مدريد- الوطن- زينب بومديان
أشاد سياسيون ودبلوماسيون إسبان بـ«المشاركة المهمة لقطر» في الدورة 55 من مؤتمر ميونخ للأمن، الذي أقيم في ألمانيا لمدة ثلاثة أيام واختتم أعماله يوم الأحد، مؤكدين أن الحفاوة التي استقبل بها الوفد القطري برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وأبرزتها وسائل الإعلام في أوروبا، تعكس مدى التقدير الدولي لدور قطر في حفظ الأمن والسلام في منطقة الخليج والعالم، والتدخل الإيجابي في الصراعات السياسية والأمنية وتخفيف وطأتها.
مؤكدين لـ الوطن أن مداخلة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال الجلسة الحوارية في ختام أعمال المؤتمر الأحد، كشفت أمام الرأي العام الدولي أن أزمات الخليج والمنطقة العربية أخطر من تصوراتهم، واضعا إياها على قمة جدول مواضيع المؤتمر المتعلقة بالوضع السياسي العالمي والأمن والدفاع والحروب والأزمات التي تسود العالم، وبرغم أن قرارات المؤتمر غير ملزمة إلا أن نتائج هذه المكاشفة القطرية سوف تكون إيجابية على صعيد التحرك الدولي لحل أزمات منطقة الخليج خلال الأيام القادمة.
أزمة الخليج
قال داموس خوسيه، الباحث بمركز «ميغيل» للدراسات الأمنية والسياسية بمدريد، إن الدورة 55 لمؤتمر ميونخ للأمن ناقشت موضوعات مهمة للغاية مثل تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست» وأزمة فنزويلا وسوريا وشرق أوكرانيا، بمشاركة 35 رئيس دولة ومئات القادة الأمنيين والسياسيين حول العالم، وممثلين عن منظمات غير حكومية مهمة على الصعيد الدولي، تحت شعار «السلام من خلال الحوار»، كما ناقش الحضور موضوع التعاون عبر الأطلسي، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، والتعاون في مجالات السياسة الدفاعية، ومعاهدة نزع الأسلحة النووية مع روسيا والتداعيات المحتملة لصراع القوى العظمى مع ظهور عهد جديد من التنافس بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، والفراغ القيادي في النظام العالمي الليبرالي، وجميعها موضوعات مهمة خاصة بالنسبة لأوروبا، أما بالنسبة لقطر فقضية أزمة الخليج هي الأهم، ليس بالنسبة لقطر فقط وإنما للمجتمع الدولي ككل، كونها مرتبطة بشكل مباشر بأزمات كارثية في منطقة الشرق الأوسط، وبكوارث إنسانية في اليمن، وصراع محتدم بين قوي في المنطقة قد تؤدي إلى كارثة في حالة نشوب حرب بين الأطراف المتشاحنة في المنطقة، لذلك استطاع سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن يبرز خلال مشاركته في الجلسات الحوارية أهمية أزمة الخليج والأوضاع المتأزمة في المنطقة ليضعها على جدول المناقشات وينتزع اتفاق جمعي على أهمية التدخل السريع لمد جسور الحوار بين جميع الأطراف في الخليج والمنطقة لحل الأزمة بعيدا عن التشنجات والإملاءات، لإعادة الاستقرار لهذه المنطقة المهمة للغاية على خريطة العالم، وبدا الإجماع الدولي على أهمية هذه القضية في نهاية فعاليات المؤتمر، وهو ما ينبأ بتحركات ناجعة خلال الأيام القادمة لتفعيل آليات الحوار بين جميع الأطراف لحل الأزمة في الخليج والشرق الأوسط قريبا برعاية أممية ودولية.
الحوار آلية الحل
وأضاف فيليب روسالس، مستشار وزير الخارجية الإسباني الأسبق، أن حل أزمة الخليج وكارثة اليمن وأزمة العديد من الدول العربية هي الطريق الأقصر لسلام العالم والقضاء على التطرف والإرهاب واستقرار المجتمع الدولي، والحوار الذي دعت قطر ليكون آلية حل الأزمات قبل ثلاث سنوات تقريباً أصبح الآن شعار أهم فعالية للأمن في العالم، حيث اتخذت الدورة 55 من مؤتمر ميونخ للأمن شعار «الحوار» عنوانا للدورة الحالية، بعد أن ثبت بالدليل والأحداث والمواقف المتتالية أن السلاح لا يحقق الاستقرار والسلام، والقوة العسكرية لا تفرض الحلول، والدليل الأزمة المستعصية التي وضعت السعودية والإمارات المنطقة بالكامل فيها نتيجة التهور العسكري، ومن ثم فإن الوقت الآن أصبح مواتيا لفرض الحوار وهو رؤية قطرية سابقة طالبت بها الدوحة مرارا وتكرارا لا سيما خلال العامين الماضيين منذ اندلاع أزمة الحصار يوم الخامس من يونيو 2017، واليوم أجمع قادة الدول العظمى والكيانات الاتحادية العسكرية والمنظمات الأممية على أن الحوار هو الحل لأزمات العالم، وحل أزمة الخليج هو نقطة الانطلاق لتحقيق السلام، فلا سلام بلا حوار.