واشنطن- الوطن- زينب إبراهيم
اعتبر عدد من الخبراء والمحللين من داخل المشهد السياسي بواشنطن، أن الخطاب الذي ألقاه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، جاء في توقيت مناسب ومثالي وتعرض بوضوح للمنهج القطري المتزن في التعامل مع الأزمة، وسط ملامح من الثقة المستمدة من قوة الموقف القطري في الفترة الحالية والاصطفاف الوطني القطري، وبذكاء التفاوض في اختيار النقاط المحورية والتي كانت في صميم الأزمة، مشيرين إلى أن سمو الأمير بدا كامل الثقة في مخاطبته لشعبه وللعالم، لإعلان موقف قطر الصريح والواضح خلال الأزمة، مجددين إشادتهم بالتوقيت المناسب الذي أُلقي فيه الخطاب، في وقت يتجه فيه الحصار المفروض على الدوحة إلى الفشل.
رؤية متزنة
يقول جاك راسل، الباحث بالمركز الإقليمي للدراسات السياسية النوعية، في تصريحات لـ الوطن: إن الخطاب الذي ألقاه سمو الأمير، يكشف رصانة الموقف القطري وتماسكه وهو ما انعكس على الثقة الكبيرة والتي صيغت في خطاب متزن بنبرة هادئة واثقة تكشف قراءة متأنية للمشهد، ورؤية متعمقة للدوافع والأهداف التآمرية من وراء الحصار، وساعد على ذلك الرد القطري الواضح إزاء الانتقادات التي طالت سياساتها الخارجية، في الوقت الذي تم التأكيد فيه على مشروعية تبني قطر لسياسة مستقلة وحق كل دولة في أن تدير ملفاتها الخارجية وفق إرادتها، وأن الخلاف الناتج عن ذلك يجب ألا يكون سببا في تخبط العلاقات وانقطاع سبل النقاش والتواصل، والتأكيد على أن الحوار مازال السبيل الأمثل لتفادي مسببات الخلاف وآثار الأزمة التي طالت الجميع.
ذكاء التوقيت
فيما قالت كريستين وورد، أستاذ السياسة الدولية بجامعة ميتشغان، في تصريحات لـالوطن: إن اختيار سمو الأمير لذلك التوقيت تحديدا لإعلان الخطاب، يعكس ذكاءً سياسيا واضحا، حيث تتحدث قطر الآن من خلال صوت أميرها وهي في موقف قوة، وتخطت أزمتها الداخلية وقوضت آثار الحصار على شعبها، وحظيت بتضامن واحترام العالم، فيما تعرض الحصار في المقابل لخسائر متجددة سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا أيضا، ووضع نفسه في مواجهة الإجماع العالمي وبشكل متحد في وجه اتجاهات القوى الدولية الكبرى. وجانب آخر أيضا تفوق فيه الخطاب سياسيا عبر التأكيد على اختيار التوقيت، والرد الهادئ والأخلاقي في المقابل دون الوقوع في عبارات اندفاعية طائشة ولا تصريحات هوجاء ومتهورة، بل جاء واثقا وحاسما ومتفردا في هدوئه وأهميته من بين كل الخطابات واللقاءات التي عقدت على خلفية الأزمة.
دعوة الحوار
فيما أشادت زوي هارنولد، الباحثة المختصة في شؤون الشرق الأوسط، بتبني الخطاب رغم كل ما تم فرضه على قطر ورغم الموقف القوي الذي تتحدث من خلاله، دعوة إلى الحوار كطريق يجب أن تسلكه أغلب أطراف الأزمة بهدف إيجاد حل لما عصف بالموقف الخليجي الذي ازداد تفككا وانقساما، بجانب التأكيد على حرية الإعلام والحق في الوصول إلى المعلومة وهذا ما أكسب قطر الكثير من التضامن بالنسبة للموقف الدولي والإعلام العالمي، وتزامن ذلك أيضا مع الدعوة القطرية لزيادة واستضافة مؤسسات إعلامية عالمية مختلفة على أراضيها، في ظل الثورة الإعلامية التي قامت بها الدوحة والتي غيرت المشهد الإعلامي العربي وحققت طفرة واضحة في العملية الإعلامية في الشرق الأوسط والعالم.