تجرى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية اليوم، بين مرشح «تحالف الجمهور» الرئيس رجب طيب أردوغان، ومرشح «تحالف الأمة» زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، بعد جولة أولى غير حاسمة، في «14» مايو.

لقد تابع العالم بأسره واحدة من أنجح الانتخابات على الإطلاق، ليس على مستوى تركيا فحسب، ولكن على مستوى العالم، فمن كثافة الاقتراع، إلى حرية التعبير التي أتيحت للمرشحين، وصولا إلى الحرية التي تمتع بها الناخبون للتعبير عن قراراتهم، كنا أمام حالة استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، تسمح بوصف ما حدث بأنه عرس ديمقراطي قل نظيره.

لقد تابع العالم بانتباه شديد هذا العرس، ما يؤكد على أهمية موقع تركيا الجيوسياسي، وبالتالي أهمية من سيحكمها في الفترة المقبلة، وبغض النظر عن ذلك فإن الجميع مطمئن إلى أن تركيا اختارت الديمقراطية كطريق لا رجعة عنه، وكوسيلة وحيدة للنهضة والاستقرار والبناء.

ما جرى في تركيا، وحجم المشاركة في الانتخابات خلال الجولة الأولى، يعكس بكل قوة النهج الديمقراطي الذي تسير عليه هذه الدولة، فلم نشهد أبداً حجم مشاركة اقتربت من «90 %» في أي مكان بالعالم سوى في تركيا، وهذا مؤشر على مدى وعي شعبها ورغبته بالمشاركة في صناعة القرار والرأي، ومدى حرص المتنافسين أيضا على تقديم نموذج مشرف، إذ أنه رغم المنافسة الشديدة، فإن جميع المرشحين دعوا إلى حماية إرادة الشعب، التي كانت هاجسهم الأول، وبانتظار نتائج جولة الحسم اليوم فإنه يمكن القول بثقة شديدة إن الفائز بات واضحا:

تركيا..