الدوحة- قنا- أكد سعادة جاسم بن سيف السليطي، وزير المواصلات والاتصالات، أن المناورات السيبرانية التي تنظمها الوزارة سنوياً تسهم في رفع كفاءة وجاهزية مختلف المؤسسات والشركات في قطر للتصدي للهجمات السيبرانية.جاء ذلك في تصريح أدلى به سعادة وزير المواصلات والاتصالات، أمس، على هامش قيامه بجولة تعرف خلالها على سير أعمال النسخة السادسة، المناورة السيبرانية الوطنية «نجم 6» التي يشارك بها أكثر من 800 مشارك يمثلون 95 مؤسسة وجهة حكومية وخاصة، تشمل 11 قطاعاً في مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والمؤسسية بالدولة.وأوضح سعادته أن المناورات السيبرانية تأتي تحقيقاً لأهداف الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في تطوير وصقل الإمكانيات الوطنية للأمن السيبراني عبر تطوير قوى عاملة مهنية في هذا المجال والحفاظ عليها، وتعزيز الجاهزية والاستجابة للحوادث والهجمات الإلكترونية، وحلها، والتعافي منها من خلال التعاون وتداول المعلومات في الوقت المناسب واتخاذ الإجراءات اللازمة. وأشار إلى أن المناورة السيبرانية الوطنية «نجم 6»، تشهد مشاركات خارجية من بريطانيا وفرنسا وأميركا ومشاركة كذلك من الكويت، لذلك هي مناورة بحجم كبير جداً، وهي تتكون من جزأين، جزء عملياتي وآخر إجرائي أي ما قبل الحدث وما بعد الحدث، حيث تعرض مجموعة من السيناريوهات المتوقعة، خصوصاً في الفعاليات الكبرى.كما لفت سعادته إلى أن المناورة السيبرانية «نجم 6» تعتبر الأكبر منذ انطلاقتها في عام 2013، حيث تم تطوير آلية تنفيذ المناورات خلال السنوات الخمس الماضية، لتشمل هذا العام مشاركة 95 مؤسسة وجهة حكومية وخاصة، تمثل 11 قطاعاً في مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والمؤسسية، في مقدمتها القطاع الحكومي والقطاع المالي وقطاع الطاقة وقطاع المواصلات وقطاع الصحة وقطاع التعليم وقطاع الرياضة وقطاع الاتصالات وقطاع الضيافة وقطاع الإعلام، وقطاع مزودي خدمات تكنولوجيا المعلومات.ونوه سعادته إلى أن نسخة العام الحالي تمتاز أيضاً بكونها تفتح المجال لأول مرة أمام مشاركة القطاع الخاص، وذلك لما يشكله هذا القطاع من أهمية في سلسلة توريد المعدات وتقنية المعلومات، ولدوره الحيوي في تحقيق الأمن السيبراني من خلال تعزيز الحماية وضوابطها.وأفاد سعادة الوزير أنه إلى جانب ذلك فقد تم في إجراء المناورات السيبرانية الحالية ليس فقط إشراك مشغلي التكنولوجيا، بل أيضاً إشراك العاملين في الإدارات والقطاعات المساندة أيضاً، كالموارد البشرية والإدارة المالية، والإدارة القانونية وإدارة الاتصال وغيرها، بهدف تنفيذ المناورة على قواعد مؤسسية سليمة، وتحقيق الأمن السيبراني من خلال التعاون بين مختلف الجهات والقطاعات، والتأكيد على أن «نجم 6»هذا العام مناورة مؤسسية وليس مناورة لنظم المعلومات فحسب.ولفت سعادته إلى أن المناورة السيبرانية الحالية تأتي كذلك في إطار رفع كفاءة وجاهزية مختلف المؤسسات والشركات في قطر للتصدي للهجمات السيبرانية، خاصة أثناء إقامة الفعاليات الكبرى وعلى رأسها استضافة دولة قطر لفعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، كما تسلط الضوء على أهمية الإجراءات الوقائية الاستباقية ضد الهجمات السيبرانية، والاستجابة الفعالة للحوادث السيبرانية، بالإضافة إلى أهمية التقييم والمتابعة بعد التعافي منها لتطبيق الدروس المستفادة، خاصة أن هذه المناورات التي تقوم بها وزارة المواصلات والاتصالات سنوياً تسعى لقياس النضج لدى المؤسسات في الدولة في كيفية حماية أصولها الإلكترونية، نظراً لما تشكله تلك الأصول من أهمية قصوى في الوقت الحالي ومعالجة أي جوانب ضعف في الأمن الإلكتروني.