مع أنّ مكوّنات خبز الباغيت الفرنسي تتمتّع بالبساطة، إلا أنّ تحضيره يُعد أحد أشكال الفنون.

ويُحتفى به سنويًا عندما يجتمع الحكّام بحثًا عن أفضل خبز باغيت في العاصمة الفرنسيّة باريس، وذلك في مسابقة تُدعى «الجائزة الكبرى للباغيت».

وخلال النّسخة الـ30 للمسابقة في 10 مايو/ أيار، جاء الخبّازون باكرًا من جميع أنحاء المدينة لتقديم ابتكاراتهم الشّهية.

وأما الجائزة، فهي شرف توفير خبز الباغيت لقصر الإليزيه، المقر الرّسمي للرّئيس الفرنسي، لمدّة عام، بالإضافة إلى مبلغ قدره 4 آلاف يورو.

وأكّدت أوليفيا بولسكي، نائبة عمدة التّجارة والحرفيّة التي أشرفت على المسابقة لأكثر من عِقد: «إنّها منافسة مهمّة للغاية بالنّسبة لهم»، ويخضع التّحكيم لقواعد صارمة.

بين 176 باغيت شاركت في مسابقة هذا العام، استُبعِدت 40 منها على الفور لكونها قصيرة جدًا، أو طويلة جدًا، أو ثقيلة جدًا، أو خفيفة جدًا، أو لاستخدامها الطّحين الخاطئ.

وعُرِضت بقيّة الأرغفة أمام لجنة تحكيم تألفت من 18 شخصًا، تضمّنت الفائزين السّابقين، ومسؤولين من اتّحاد الخبّازين، ومدوني الطّعام، و6 من سكّان باريس تم اختيارهم عشوائيًا من أكثر من 1،200 متقدّم.

واختير السريلانكي ثارشان سيلفاراجاه كأفضل خبّاز.

وكان الرغيف رقم 142 الذي صنعه السّريلانكي، ثارشان سيلفاراجاه، هو الفائز. ويقع مخبزه، في زاوية من الحي رقم 20 شرق باريس، بعيدًا عن القصور التي تشكّل محور الحياة العامّة في العاصمة.

وقال سيلفاراجاه: «حللنا في المرتبة الثّالثة عام 2018. وبعد ذلك، كنّا على يقين من الفوز».

ووفقًا لسيلفاراجاه، يكمن سر المخبز بخَبز دفعة من الباغيت كل 20 دقيقة حتّى يكون الخبز ساخنًا وطازجًا دومًا.

ورُغم إنجاز المخبز، لن يتغيّر سعر خبز الباغيت الذي يبيعه، والذي يُكلّف 1.35 يورو فقط (1.50 دولار أميركي).

وأشارت بولسكي إلى توفّر الأرغفة عالية الجودة بأسعار رخيصة، ويرجع ذلك جزئيًا لاحتفال المسابقة بخبرات صناعة الخبز المحليّة في وجه المنافسة الصناعيّة.

وأكّدت بولسكي عدم وجود حي واحد اليوم من دون خبز طازج، وأوضحت: «اختفى الخَبز على المستوى الصّناعي إلى حدٍ كبير في باريس».