+ A
A -
قدم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في كلمته أمام مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، خريطة طريق واضحة المعالم، تقوم على معالجة جذور القضايا التي أفضت لبروز الأزمات المتتالية، والتأكيد على أن وحدة العراق، وطنا وشعبا، وتعزيز مؤسسات الدولة الشرعية، بما في ذلك وحدة السلاح الشرعي في ظل سيادة الدولة، هي من أهم الخطوات في هذا الاتجاه، مؤكدا أن قطر لن تألوَ جهدًا في الوقوف بجانب العراق الشقيق وتقديم الدعم للأشقاء العراقيين، ومساندتهم في جهودهم لتحقيق النهضة الشاملة في بلدهم، لإيمانها بأن العراق مؤهل للقيام بدورٍ فاعل في إرساء الأمن والسلم في المنطقة، ومن هذا المنطلق أكد سموه، حفظه الله، على دعم العراق لاستعادة دوره ومكانته التي يستحقها على المستويين الإقليمي والدولي، كما أكد إيمانه بأن أمن العراق واستقراره هو من أمن واستقرار بقية دول المنطقة، وأن قطر ستواصل دعم الشعب العراقي الشقيق ومساندته في تحقيق تطلعاته في السلام والأمان والتنمية.
ما قاله صاحب السمو مدخل أساسي لعودة العراق إلى ممارسة دوره التاريخي والمحوري في العالم العربي، ولتمكينه مجددا من النهوض بهذا الدور لا بد من دعمه ومساندته في سبيل تجاوز ما مر به من حروب وما تعرض له من إرهاب وآفات أخرى عديدة، اجتماعية وسياسية، حالت بينه وبين استثمار مقدّراته الحقيقية، وكما أوضح صاحب السمو فإن هذا الوضع مؤقت بالتأكيد، ونحن واثقون أن العراق يعيد اكتشاف مصادر قوته، وأهمها الإنسان العراقي المنتمي لوطنه وشعبه.
يشكل انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون بارقة أمل حقيقية للاستقرار في المنطقة وفي الشرق الأوسط بشكل عام، حيث إن دعم العراق وإشراك الأشقاء والأصدقاء في هذا الدعم أمر ملح أكثر من أي يوم مضى، لأنه من غير عراق مستقر ومزدهر، لن تكون هناك حلول للتهديدات الأمنية في المنطقة، ما يستدعي التعاون والتكامل الاقتصادي بين العراق والشركاء والأشقاء، كمدخل لا بديل له.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
29/08/2021
0