+ A
A -
يحتفل العالم العربي والإسلامي بعيد الأضحى المبارك اليوم، وسط ظروف سياسية واقتصادية ومعيشية صعبة، لم يشهد لها مثيلا من قبل، كما هو الحال في العديد من دوله، وبخاصة فلسطين، التي يتصدى شعبها لأكثر الهجمات وحشية ضد مقدساته، حيث التوتر مستمر في القدس المحتلة بعد صدامات بسبب اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى، في أعقاب اقتحام القوات الإسرائيلية لهذه الباحات، وقيامها بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص المطاطي، وكنا سمعنا تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت التي أوعز فيها بمواصلة اقتحامات المستوطنين للأقصى بشكل «منظم وآمن»، وذلك في ختام جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية، عقدت عقب اقتحام قرابة 1200 مستوطن للمسجد، بحماية الشرطة الإسرائيلية، التي سبق واقتحمت المصلى القبلي منه واعتدت على المرابطين داخله.
الحكومة الإسرائيلية تدفع نحو صراع ديني خطير، ويتعين عليها أن تتحمل مسؤولية هذا التصعيد، باعتبار أن هذه التصريحات التي سمعناها تشكل تحديا للمجتمع الدولي، وسببا رئيسيا لانفجار جديد في الأراضي المحتلة.
وأمام هذه الأوضاع لا بد من تحمل الأمم المتحدة لمسؤولياتها بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والتحرك الفوري لحماية الأماكن المقدسة، ووقف الممارسات العنصرية والانتهاكات المتكررة من قبل الاحتلال.
إن اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى لا تشعل غضب الفلسطينيين وحدهم وإنما غضب المسلمين جميعا، وعلى العالم بأسره أن يتدخل بصفة عاجلة وحاسمة وحازمة من أجل وضع حد لهذا الاستهتار الإسرائيلي، ولكل الجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين سواء بسواء.
إن تكرار اقتحامات باحات المسجد الأقصى، خاصة والمسلمون يحتفلون بعيد الأضحى المبارك، يبعث برسالة في غاية السوء لا بد للمجتمع الدولي من تلقفها والتحرك بموجبها من أجل ضمان عدم المساس بالمقدسات الإسلامية والدفع باتجاه حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية طال أمده.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
20/07/2021
0