+ A
A -
جايمس جيفري

أضحى مستقبل الاتفاق النووي الإيراني موضع شكّ كبير مجدداً، بعد حسم ترامب موقفه برفض منح الإيرانيين شهادة الالتزام ببنود الاتفاق المطلوبة كل ثلاثة أشهر طبقاً للقانون الأميركي، والتي تستحق في أكتوبر القادم.
موقف ترامب هذا يلقى معارضة من قبل الشركاء الأوروبيين ممن أكدوا على دعمهم لبقاء الاتفاق، وكذلك لجنة الطاقة الذرية الدولية التي شهدت بوفاء الإيرانيين بالتزاماتهم، مما يضعف من موقف الرئيس الأميركي.
غير أنه في ظلّ التهديدات غير العادية التي يمثلها التمدد الإيراني في لبنان وسوريا والعراق واليمن ومناطق أخرى، وكذلك مواصلة إدارة ترامب مراجعتها لسياستها تجاه طهران، يدفع للقول بأن وضع الاتفاق النووي الإيراني لم يعد مقدساً.
من الواضح أن المحيطين بالرئيس ترامب، من رموز المحافظين الجدد، يفكرون بالفعل بإعادة النظر جذرياً بالسياسة الأميركية تجاه إيران. فهذا السفير السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، ينشر تفاصيل خطته الخاصة بانسحاب أميركي مرجح من الاتفاقية، من خلال تبني مسار سياسي ضاغط على إيران يرقى إلى تغيير النظام في طهران. تلا ذلك شن السفيرة نيكي هايلي لهجوم غير مسبوق على طهران متهمة إياها بانتهاك الاتفاق. ومما جاء في كلمة ألقتها السفيرة هايلي في ندوة عقدها معهد المشروع الأميركي قبل أيام، القول بأن إدارة الرئيس ترامب ترى في الاتفاق الكثير من العيوب خاصة في ما يتعلق بتحديد عمره ومحاباته للجانب الإيراني، ومن أنه أغفل وضع نهاية لجهود التخصيب الإيرانية. ومن هنا فإن الاتفاق لا يغلق الباب أمام امتلاك الإيرانيين مواد مخصبة كافية لتجميع القنبلة.
يضاف لذلك أن الاتفاق لا يعالج الجهود الإيرانية النووية السابقة للاتفاق مما سمح للإيرانيين بمنع فرق التفتيش الدولية من دخول منشآت عسكرية موضع شك كبير.
غير أن المشكلة الرئيسية بالنسبة لهايلي تكمن في أن الاتفاق لا يفعل شيئاً في لجم التوسع الإقليمي الإيراني، وهو مبعث قلق أصدقاء أميركا في الشرق الأوسط.
يعتبر المحيطون بترامب أن التصرف الإيراني أضحى مؤخراً أخطر من أن يتم تجاهله، وخاصة دعمه لسياسة الأرض المحروقة التي يطبقها بشار الأسد، وتشجيعه روسيا على التدخل العسكري في سوريا، والسماح ببروز تنظيم داعش من خلال السماح للأسد وعملاء طهران في العراق، بقمع مجموعات سكانية معينة ودفعها إلى نقطة التعاطف مع التنظيم الإرهابي.
copy short url   نسخ
13/09/2017
810