يقال ان هناك ما يزيد على خمسة آلاف نوع من الضفادع التي يسمع نقيقها من مسافة تتجاوز الميل، وبعضها مهدد بالانقراض وآخر انقرض فعلا، لأن افخاذها تعتبر وجبة شهية لدى بعض الناس.
على كل حال هذا ليس موضوعنا، وإنما قدرتها العجيبة في اصطياد طعامها بلسانها اللزج الذي تفوق قوته السوبرغلو. اربعة آلاف نوع وأكثر من الضفادع البرمائية تتميز بلعاب «مزدوج» يماثل الغراء الشديد القوة وأشد من «السوبرغلو» خارج الفم. وعندما يتعلق الامر بالاسئلة الشائكة، فإن قلة هم الذين يعرفون الخصائص والاسرار التي تمكن هذه المخلوقات من صيد فرائسها بألسنتها الدبقة واللزجة. وعندما يكون اللسان داخل فم الضفدع، فإنه يتحرك بحرية، وهو ما لا يمكن ان تتمكن من فعله عندما يكون شديد اللزوجة. لكن عندما يستخدم الضفدع هذا اللسان مثل السوط لصيد فريسته، فإنه يتغير ويصبح وكأنه مادة غروية شديدة اللزوجة. ويقول العلماء انه لم يتم تطوير غراء اصطناعي حتى يومنا هذا يماثل خصائص وميزات تلك المادة الصمغية التي تفرزها او تنتجها الضفدع بصورة طبيعية في فمها. وقد اكتشف العلماء حديثا ان هذه المخلوقات تتصف ألسنتها اللزجة بلعاب يتميز بخاصتين في نفس الوقت. يكون اللعاب سائلا عندما يكون داخل الفم، ويقول العلماء انه اشبه بالدهان، الذي ينساب على الفرشاة، غير انه يلتصق بالجدار او الحائط، وعندما تعيده الى الفم، فإنه يتحول الى سائل والى حالته الطبيعية. وكان يعتقد في السابق ان لسان الضفدع يعمل مثل شريط لاصق يعرف بصورة تجارية بأنه شريط ضغط حساس لاصق. ولا يقتصر سر الضفدع ونجاحها في لعابها فقط، ذلك ان لسانها شديد الاهمية في اصطياد طعامها ايضا. ويمكن هذا اللسان، السوط، كما يوصف، صاحبته من اصطياد الفريسة في اقل من سبعة اجزاء من الثانية، اي اسرع بخمسة امثال من طرفة عين البشر. ويقول الباحثون ايضا ان لسان الضفدع اكثر نعومة وليونة بعشر مرات من لسان البشر، وبسبب ذلك، فإنها تتمكن من مده بنسبة عشر مرات عن الانسان ايضا. يقول أليكسيس نويل الذي اشرف على البحث من معهد جورجيا للتكنولوجيا انه على عكس الماء والعسل، فإن لعاب الضفدع يمكن ان يغير لزوجته مثله مثل الطلاء او الدهان. الطلاء ينتشر بسهولة عند وضعه، لكنه يثبت بقوة على الجدار بعد ازالة الفرشاة، وبالنسبة للضفادع، فإن اللعاب ينساب بسهولة لدى الاصطدام او مس الحشرة، ثم يتكثف عند الانكماش.
وقد نشر هذا البحث في مجلة THE ROYAL SOCIETY JOURNAL INTERFACE.