+ A
A -
اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، أمس، عبر باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، قبل أن يغادروه من باب السلسلة تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما أصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال، واعتقل اثنان آخران، خلال مواجهات اندلعت مع الفلسطينيين عقب اقتحام تلك القوات مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وقد أصيب الليلة قبل الماضية خمسة فلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال اقتحام قوات الاحتلال والمستوطنين «قبر يوسف» شرق نابلس، وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيد انتهاكاتها واعتداءاتها في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين بصورة شبه يومية، وتنفذ عمليات اعتقال واستدعاء واقتحامات مختلفة تطال الفلسطينيين.
ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، بأحيائها ومقدساتها وشوارعها وتراثها ومعالمها التاريخية، جرائم تستوجب المساءلة والعقاب لمرتكبيها، لانتهاكهم قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقدس المحتلة، بما فيها قرارات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو».
إن قيام سلطات الاحتلال بالإعلان عن تنفيذ ما يسمى «مخطط مركز مدينة القدس الشرقية»، خاصة في شارع صلاح الدين الذي يشكّل قلب مدينة القدس، هدفه طمس هوية وتاريخ وملامح البلدة القديمة، وإحداث المزيد من التغييرات على الواقع القانوني والديموغرافي، خدمة لمشروعها التهويدي في المدينة المحتلة، بأحيائها وأسواقها وشوارعها، وتغيير طابعها العربي الإسلامي والمسيحي.
يأتي كل ذلك وسط تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك الذي يرافقه القمع والاعتقال والاعتداء على المصلين فيه، حيث نفذ حوالي 5000 مستوطن تلك الاقتحامات خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذا العام، في محاولة لتثبيت التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى وإحداث التغيير التدريجي في «الوضع القائم» بالحرم القدسي الشريف.
وأمام هذا الوضع، يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته وتنفيذ القرارات الأممية كوسيلة وحيدة لوقف هذه الجرائم، ومنع انفجارات جديدة، عبر لجم المعتدي ووقف انتهاكاته.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
28/07/2021
0