توجد في الطبيعة العديد من الحيوانات والحشرات التي تنتج محلولاً سائلاً، منها ما يستخدم للتغذية، مثل الحليب أو العسل، وأخرى تدخل في صناعة الأدوية، من بينها نجد سم العقرب وهو أغلى أنواع السوائل في العالم، والذي قد يتجاوز اللتر منه 10 ملايين دولار.
يملك العقرب «مطارد الموت»، وهو أحد أكثر العقارب فتكاً في العالم الذي يملك ذيلاً مليئاً بالسم القوي، بالإضافة إلى لدغته المؤلمة، والتي تتسبب في الشلل وعدم القدرة على الحركة أو الشعور بجزء من الجسم.
يستخدم العقرب عادةً هذا السم لاصطياد فرائسه من الحشرات، وخاصة الصراصير التي تُعد مصدر غذائه الرئيسي، يمسك عقرب مطارد الموت طعامه عن طريق أخذ فريسته على حين غرة. يختبئ تحت الصخور في انتظار صرصور صغير غير مرتاب، أو حشرة صغيرة أخرى، ثم ينبثق ويمسكها.
نظراً لأن الكماشة ليست قوية جداً، فإنها تحتاج إلى لدغة فريستها بسرعة لمنعها من الهروب. بعد غضون بضع ثوانٍ فقط تكون الفريسة ميتة، لكن لهذا السم العديد من الاستخدامات التي تدخل في بعض أنواع الأدوية، الشيء الذي يجعل منه أحد أغلى السوائل في العالم.
يحتوي سم العقرب على سلسلة صغيرة تسمى «كلوروتوكسين»، وهو بروتين له تأثير قوي جدا، إنه مصمم بشكل مثالي لمنع قنوات الكلوريد ومنع أيونات الكلوريد من دخول خلايا العضلات.كما يمنع السم إرسال هذه الأيونات إشارات تخبر الخلايا بالاسترخاء، تنثني عضلات الجسم دفعة واحدة، ويبدأ الشلل.
ويعتبر سم العقرب مادة كيميائية سامة للأعصاب، يتم حصادها من أنواع مختلفة من العقارب، في حال تم حقنها بشكل مباشر قد تتسبب في الشلل أو في الوفاة في بعض الحالات، إلا أنه يحتوي على خصائص جيدة في صناعة الدواء والمجال الطبي.
وتختلف درجة سمية العقارب من واحد إلى آخر، ويعتبر العقرب «مطارد الموت» الأخطر من بينها، ويستخدم في صناعة الأغراض الطبية، ويصل سعره إلى قرابة 40 مليون دولار للغالون «الغالون قرابة 3.5 لتر».
ويستخدم سم العقرب في إنتاج عدد من الأدوية، على سبيل المثال يستخدم سم العقرب في علاج أورام المخ لدى البشر، بدلاً من إلحاق الضرر بالخلايا العصبية والعضلية السليمة.
يرجع السبب وراء غلاء سعر سم العقرب إلى أن استخراجه جد مكلف، إذ ينتج العقرب الواحد قطرة واحدة من السم «قطرة بحجم حبة سكر واحدة»، لهذا من أجل الحصول على غالون واحد من سم العقرب يتعين استخراجه من أزيد من مليوني عقرب أو عقرب واحد أزيد من مليوني مرة، وهذا ما يجعل سعره يصل إلى قرابة 40 مليون دولار أميركي، أي أزيد من 10 ملايين للتر الواحد.