كرّست مؤسسة قطر دورها في مجال ضمان التطور العلمي الشامل للأجيال القادمة من خلال جهودها التي تشمل مرحلة رياض الأطفال وحتى مرحلة التعليم العالي.
وفي هذا السياق، عقدت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي مؤخرًا، مسابقة الملصقات البحثية لمنتدى الشباب العلمي، بهدف تشجيع طلاب المدارس الثانوية على استكشاف إبداعاتهم العلمية، وتعليمهم كيفية تطبيق أساليب البحث، لإيجاد حلول مبتكرة للعديد من التحديات التي تواجه العالم.
وسيشارك الفائزون بالمراكز الخمسة الأولى في منافسات منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب، الذي سيعقد في نهاية يوليو 2021، ويتخلله مخيم صيفي للعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و21 عامًا، وذلك على مدار 15 يومًا.
ويسلّط منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب الضوء هذا العام على موضوع رئيسي يتمحور حول «العلوم للبشرية»، حيث سيتناول التحديات التي يواجهها العالم وكيفية معالجتها من خلال التطوير والاكتشافات العلمية.
ويعتبر هذا المنتدى واحدًا من أطول المنتديات ذات الصلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والذي يهدف إلى تمكين الشباب من جميع المستويات والخلفيات لتعزيز إمكاناتهم في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وتمكين المناقشات ذات الصلة عالميًا، وتجهيزهم ليجدوا مكانهم كمؤثرين في العالم.
وقدّم أحمد علي، أحد الفائزين الذين سيشاركون في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب، ملصقًا عن طبيعة المادة النووية وتطبيقاتها في الطب الدقيق، وكيفية استخدام تفاعلات الذرة داخل النواة لعلاج السرطان.
فقد أدرك علي، البالغ من العمر 18 عامًا، أهمية الطب الدقيق، واستمد إلهامه من ستيفن هوكينج، أبرز علماء الفيزياء النظرية وعلم الكون على مستوى العالم، كما أرشده الدكتور إبراهيم عبد الله، أحد أساتذته في مدرسة الخور الدولية للتعمق في هذا المشروع، واستكشاف كيف يمكن استخدام الفيزياء لتطوير علاجات لمرضى السرطان.
ويقول علي: «أستمتع بمحاولة فهم ما يجهله البشر وتخطي حدود ما يفهمونه عن الكون، وأشعر أحيانًا بأنني أرى جزءًا صغيرًا من العالم لا يستطيع سوى قلة من الناس رؤيته. كما أجد متعة في تعلم المهارات التي من المحتمل أن تسمح لي بالمساهمة في هذا الفهم».
بينما اختار جانا هيرموسو وفيليب فاليريو، وهما طالبان في الصف الثاني عشر في مدرسة الفلبين بالدوحة، طريقًا مختلفًا لمشروعهما الفائز، وذلك، بتركيز طاقتهم على الاستدامة والبيئة، حيث قررا العمل في مشروع يستكشف كيفية استخدام «الدقيق» لإنشاء ملاعق قابلة للتحلل كبديل صديق للبيئة بدلًا عن البلاستيك. ويقول فاليريو: «بصفتنا نتعايش بين مجموعة أساسية من الكائنات الطبيعية، من واجبنا المساعدة في الحفاظ على العالم والتعايش السلمي مع النباتات والحيوانات من حولنا، وهذا كان سبب اختيارنا للعمل على هذا المشروع».
ويتمتع كل من هيرموسو وفاليريو بحب عميق للعلوم، مستلهم من شخصيات كلاسيكية مثل ماري كوري ونيكولا تيسلا. كما اكتشفت هيرموسو أيضًا شغفها بالمجال من خلال مشاهدة مقاطع فيديو على منصة «Nile Red» على منصة اليوتيوب، والذي يُدرِّس العلوم بصريًا بطريقة غير اعتيادية.
وتقول هيرموسو إنها اكتسبت خبرة هائلة من خلال مشاركتها في المسابقة، لا سيما تعلم كيفية التغلب على القلق الذي ينطوي عليه العمل بمواعيد نهائية ضيقة ومستويات المنافسة العالية، وتأمل أن يساعدها هذا في تحقيق أهدافها المستقبلية المتمثلة في متابعة علم الأدوية وعلم الوراثة بعد المدرسة الثانوية.
جميع الفائزين سعداء بتمثيلهم لمدارسهم من دولة قطر في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب، لا سيما من خلال تفاعلهم مع الطلاب والموجهين التربويين الآخرين الذين لديهم نفس الشغف بالعلوم والبحوث. ويقول علي: «أكثر ما يثير حماستي هي الفعاليات التي تتعلق بالعلوم، فهي فرصة بالنسبة لي لتقديم مشروعي البحثي للخبراء في هذا المجال، والتقدم الذي أحرزته فيه منذ فوزي في مسابقة مؤسسة قطر».
وسيرافق علي وفاليريو وهيرموسو إلى منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب، فائزان آخران هما إبراهيم الحوري وعبد الرحمن الشهري من أكاديمية قطر للقادة، وهي مدرسة تندرج تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر.