+ A
A -
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك من بابي السلسلة والمغاربة، واعتدت بالضرب على المصلين والمرابطين في المصلى القبلي وباحات المسجد، وأطلقت قنابل الصوت باتجاه المصلين، وأجبرتهم على مغادرة باحات المسجد بالقوة وتحت تهديد السلاح، كما أغلقت قوات الاحتلال المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية، واحتجزت بداخله عددا من المصلين والمرابطين، فيما سهلت اقتحام مئات المستوطنين لباحات المسجد الاقصى انطلاقا من باب المغاربة.
من المؤسف أن يتم ذلك تحت مرأى المجتمع الدولي، الذي ما زال عاجزا عن أي موقف حازم لوقف القرار الإسرائيلي الرسمي لتكريس التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك ريثما يتم تقسيمه مكانيا، وضمن عمليات أسرلة وتهويد القدس وفرض السيطرة عليها وتفريغها من المواطنين الفلسطينيين.
هذا الاستهداف المتواصل يندرج ضمن محاولات إسرائيلية ممنهجة لاستبدال الصراع السياسي بصراع ديني، لإخفاء طابع وصفة الاحتلال عن إسرائيل، لكن محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى لن تمر بهمة وصمود المقدسيين المرابطين الذين يدافعون عن القدس ومقدساتها نيابة عن الأمتين العربية والاسلامية، لكن هذا الصمود دفاعا عن المقدسات والكرامة يحتاج إلى مساندة من جميع دول العالم المحبة للسلام، ولا بد من التحرك سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا على المستويات كافة، للمطالبة بتوفير حماية دولية للأقصى والقدس والمقدسيين، وحشد موقف دولي فاعل.
إن اقتحام المسجد الأقصى قرار سياسي إسرائيلي، هدفه تثبيت أمر واقع احتلالي، وهو يعطي مؤشرات خطيرة عن توجهات الحكومة الإسرائيلية الجديدة، والتي عنوانها الاعتداء على المقدسات، وهو استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين في كل العالم واستهتار إسرائيلي بكل القرارات والدعوات الدولية التي تدين هذه الاقتحامات، بالإضافة إلى أنه بمثابة شرارة جديدة لتفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والدفع نحو موجة جديدة من المواجهات، وهنا يبرز دور المجتمع الدولي الذي يتعين عليه أن يتحرك قبل فوات الأوان.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
19/07/2021
0