+ A
A -
حظي الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بالدعم والمؤازرة من جانب المجتمع الدولي، وهو أمر طيب للغاية يمكن أن يسهم في تمهيد الطريق أمامها من أجل تنفيذ ما ينتظره الشعب اللبناني منها، وهنا تبرز ثلاثة تحديات أساسية تتمثل بوقف الانهيار والحد من تفاقم الأزمات، وإطلاق المفاوضات مجدداً مع صندوق النقد الدولي لإدخال عملات أجنبية إلى لبنان، وإدارة الانتخابات النيابية والحرص على إنجازها في موعدها.
بالنسبة إلى وقف الانهيار والحد من تفاقم الأزمات، فإنه يتعين على القوى الخارجية التي ضغطت من أجل تشكيل الحكومة أن تفي بما وعدت به عبر تقديم مساعدات وتسهيلات من شأنها مساعدة الحكومة فعليا، خاصة لجهة دعمها في تأمين الكهرباء والمحروقات، والمسألة الجوهرية هنا لا تتعلق بإرسال حفنة مساعدات وإنما بالمساعدة الفعلية في إنشاء محطات لتوليد الكهرباء تضع حدا نهائيا لهذه المسألة، وتأمين المشتقات النفطية اللازمة بصورة دائمة، بالإضافة إلى المساعدة في إطلاق المفاوضات مجدداً مع صندوق النقد الدولي لإدخال عملات أجنبية إلى لبنان بما يمكن المودعين من الحصول على مدخراتهم ورفع قيمة الليرة اللبنانية.
وبطبيعة الحال فإن المهمة ليست يسيرة، لكن تحقيق أي إنجاز يرتبط ارتباطا وثيقا بتنفيذ الوعود والتعهدات من جانب المجتمع الدولي الذي يتعين عليه أن يمد يد العون دون أي تأخير، إذا ما أراد لهذه الحكومة التي ضغط باتجاه تشكيلها، أن تنجح وتتمكن من تحقيق ما يعوله عليها الشعب اللبناني.
إن النجاح في تحقيق هذين الهدفين سوف يكون بمثابة المدخل الأساسي لنجاح المهمة الثالثة التي تنتظر هذه الحكومة وهي إدارة الانتخابات النيابية والحرص على إنجازها في موعدها، وهو أمر لن يتحقق إلا في ظل أجواء من الأمن والاستقرار والرضا الشعبي، وإلا فإن هذا التحدي سوف يتحول إلى مدخل جديد للخلافات الطاحنة والعودة مرة أخرى إلى الدوران في حلقة مفرغة شديدة الخطورة.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
12/09/2021
0