غزة- الأناضول- (عربي 21)- استنكرت منظمات حقوقية إقليمية ودولية قرار القاهرة بمنع دخول مساعدات جزائرية إلى سكان غزة الذين تفرض عليهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي حصار جائراً.
وفي هذا السياق فقد قالت هيئة فلسطينية غير حكومية، أمس الجمعة، إن السلطات المصرية منعت عبور قافلة مساعدات إنسانية جزائرية عبر معبر رفح البري إلى قطاع غزة.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من السلطات المصرية ولا حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تدير غزة منذ 2007، بشأن ما أعلنته «هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار».
وقالت الهيئة، في تصريح صحفي، تلقت «الأناضول» نسخة منه، إن «القرار المصري بمنع وصول قافلة المساعدات الإنسانية الجزائرية لغزة، محزن جداً ومؤسف، ولا يعكس الروح الإيجابية التي سادت العلاقات بيننا مؤخراً».
وأضافت أن «السلطات المصرية رفضت دخول القافلة الجزائرية لغزة رغم حصولها على الموافقات اللازمة، والقافلة الآن في طريق عودتها للجزائر».
وشددت الهيئة الفلسطينية على أن «القافلة الجزائرية بما تحمله من أدوية ومساعدات تعتبر حاجة ضرورية وملحة لمستشفيات القطاع»، الذي يقطنه قرابة مليوني نسمة، وتحاصره إسرائيل منذ اكثر من عشر سنوات.
وكان من المقرر إدخال الجانب المصري قافلة المساعدات الجزائرية لغزة خلال أيام فتح معبر رفح، لكن لم يحدث ذلك.
والثلاثاء الماضي، أعلن الشيخ يحيى صاري رئيس لجنة الإغاثة، في جمعية علماء الجزائر، في تصريح صحفي، عن انطلاق قافلة المساعدات «الجزائر 4» من ميناء بورسعيد البري باتجاه قطاع غزة، مشيراً إلى أنها تضم 14 شاحنة، وخمسة أعضاء من لجنة الإغاثة.
وأفاد صاري، بأنهم حصلوا على موافقة مصرية لتسهيل وصول القافلة إلى قطاع غزة.
وفتحت السلطات المصرية المعبر، الإثنين الماضي وحتى ظهر امس، في الاتجاهين استثنائيًا أمام الحجاج وحالات إنسانية.
ويربط معبر رفح البري قطاع غزة بمصر، وتغلقه الأخيرة بشكل شبه كامل، منذ يوليو 2013، حيث تفتحه على فترات متباعدة لعبور حالات إنسانية.
من جانب آخر تعرض الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، والمعتقل حاليا للاعتداء «اللفظي والجسدي» داخل السجن الإسرائيلي.
وأوضح أحد محامي طاقم الدفاع عن الشيخ صلاح، المحامي خالد زبارقة، أن «الشيخ اشتكى الخميس من تعرض للاعتداء من قبل سجناء يهود داخل السجن»، مؤكداً أن «الاعتداء شمل؛ اعتداء لفظياً وجسدياً بالضرب؛ من قبل سجناء يهود داخل السجن».
ونوه في حديثه لـ«عربي21»، أن «الشرطة الإسرائيلية مددت توقيف الشيخ صلاح حتى يوم الاثنين القادم».
واعتقلت قوات الاحتلال الشيخ صلاح فجر الثلاثاء الماضي، بعد اقتحام منزله في مدينة أم الفحم بالداخل الفلسطيني المحتل، وقامت بتفتيش منزله ومصادرة جهاز الحاسوب، حيث يقبع حاليا بسجن «ريمونيم» الإسرائيلي.
في السياق ذاته، قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، إن ما يتعرض له الشيخ رائد صلاح من «اعتقال وحشي واعتداء عليه في محبسه، يعكس حنق الاحتلال الإسرائيلي من أنشطة الشيخ صلاح السلمية والمتوافقة مع القانون».
وفِي رسالة عاجلة إلى المبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة المعنيين في قضايا الاعتقال التعسفي والتعذيب، دعت المنظمة إلى توفير حماية خاصة للشيخ صلاح وحذرت من أن هناك خططاً مبيتة لتصفيته، كشف عن بعضها سابقا.
وعلمت المنظمة أمس أن ضباطاً كباراً داخل سجنه هددوا الشيخ عقب الاعتداء عليه بتصفيته بطريقة توحي بأن الوفاة حدثت لأسباب طبيعية، مؤكدين أنهم طوروا طريقة خاصة لهذا الأمر بعد أن يئسوا من كبح جماح الشيخ في الدفاع عن الأقصى وعدم رضوخه للترغيب والترهيب.
وأوضحت المنظمة أن الشيخ صلاح مثل أمام محكمة الصلح الإسرائيلية بمدينة «ريشون ليتسيون» جنوب تل أبيب الخميس 17 أغسطس، على خلفية اتهامه بالتحريض على العنف والإرهاب بعد اعتقاله من منزله في مدينة أم الفحم بالقرب من تل أبيب بتاريخ 15 أغسطس2017، وفي أثناء عرضه على المحكمة أخبر القضاة بتعرضه للضرب المبرح داخل السجن، بالإضافة إلى الإهانات اللفظية والسباب المستمر مع البصق عليه من قبل السجانين الإسرائيليين، إلا أن المحكمة تجاهلت أقواله، وقاموا بتمديد حبسه ستة أيام أخرى.