في قلب العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار، تتحوَّل قاعات مركز الفنون اليدوية بأبيدجان إلى منصة نابضة تحيي التراث الإفريقي من خلال أعمال فنية تستلهم تفاصيلها من حياة النساء وأزيائهن التقليدية.
ويعكف الفنانون المحليون على مزج الزخرفة بالهوية، مستلهمين لوحاتهم وتصاميمهم من حضور المرأة في الثقافة الإفريقية، لتتحول القطع الفنية إلى روايات مصورة تعبر عن الجمال والتاريخ والانتماء.
ويشكّل المركز في أبيدجان مساحة حيوية لا تقتصر على إنتاج الفن فحسب، بل تتعداه إلى كونه منصة حية تنقل الثقافة المحلية ورسائل اجتماعية.
الأناضول التقت عددا من الفنانين للحديث عن أعمالهم وتجاربهم داخل مركز الفنون اليدوية في أبيدجان، حيث يشكّل الفن وسيلة للتعبير عن الهوية والذاكرة الجمعية.
من بين هؤلاء الفنانين، يبرز الرسام والحرفي أستيل تال، الذي يعمل في المركز منذ أكثر من 15 عاما، ويعرف بأعماله الخشبية التي توثق الأزياء التقليدية التي ترتديها النساء في أبيدجان ومناطق إفريقية أخرى.
وقال تال: «نرصد الملابس التي ترتديها النساء وننقلها إلى الخشب. هذه الأعمال تعكس الفن والثقافة، وتبرز من خلال تصاميم الحلي مفاهيم الجمال الخاصة بالمرأة».
وأضاف: «نحن أيضا تلقينا تعليما، واليوم نقوم بتدريب الطلاب والمتدربين الجدد».
وفي القارة السمراء، أسهمت التقاليد الفنية والحرفية التي استمرت لقرون في حفظ التراث الثقافي وتمريره للأجيال.
فمن الأسواق المحلية إلى المعارض العالمية، تسهم هذه الأعمال في إيصال الفن الإفريقي إلى العالم بأسره.