+ A
A -
اقتحم مستوطنون أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات، وأدوا طقوسا خاصة في باحاته، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة طالت «17» فلسطينيا، من مناطق مختلفة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، كما توغلت عدة آليات عسكرية إسرائيلية أمس، شمال بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وكذلك في شرق بلدة خزاعة شرق محافظة خان يونس جنوب القطاع، وقامت بأعمال تمشيط وتخريب في المكان، حيث تتعمد آليات الاحتلال بين الفينة والأخرى التوغل في أراضي الفلسطينيين الزراعية الحدودية، وتمنع المزارعين من الوصول إليها لفلاحتها.
هذه الانتهاكات أصبحت يومية، وهي تبعث برسائل في غاية الوضوح، مفادها أن تل أبيب ليست في وارد الانخراط في أي حل سلمي، ومن المؤسف أنه على الرغم من وضوح هذه الرسائل إلا أن المجتمع الدولي لم يقم بأي تحرك على الإطلاق من أجل وقف الاعتداءات اليومية، وهو اكتفى بدور المتفرج على أزمة تنذر بانفجارات هائلة بسبب الإحباط الشديد الذي يمر به الشعب الفلسطيني الأعزل.
إن صمت المجتمع الدولي على انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني بات يشكل غطاء لتلك الجرائم، ويشجع الاحتلال وأذرعه المختلفة على التمادي في حربه المفتوحة على الوجود الفلسطيني بشرا وحجرا، وقد رأينا كيف تمادت سلطات الاحتلال في هدم المباني، وعمليات القتل خارج القانون التي ترتكبها بحق المواطنين المدنيين العزل، تحت حجج وذرائع واهية.
هذا التصعيد يعكس ثقافة استعمارية عنصرية باتت تسيطر على مفاصل الحكم في دولة الاحتلال، تبيح لنفسها سرقة حياة أي مواطن فلسطيني. صحيح أن حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم، إلا أن الأمم المتحدة تتحمل جانبا كبيرا أيضا؛ بسبب عجزها عن توفير نظام حماية للشعب الفلسطيني، كما جاء في قرار الجمعية العامة وترجمته عمليا على أرض الواقع.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
19/01/2022
0