد أُمة الإسلام وسِرُّ نَهضتها، ومَبعث حضارتها، وحاملُ لوائها ورايتها، وقائدُ مَسيرتها إلى المجد والنصر. إن الإسلام لَم ترتفع في الإنسانية رايتُه، ولَم يمتدَّ على الأرض سُلطانه، ولَم تَنتشر في العالمين دعوته - إلاَّ على يد هذه الطائفة المؤمنة التي تَربَّت في مدرسة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتخرَّجت في جامعته الشاملة، الشباب هم مستقبل الوطن وهم أساس المجتمع فبهم ينهض المجتمع ويتطور للافضل فالشباب يمتلكون المطلوبة للقيام بالاعمال الكثيرة والعظيمة التي تساعد في تطور المجتمع والحضارة. وعلى البلدان الاهتمام والاستثمار في مواهبهم وتشجيعهم على تنميتها، ومع ذلك فإن الكثيرين منهم محاصرون في الفقر، مع فرص قليلة للتعلم أو لكسب العيش الكريم.
وأخيرًا نرى أن شبابنا لابد أن يحرص كل الحرص على مستقبله، وأن يهتم بدراسته ويختار تخصصه الدراسي بنفسه، ويتقنه، ويبدع فيه، حتى يصبح عالمًا أو طبيبًا أو مهندسًا أو ضابطًا يخدم وطنه بروحه ودمه، لأن حب الوطن من الإيمان، فعلى الشباب أن يغتنم الفرصة، ويجد ويجتهد في دروسه، وأن يعتمد على نفسه؛ ليحقق هدفه في الحياة.
