سـلـطان بـن مـحـمـد
{ دائما ما يتعلق قلب المرأة بشفـتي الـرجل، فهي تنتظر منه أن يقول لها الكلمة الحلوة الـتي تسعـدها وتنسيها متاعـبها، وهـذه الكلمة قـد تكون شيئا عاديا عـند الرجل ولكن وقعها يختلف عـن ذلك تماما عـند المرأة فإذا كان الرجل يرى أنها غـير ذات تأثير أو أنه ليس مهما أن يقولها أو لا يقولها، فإن المرأة لا ترى مثل هـذا الرأي، وتعتبر الكلمة الحلوة شيئا أساسيا وهاما في حياتها، فهي تـفهم من ورائها أشياء كثيرة، وتقـف عـلى حالة زوجها الـنفـسية، وتدري حـقـيـقة موقـفه العاطفي منها.
{ إن المرأة ترى أن الرجل عـندما يقول لها هـذه الكلمة الحلوة فهـذا يعـني أنها لا زالت تعـيش في بؤرة عـواطفه، وإنها ملء حياته، وإنها استطاعـت أن تحـقـق له السعادة العاطفـية الكاملة وإذا كانت المرأة قـد أحست بهـذا الشعـور بوما فإنها تحب أن يظل هـذا الشعـور متجددا دائما، بمعـنى أنها ما زالت عـلى نفس الصورة التي كانت عـليها يوم نبض قلبه من أجلها بحرارة، وفكر في أن يرتبط بها بذلك الرباط الأبدي المقـدس.
{ وعـلى ذلك فإنها ترى صورة «الموقـف العاطفي» لزوجها منها عـلى أساس تصرفاته، فهـو عـندما يقول لها الكلمة الحلوة، فهذا يعـني أنها كل شيء بالنسبة له، أما إذا أهمل ذلك، فإن الحب في قلبه يكون قـد ذبل وانطفأت شعلته المتوهجة ولم يتبق منه إلا ضوء خافـت يقاوم في لحظاته الأخيرة، وإذا كان هذا هو مفهوم الكلمة الحلوة عـند المرأة فإن الـرجل يجب عـليه أن يراجع موقـفه وأن يعـيد النظر في تقـديره لمدى أهـمية هـذه الكلمة فهي ليست شيئا يسيرا أو صغـيرا كما يتصور، وإنما هي تعـني الشيء الكثير والكبير بالنسبة للمرأة، ومن حقها عـلـيه أن يقول لها هـذه الكلمة ما دام الحب في قـلبه، وما دام حريصا عـلى استمرار الحياة الزوجية بينهما، وعـلى سعادة أيامهما وهـناءة لياليهما.
{ والحقيقة أنه لا زالت هـناك بعـض الرواسب القـديمة من بقايا حـياة الآباء والأمهات تقف حائلا دون الالتقاء الكامل والصادق بين الرجل والمرأة، ومن أهم هـذه الرواسب، مشكلة التعـبير عـن العـواطف بصراحة ووضوح وهي مشكلة تظهـر في حياة الجنسين عـلى حـد سواء لأن أعـماق الرجل الشرقي لم تتخلص تماما من تلك النظرة القـديمة التي ترى في الرجل الجنس الأسمى وهو بذلك يكبت التعـبير عـن مشاعـره في أعماقه خوفا من أن تخرج من فمه كلمة حب صريحة فـتزل به من مكانته وتضعه في موقف الضعـف، وهـذا ما ينال من صورته في عـيني زوجـته حسب اعـتقاده.!
{ أما بالنسبة للمرأة فإنها بعـد أن عاشت طويلا في قوقعة الحريم وظلت محرومة من التعـبير عـن رأيها العاطفي، حتى لو كان بالقبول فإنها بعـد أن خـرجت إلى الحياة العامة لا زالت تعاني بقـدر أو بآخر من هـذا الماضي الثقيل، ولذلك نجدها في حياتها العاطفـية بالذات لا زالت أسيرة التردد والخوف.
{ والخوف لن يحل المشكلة ولكن الحل هو في محاولة التغـيير، ومن الخطأ أن تظن المرأة أن هذا التغـيير يمكن أن يحدث بين يوم وليلة ومن الخطأ أيضا أن تـتصور أنه يمكن أن يقع بعـيدا عـنها فهي مطالبة بأن تـشارك في إزاحة الضغـوط النفسية والعاطفـية من فـوق صدرها، حتى تعيش مثل الأخريات حياة عاطفـية سليمة في بيت سعـيـد.