ونوه سعادة وزير المواصلات إلى أنه تم في هذه المناورة التطرق إلى الدروس المستفادة من بطولة كأس العالم الأخيرة التي استضافتها روسيا، حيث تم استعراض الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها روسيا خلال استضافتها للبطولة وتحليلها وتقديم تصور واقعي لهذه الهجمات، وتم بناء سيناريوهات مختلفة للتصدي لهذه الهجمات.وأوضح سعادة جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، أنه تم في مناورات «نجم6» التطرق إلى مواضع متعلقة ليس فقط بكيفية التعرف على الهجمة الإلكترونية والتعافي منها، لكن أيضاً التمكن من التصدي للهجمة ومعرفة مقدار الخسائر التي نجمت عنها والمعلومات التي تم الاستحواذ عليها والتي قد تكون أداة يستخدمها مرتكب الجريمة الإلكترونية في المستقبل لابتزاز المؤسسات خاصة المالية، وذلك جنباً إلى جنب مع التركيز على آليات المعالجة وتعزيز القدرة على التصدي لهذه الهجمات والحد منها.ونوه سعادته إلى أنه قد تم في هذا الإطار استعراض تجارب عملية واقعية لهجمات سيبرانية، بحيث يتم الاستفادة من هذه التجارب، وتم التوصل إلى سيناريوهات تطرق كل واحد منها إلى طريقة معينة في علاج الآثار المترتبة على هذه الهجمات السيبرانية.ولفت سعادته إلى أنه يوجد في دولة قطر مركزان للتصدي للهجمات الإلكترونية، هما مركز قطر للاستجابة لطوارئ الحاسبات «كيوسرت»، ومركز مكافحة الجرائم الإلكترونية التابع لإدارة البحث الجنائي بوزارة الداخلية، مؤكداً سعادته أنهما يعملان جنباً إلى جنب لاتخاذ إجراءات وقائية واستباقية تقوم بها وزارة المواصلات والاتصالات تليها إجراءات علاجية، ثم إجراءات تحقيق في الجرائم الإلكترونية تقوم بها وزارة الداخلية، والمركزان يعملان بتناغم شديد وصولاً لتحقيق الأهداف المنشودة.وشدد سعادته إلى ارتفاع الوعي لدى المشاركين بالمناورات السيبرانية التي تجريها الوزارة سنوياً.. مشيراً إلى أن الهدف المنشود من هذه المناورات هو تحقيق كفاءة عالية لدى العامل البشري ورفع قدراتهم بما يمثل إضافة للمجتمع.. مشيراً سعادته إلى أنه سيتم في المستقبل إجراء مناورات أخرى بحجم عالمي، لأن هذه هي أول مرة تشارك أربع جهات من خارج دولة قطر في مناورات «نجم6». وتتميز المناورات السيبرانية في قطر، بأنها تصمم وتنفذ بخبرة كوادر قطرية، ومن دون الاستعانة بأي شركات استشارية، حيث يقوم فريق الأمن السيبراني بالوزارة بتصميم نماذج التمارين بما يتناسب ومتطلبات كل قطاع من القطاعات المشاركة في المناورة، ولا تهدف هذه المناورات إلى المنافسة بين المؤسسات المشاركة، وإنما تهدف إلى التقييم والاختبار الذاتي للإجراءات والعمليات التي تعتمدها المؤسسات لتحديد المسار الصحيح لتطويرها وتحسينها.وكانت فعاليات النسخة السادسة من المناورة السيبرانية الوطنية «نجم 6»، والتي تنظمها وزارة المواصلات والاتصالات تحت عنوان: «تأمين الفعاليات الكبرى من منظور الأمن السيبراني»، قد انطلقت، أمس، ومن المقرر أن تستغرق فعالياتها أربعة أيام يتحدث خلالها عدد من الخبراء والمتخصصين في قطاع الأمن السيبراني وتقنية المعلومات من مراكز أبحاث وشركات عالمية متخصصة. وتأتي هذه المناورة، نظراً لأهمية الفعاليات التي تستضيفها وتقيمها دولة قطر وفي مقدمتها استضافة مونديال 2022