+ A
A -
- أحمد منصور
رغم صدور عشرات التقارير عن وضع حقوق الإنسان في مصر في عهد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلا أن التقرير الذي صدر عن منظمة «هيومان رايتس ووتش»، في الخامس من سبتمبر الجاري أصاب نظام السيسي بكل أجهزته بالهلوسة، فقد تضمن التقرير كثيرا من المعلومات الموثقة، علاوة على أشكال توضيحية تبين الوسائل التي يمارس بها ضباط وجنود نظام السيسي التعذيب، فقد نقل التقرير معلومات موثقة من خلال شخصيات تعرضت للتعذيب، وكذلك تقارير «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات»، حول مقتل العشرات تحت التعذيب منذ انقلاب السيسي، علاوة على المئات من حالات الاختفاء القسري، والتعذيب الممنهج بكل أشكاله، وصولا للاغتصاب، وقد أكد التقرير نقلا عمن جرى اعتقالهم أن عمليات الاعتقال اتخذت أشكالا مختلفة، فأحيانا يجري الاعتقال في الشارع أو الجامعة أو مكان العمل أو البيت، وفي بعض الأحيان يتم اعتقال الأسرة كلها وأن عمليات التعذيب تجرى في كل مكان سواء مراكز الشرطة أو مقر الأمن الوطني أو السجون، أو حتى مقر وزارة الداخلية في لاظوغلي، أي أن التعذيب هو القاسم المشترك لدى كل الجهات الأمنية، الأمر تجاوز الكبار إلى الأطفال، والرجال إلى النساء، والشباب إلى الشيوخ والعجائز، وتجاوز المنتمين إلى الإخوان المسلمين إلى كل طبقات وفئات الشعب، وقد تناول التقرير جلسات التعذيب النموذجية التي تجرى لأغلب المعتقلين، حيث يتعرض المعتقل وهو معصوب العينين ومقيد اليدين للصدمات الكهربائية التي تركز أحيانا على الأماكن الحساسة، مثل الأذنين أو الرأس، وفي نفس الوقت الذي تجرى فيه عمليات التعذيب بالصعق يكون هناك آخر يقوم بضرب المعتقل أو لكمه أو ضربه بالعصي والقضبان المعدنية، وإذا لم يقدم المعتقل الإجابات التي يريدونها فإنه يتعرض لمزيد من أنواع التعذيب الأشد فتكا، منها تعليق المعتقل من يديه المربوطة خلفه مما يؤدي لخلع كتفيه أو يعلق من رجليه في خطاف في سقف الغرفة ورأسه للأسفل وأشكال أخرى كثيرة أوردها التقرير بالرسومات والمعلومات التي تضمنت أسماء أماكن التعذيب. هذه الجرائم لا يقدم عليها من كان لديه مقدار ذرة من الإنسانية، لكن رجال الأمن في مصر في كل القطاعات تقريبا تحولوا إلى وحوش كاسرة خالية من الآدمية والإنسانية.
بعد نشر التقرير الذي جاء قبل أيام قليلة من موعد انعقاد مجلس حقوق الإنسان في جنيف أصيب النظام المصري بالهلوسة فاتهم المنظمة الدولية التي يقع مقرها في الولايات المتحدة الأميركية بأنها ممولة من قطر، وتقرير آخر اتهمها بأنها فرع للإخوان المسلمين، وسرعان ما فتح إعلام النظام أبواقه جميعا لصب جام غضبه على هيومان رايتس ووتش، وبدلا من الرد على المعلومات التي جاءت في التقارير بالمنطق رد بالسب والاتهامات، والأكثر من ذلك هو منع المصريين من الاطلاع على موقع المنظمة وتقاريرها على شبكة الانترنت لكن النظام العاجز لا يدرك أن كل العالم ينقل هذه التقارير ولا تبقى على موقع واحد، الهلوسة تعني هشاشة نظام السيسي وأنه فقد توازنه ورغم الأمان الذي يعطيه للمجرمين فإن يوم الحساب قادم لا ريب فيه.
copy short url   نسخ
13/09/2017
825