+ A
A -
لا يزال التوتر سيد الموقف على مستوى البحث عن الحل للصراع العربي – الإسرائيلي، وفي مقدمته الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ففي هذه الأيام يعود الجدل محتدما بشأن طبيعة الحل الذي تعتزم واشنطن الإقدام عليه خلال الشهور القليلة المقبلة، ونعني بذلك ما يرشح باستمرار في وسائل الإعلام المختلفة عن ما يعرف إعلاميا بـ«صفقة القرن».
إننا نشير هنا إلى أن ملامح التوجه الأميركي للتعامل مع قضية السلام في الشرق الأوسط قد باتت واضحة، حيث تتواتر بصفة متواصلة تصريحات وأحاديث العديد من المسؤولين الأميركيين في التطرق للموقف الأميركي الراهن من قضية السلام.
ويثير الانتباه بشكل محدد ما أعلنه (الخميس) جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكبير مستشاريه بقوله إن «خطة السلام الأميركية في الشرق الأوسط ستكرس القدس عاصمة لإسرائيل، ولن تأتي على ذكر حل الدولتين»..
حيث قال كوشنر -خلال مؤتمر نظمه معهد واشنطن للأبحاث- إن خطته للسلام في الشرق الأوسط «ستكون نقطة بداية جيدة لمعالجة الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني والقضايا السياسية»، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن «واشنطن ستناقش إمكانية ضم إسرائيل مستوطنات الضفة الغربية».
إن كل متابع أمين لقضية سلام الشرق الأوسط يدرك الآن بوضوح بأن ما تعتزم الإدارة الأميركية تنفيذه في التعامل مع قضية السلام سوف تجابهه الأطراف الرئيسية، وفي مقدمتها الفلسطينيون مؤازرين بالدعم الواسع والحقيقي، عربياً وإسلامياً، بالرفض التام.
إننا نرى أن واشنطن بهذا النهج الذي تنتوي تنفيذه تقدم على خطأ سياسي ودبلوماسي وقانوني كبير، لأن ما يعرف بـ«صفقة القرن»، لا يمكن تمريره أو القبول به فلسطينياً وعربياً وإسلامياً.
بقلم: رأي الوطن
copy short url   نسخ
04/05/2019
0