+ A
A -
أطلق الهلال الأحمر القطري نداء إنسانيا لجمع مبلغ 3 ملايين دولار من أجل إغاثة شعب الروهينغا المتضررين من الأزمة الإنسانية في ميانمار، من خلال توفير المأوى المؤقت والرعاية الصحية والمياه والإصحاح والمواد الغذائية وغير الغذائية لفائدة 5 آلاف أسرة تضم حوالي 25 ألف شخص، مع توسيع نطاق الإغاثة في المراحل التالية لاستيعاب المزيد من الوافدين إلى مناطق اللجوء في بنغلاديش.
تتضمن المرحلة الأولى من برنامج التدخل تشغيل عيادتين متنقلتين مع توفير الطاقم الطبي والأدوية والمستلزمات الطبية، وتوزيع 5 آلاف حقيبة صحية تحتوي على فرش ومعجون أسنان وفوط وصابون وغسول شعر، وبناء 250 حماما مؤقتا في مراكز الإيواء مع توفير مواد النظافة، وتوزيع 5 آلاف سلة غذائية تكفي لمدة شهر وتحتوي على 70 كيلوغراما من الأرز والعدس والزيت والملح والتوابل، وتوزيع 5 آلاف حزمة إيواء تحتوي على غطاء بلاستيكي واق من المطر والحبال والأخشاب.
جاء الإعلان عن إطلاق نداء الإغاثة أثناء مؤتمر صحفي حضره سعادة السفير علي بن حسن الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري، والسيد أحمد علي الخليفي رئيس تنمية الموارد المالية بالهلال الأحمر القطري، والسيد عيسى محمد آل إسحق مدير الاتصال بالهلال الأحمر القطري، بحضور ممثلين لمختلف وسائل الإعلام. وبدأ المؤتمر الصحفي بعرض تقرير ميداني من فريق التقييم الموجود حاليا في بنغلاديش، حيث زار الفريق مناطق كاتا بالونغ وشامبلور وبالوكالي.
وأثناء المؤتمر الصحفي، قال السيد علي الحمادي: «نلتقي في هذا المؤتمر الصحفي من أجل إطلاق نداء إنساني لإغاثة شعب الروهينغا في إقليم راخين في ميانمار، في ظل تصاعد موجة العنف مؤخرا ضد الأبرياء من أبنائه وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، مما دفع مئات الآلاف منهم إلى هجر منازلهم وقراهم والاتجاه مشيا على الأقدام إلى بنغلاديش هربا بحياتهم وحياة أبنائهم، حيث يجدون أنفسهم في مواجهة ظروف غير إنسانية من فقدان للمأوى والغذاء والعلاج ومياه الشرب».
وأضاف: «نحن في الهلال الأحمر القطري نشعر بقلق عميق لما يجري من انتهاكات ضد المدنيين الأبرياء من الروهينغا، انطلاقا من رسالتنا الأساسية كمنظمة إنسانية ذات حضور إقليمي ودولي بارز، وإيمانا منا بالمبادئ الأساسية لحماية المدنيين المنصوص عليها في اتفاقيات جنيف الأربع وجميع القوانين والأعراف ذات الصلة، واستلهاما للمثل العليا والقيم الأخلاقية التي حضت عليها جميع الشرائع السماوية من التراحم والنهي عن ترويع الآمنين أو الاعتداء على الأرواح والممتلكات، وهو ما يتفق أيضا مع الفطرة الإنسانية السوية التي جبلت على التسامح والتعايش السلمي وحب الخير».
ونوه الحمادي إلى أن تعامل الهلال الأحمر القطري مع الأزمة الإنسانية لشعب الروهينغا في ميانمار ليس وليد اللحظة، بل يسير وفق استراتيجية متكاملة بدأ تطبيقها منذ 5 أعوام بفتح مكتب تمثيلي للهلال في ميانمار عام 2012 كي يتولى وضع وتنفيذ سلسلة من المشاريع والأنشطة التي تساهم في تنمية المجتمع المحلي في ميانمار في التعليم والصحة والإصحاح البيئي والسكن الملائم والمشاريع الحرفية والإنتاجية المدرة للدخل، إلى غير ذلك من جوانب المساعدة الاقتصادية والاجتماعية التي تكفل للمستفيدين العيش الآدمي الكريم.
ووجه الحمادي رسالة ودعوة إلى كافة الأطراف الفاعلة على الساحة الدولية دبلوماسيا وإنسانيا لاتخاذ كل السبل الممكنة من أجل تعزيز الاستقرار، مضيفا: «لقد أثبتت دولة قطر حكومة وشعبا وبرهنت مجددا على وعيها التام بقضاياها الإنسانية والأخلاقية من خلال موقفها النبيل للتعاطف الكامل مع المتضررين من شعب الروهينغا وإبداء كل الدعم لهم في محنتهم القاسية، ونحن على ثقة من أن أبناء هذا المجتمع الكريم المعطاء لن يتأخروا عن مد يد العون ومساندة جهودنا الإغاثية لإنقاذ أرواح آلاف اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش وتوفير احتياجاتهم الأساسية، حتى لا يقبل عليهم فصل الشتاء القارس وهم يفترشون الطرقات وينامون في العراء ويتغذون على أوراق الأشجار».
أعرب الأمين العام للهلال الأحمر القطري عن جزيل الشكر والتقدير إلى صندوق قطر للتنمية على مبادرته الكريمة لدعم الاستجابة الإنسانية لأزمة الروهينغا، حيث ساهم بمبلغ 500 ألف دولار من أجل توفير الاحتياجات العاجلة للاجئين الروهينغا في بنغلاديش، مؤكدا أن هذا الموقف النبيل ليس بالجديد على مسؤولي صندوق قطر للتنمية، بل يمثل استمرارا لعلاقة الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين لخدمة الضعفاء والمحتاجين في كل مكان.
كذلك أشاد الحمادي بالجهد الكبير لسعادة السفير أحمد بن محمد الدهيمي سفير دولة قطر لدى بنغلاديش، الذي حرص على متابعة مهمة الفريق الإغاثي والتدخل شخصيا لتسهيل مهمته وتذليل كافة العقبات التي تؤثر على عمله.
بعد ذلك، تحدث السيد أحمد الخليفي عن تفاصيل النداء الإنساني، حيث أوضح: «تفاعل الهلال الأحمر القطري مع الأحداث منذ بدايتها بتفعيل مركز المعلومات لديه، وتم التواصل مع المنظمات الإنسانية كالاتحاد الدولي وغيره. وحاليا يوجد لدى الهلال فريق ميداني إغاثي يعمل في بنغلاديش التي لجأ إليها أكثر من 300 ألف شخص من المنطقة المنكوبة، ويقوم الفريق منذ أسبوع بتقييم أهم الاحتياجات الأساسية للفارين من أعمال العنف الذين يقطنون مخيمات غير مؤهلة لاستقبالهم، كما يقوم بتوزيع المساعدات الإغاثية العاجلة للعائلات المتضررة».
وأشار الخليفي إلى أن الهلال الأحمر القطري كان من أولى المنظمات الإنسانية التي استجابت لهذه الأزمة، حيث خصص من صندوق الإغاثة العاجلة مبلغ 100 ألف دولار كاستجابة أولية لتوفير بعض الاحتياجات الضرورية للأسر الأكثر تضررا من خلال الفريق الميداني.
copy short url   نسخ
13/09/2017
1061