الدوحة- الوطن
تبدأ مجموعة مؤلّفة من ستة وأربعين من طلبة كلية الطب بجامعة قطر مطلع الأسبوع الحالي فترة تدريب طبي ميداني في مستشفيي الخور والوكرة التابعين لمؤسسة حمد الطبية تدوم أربعة عشر أسبوعاً، وتشكّل هذه المجموعة التي تضمّ 19 من الطلبة القطريين الدفعة الأولى من طلبة الطب العام في كلية الطبّ التي تأسست في العام 2014 تحت رعاية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تماشياً مع تزايد الطلب على الكوادر الطبية والحاجة إلى تأهيل الكوادر المحلية في دولة قطر بما يضمن تلبية احتياجات السكان من الرعاية الصحية وبما يتوافق مع استراتيجيات وأولويات التنمية المتصلة بالتعليم الطبي في الدولة.
وكانت هذه الدفعة من الطلبة قد أمضت فترة السنوات الثلاثة والنصف الماضية في الدراسة النظرية والمخبرية في مجال العلوم الطبية الأولية التي تشكّل الأساس الذي ستبنى عليه مهاراتهم وخبراتهم الإكلينيكية التي ستمكنهم من تقديم الرعاية الصحية للمرضى مستقبلاً، وسوف يكتسب طلبة الطبّ من خلال فترات التدريب الطبي الميداني والتي ستتكرر في السنوات الرابعة والخامسة والسادسة من دراستهم الجامعية للطب المهارات اللازمة للممارسة المهنية في العديد من التخصصات الطبية والتي تشمل الجراحة، والطب الباطني، وطب الأطفال، والصحة النفسية، وغيرها.
من جانبه أشار الدكتور عبداللطيف الخال، نائب الرئيس الطبي، ومدير إدارة التعليم الطبي بمؤسسة حمد الطبية، ونائب العميد للشئون الطبية في كلية الطب بجامعة قطر، إلى أن نشاطات التدريب الطبي الميداني في المستشفيات تتيح لطلبة الطب اكتساب الخبرة العملية وتفتح الباب أمامهم لاتخاذ القرار بشأن التخصص الطبي الذي سيتابعون دراسته بعد إكمالهم للتعليم الطبي الأساسي، وقال: «إن الأهداف الرئيسية لنشاطات التدريب الطبي الميداني لطلبة الطبّ لا تقتصر على تمكين هؤلاء الطلبة من التطبيق الآمن لما اكتسبوه من المعرفة والخبرة النظرية على أرض الواقع وتحت الإشراف المباشر للأطباء المتمرّسين في مرافق مؤسسة حمد الطبية فحسب بل تتعدّى ذلك إلى توفير البيئة التعلّمية التي تتلاءم تماماّ مع متطلبات مناهج دراسة الطب في الجامعة، وسوف يرافق هؤلاء الطلبة على مدى الأسابيع الأربعة عشر القادمة أطباء المؤسسة من استشاريين وأخصائيين أثناء قيامهم بمهام تقديم الرعاية الصحية للمرضى مما يتيح لهم المشاركة الفعلية في تقديم الرعاية للمرضى وصقل مهاراتهم في إيجاد الحلول للمسائل الطبية المعقّدة من خلال التدريب الميداني، كما تتيح النشاطات التدريبية الميدانية في مختلف مرافق المؤسسة للطلبة فرصة اتخاذ الخطوة الأولى نحو مستقبلهم المهني والمتمثّلة في الإطلاع عن كثب على التخصصات الطبية المختلفة ومن ثمّ تحديد التخصصات الطبية التي يرغبون في دراستها مستقبلاً، ونحن بدورنا نتطلّع الى اليوم الذي نرى فيه هؤلاء الطلبة أطباء مقيمين وقياديين في مؤسسة حمد الطبية».
وقد عبّر الدكتور الخال عن اعتزازه واعتزاز المسئولين في مؤسسة حمد الطبية وجامعة قطر بشمول الدفعة الأولى من طلبة الطب العام في كلية الطبّ لتسعة عشر من الطلبة القطريين والذين سيشكلون نواة الجيل القادم من الكوادر الطبية القطرية وثمرة للجهود التشاركية بين المؤسسة وجامعة قطر في سبيل إرساء الأسس المتينة الكفيلة بتلبية احتياجات الرعاية الصحية لسكّان دولة قطر.
من جهته أشار البروفيسور إيجون توفت، نائب رئيس الجامعة للشئون الطبية والصحية وعميد كلية الطب في جامعة قطر، إلى أن 310 من الطلبة، من بينهم 160 قطرياً، قد التحقوا ببرنامج الدراسة في كلية الطب والذي تبلغ مدته ست سنوات، معبّراً عن اعتزاز الكلية بما تقدّمه من إسهامات في تعليم وتطوير ذوي الكفاءة من أطباء المستقبل القطريين وبالتالي المساهمة في تطوير نظام الرعاية الصحية في قطر تحقيقاّ لما تضمّنته الاستراتيجية الوطنية للصحة في الدولة، وقال: «ينتابنا نحن وطلبتنا شعور بالحماس ونحن نخطو خطوة جديدة على مسيرة التعليم الطبي تقرّبنا من مرحلة تخريج الدفعة الأولى من طلبة كلية الطب في جامعة قطر في العام 2021 والتي تمثّل ثمرة الجهود الحثيثة التي يبذلها هؤلاء الطلبة في سبيل بناء قدراتهم وإكمال تحصيلهم العلمي الطبي بما يمكّنهم من تأدية دورهم في تقديم الرعاية الصحية للمرضى. إن ما تلقاه الطلبة من تعليم يشكّل القاعدة الأساسية التي يحتاجونها لبناء مستقبلهم كأطباء والنشاطات التدريبية الميدانية التي يقبلون عليها تعدّ مرحلة هامة من التطوير المهني الذي يفتح الباب أمامهم للانخراط في مختلف التخصصات الطبية».
الدكتورة أليسون كار، رئيس التعليم الإكلينيكي وأستاذ العلوم الطبية في كلية الطب بجامعة قطر، بدورها أشارت إلى أن نشاطات التدريب الطبي الميداني لطلبة الطبّ تتضمن العمل في مرافق كل من مؤسسة حمد الطبية، وسدرة للطب، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وقالت:«إن هذه الدفعة من طلبة كلية الطب خير شاهد على الشراكة القائمة بين القطاع الصحي وجامعة قطر والتزام كل منهما بتدريب الجيل القادم من الأطباء، ونودّ في هذا المقام أن نعبّر عن تقديرنا لما قام به الأطباء المشرفين على التدريب في مراكز الرعاية الصحية الأولية من جهود أثناء تدريبهم لطلبتنا خلال فترة العامين ونصف العام الماضية حيث شكّلت النشاطات التدريبية التي شارك فيها الطلبة مقرونة بالدراسة النظرية في الكلية الأساس المتين الذي ستبنى عليه المرحلة التالية من التدريب الطبي الميداني».
تجدر الإشارة إلى فعالية احتفالية أقيمت في قاعة حجر بمركز التعليم الطبي في مؤسسة حمد الطبية تمّ خلالها تكريم 46 من طلبة السنة الرابعة بكلية الطب لمساهمتهم القيّمة في حماية وترسيخ قواعد الرفاه الصحي في المجتمع القطري، وقد حضر هذه الفعالية عدد من كبار المسئولين في كل من مؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وجامعة قطر وبعض المؤسسات الشريكة.