+ A
A -
جريدة الوطن

وضع سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أمس حجر الأساس لمشروع ‏مركز الشيخة موزة بنت محمد للقرآن والدعوة، بمنطقة الوعب، باعتباره واحدًا من أهم المعالم الوقفية للقرآن والدعوة في الدولة.

فالمركز يعد من أبرز مشروعات المصرف الوقفي لخدمة القرآن والسنة التابع للإدارة العامة للأوقاف، ونموذجًا متكاملاً، وصرحًا دعويًا وحضاريًا ومعلمًا ثقافيًا مرموقًا ترك بصمات واضحة في الساحة الدعوية في دولة قطر لما تميز به من برامج مؤثرة في العقد الماضي.

من ناحيته أعرب الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني المدير العام للإدارة العامة للأوقاف عن سروره البالغ لوضع حجر الأساس للمركز والذي يجمع تصميمه الجديد بين الأصالة والمعاصرة، ليربط إرث الأجداد بتطلعات الأحفاد، ويحقق رؤية الوقف التي تتجاوز الزمن.

وبيّن في كلمة له عن مكانة المرأة في الإسلام، فقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (النساء شقائق الرجال)، وأن المركز يأتي للاحتفاء بقطر وقيادتها الذين أسهموا في دعم مكانة المرأة ودورها المجتمعي، آخذين في الاعتبار الإرث الإسلامي والعربي لدولة قطر.

وأن المركز اقتبس اسمه من الشيخة موزة بنت محمد، أخت المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، تيمناً بها وبأمهاتنا الذين كان لهم الدور الكبير في تعليم الأجيال ونقل العلم والمعرفة، وقد اقتبس المركز تصميمه من زهرة السدر، ليكون معلماً وصرحاً ثقافياً نابعاً من بيئتنا، وكذلك ملتقى للمرأة للتعلم والتعليم، ومختلف الأنشطة الدعوية والرياضية والثقافية.

ويقع المركز الجديد على مساحة 24800 متر مربع، ليحتوي على 50 فصلاً للطالبات بسعة 750 طالبة، و42 مكتبا إداريا للموظفات بسعة 200 موظفة، بالإضافة إلى المسرح وصالات متعددة الأغراض، والنادي الرياضي، و306 مواقف للسيارات على مساحة 18750 متراً مربعاً.

يشار إلى أن فكرة تصميم المبنى ترتبط بالسياق الخاص بالموقع الجغرافي والتراث القطري المحلي، المتمثّل في زهرة شجرة السدر، التي ورد ذكرها في مواضع عدة من القرآن الكريم، ويتجلى جمال المبنى في الأنماط الهندسية البسيطة من الزهرة الدقيقة لشجرة السدر ذات الأضلاع المنتظمة والمتكاملة واستخدام التكوين الخماسي للبتلات في تصميم حديقة الصحن وكتل المبنى نفسه، كما أثرت النقاط الخمس للبتلات على تكوين المبني، وأيضًا تماثل النقاط الخمس أركان الإسلام الخمسة والصلوات الخمس.

ويحتوي المبنى خماسي الشكل على واجهات مستوحاة من المشربيات لتقليل الأحمال الحرارية على المبنى مع الحفاظ على الإضاءة الطبيعية.

وقد صُمِّمت الواجهات الرئيسة بعناية لاستحضار وظيفة المركز الأساسية عن طريق كتابة آيتين قرآنيتين على الواجهات الرئيسة، لإظهار مكنون المركز من خلال الواجهات (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) أولى الآيات القرآنية، ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته عليه الصلاة والسلام لقراءة القرآن وتعلمه، فيما سيتم نقش الآية الكريمة (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) على الواجهة المقابلة لساحة الوصول والمداخل، وموجهة لزوار المركز من طالبات ومعلمات وموظفات وضيوف، لتدعوهم إلى الدعوة إلى الله بأحسن السبل.

ويحتوي المركز على خمسة أقسام تعكس أنشطته وبرامجه المختلفة، وهي المقر الرئيسي لمركز القرآن والدعوة، مركز المؤتمرات والصالات متعددة الأغراض، مركز تعليم القرآن الكريم، مركز الأنشطة والبرامج، ومنطقة النادي الرياضي والصحي.

ويربط التصميم بين الساحات الخارجية للمبنى والفراغات الداخلية، والساحة الرئيسية متصلة بمنحدر للمشاة يصل إلى الفراغات الداخلية بالطابق الأول، ومنها إلى القسم الخاص بالفعاليات، التي تحتوي على مسرح يتسع لأربعمائة فرد مع صالة استقبال لكبار الزوار، بالإضافة لصالة متعددة الاستخدامات تتسع أيضاً لأربعمائة فرد.

بالإضافة إلى تطوير المسجد لقربه من مبنى المشروع، وإضافة 250 متراً مربعاً لمساحة المسجد، وتخصيص 25 موقفاً لرواده، مع مراعاة ربط المبنى بالمسجد.

وأكدت الإدارة العامة للأوقاف على كون العمل الوقفي شراكة مجتمعية وصدقة جارية، يثقل بها الإنسان ميزانه في حياته وبعد مماته، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).

copy short url   نسخ
30/04/2024
30