+ A
A -
تتساءل شخصيات أردنية سياسية وأكاديمية عن أمد الأزمة الخليجية، معتبرين أنها استهلكت الكثير من الوقت، وأنه آن الأوان لطي هذه الصفحة واعتبارها جزءاً من الماضي.
واعتبروا أنه ومع اقتراب أي بوادر للانفراج في هذه الأزمة يحدث منغص ما ليمد في أمدها إلى ما هو أكثر من مجرد حصار أو مقاطعة لتكون ارتداداتها على الوطن العربي كل الوطن العربي، بما في ذلك الأزمات العربية الملحة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية وغيرهما.
وأكدوا أن حل الأزمة الخليجية لا يكون إلا من خلال حوار هادئ لا تكون فيه شروط مسبقة أو إملاءات أو توصيات، مؤكدين ضرورة أن يجلس الأشقاء على طاولة واحدة للتباحث ومناقشة سبل الخروج من هذه الأزمة التي آن الأوان لها أن تنتهي.
وقالوا إن من يعتقد بأن الأزمة ستؤثر على الدوحة أو دول الحصار فقط فهو واهم لأن تأثير هذه الأزمة يمتد إلى مختلف الدول العربية حتى ينال من قضايانا المركزية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
واعتبرت الشخصيات، التي تمثل طيفاً عشائرياً وسياسياً واسعاً، أن الاجتهادات مهما كانت والحلول مهما صيغت فإن الحوار غير المشروط هو فقط من سيعمل على حل الأزمة وأن أي حل آخر ستكون له آثار سلبية على الوطن العربي بأكمله.
من جانبها قالت النائب ديمة طهبوب: إن الحل يكمن في الحوار بين الأشقاء في الخليج العربي، معتبرة أن الأزمة طالت في أمدها وإن طالت أكثر ستكون نتائجها كارثية على الوطن العربي.
وشددت طهبوب، في حديث لـ الوطن، على أن هذه الأزمة في بدايتها وأسبابها لم تكن عميقة إلى حد القطيعة، معتبرة أنه آن الأوان لإسكات أصوات الفتنة التي تحاول العبث بنسيج أمتنا العربية والعودة إلى طاولة الحوار.
وشددت طهبوب على أن قطر ومنذ تأسيسها كانت عوناً وسنداً لأشقائها سواء في الخليج العربي وبقية الدول العربية إلى أن تمدد دورها الإنساني ليصل إلى شتى بقاع الأرض من خلال الأعمال الخيرية والإنسانية وأن لها أيادي بيضاء في كل دول العالم.
أكدت أن ما يحدث في الخليج العربي أزمة تفرح أعداء الأمة، خاصة الصهاينة أصحاب المشروع المشبوه والمكشوف في إشغال الدول العربية بعضها ببعض من أجل التفرد في فلسطين وهو ما يحدث الآن.
وعبرت طهبوب عن أملها في أن تنتهي هذه الأزمة في القريب العاجل وأن تطوى صفحة الخلاف، مبينة أن الخليج العربي شكل نموذجاً فريداً في الوحدة وأنه آن لنا الأوان أن نحافظ على هذه الوحدة وأن نعود إلى طاولة الحوار غير المشروط.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة آل البيت، الدكتور هاني اخو ارشيدة، فأكد، لـ الوطن، أن إغلاق باب الحوار بشكل نهائي أمام الجميع يحمل في طياته خطورة، خاصة أن دول الخليج العربي هي نواة وحدة الأمة من خلال مجلس التعاون الخليجي.
وشدد الدكتور اخو ارشيدة على أن الحوار هو فقط الذي يحل الأزمة الخليجية وأن إطالة الأزمة في الخليج لن تخدم القضايا العربية ولن يخدم دول الحصار، معتبراً أن الأضرار ستؤول على الجميع عاجلاً أم آجلاً.
واعتبر أن الشعب القطري بالتحامه خلف وطنه وقيادته شكل نموذجاً عصرياً بالرد على الإساءات بأدب بالغ ولغة محترمة، مؤكداً أن القطريين يحظون باحترام العالم بأسره.
وشدد الدكتور أخو ارشيدة على خطورة التحريض على القطريين، مؤكداً أن الخلافات السياسية «إن وجدت» فإنها لا يجب أن تطال الشعوب، معتبراً أن خطورة هذا الأمر ستظهر في المستقبل على العلاقات البينية بين الشعوب بسبب الحملات التحريضية.
وأكد أن الأردن ينظر إلى الأشقاء في الخليج العربي على أنهم العمق الاستراتيجي والعمود الفقري بالنسبة للأردن، كما أن الأردن هو العمق الاستراتيجي للأشقاء في الخليج وأن المصلحة العامة تقتضي المصالحة بأقرب وقت وطي صفحة الخلاف.
وطالب الدكتور أخو ارشيدة بضرورة إعطاء الفرصة للحوار، سواء من خلال المبادرة الكويتية الكريمة أو من خلال الحوار المباشر، معتبراً انه المخرج الوحيد لهذه الأزمة التي طال أمدها، مبيناً أن هناك مشاريع خطيرة تهدد الأمة وهذه الفترة تتطلب وحدة عربية غير مسبوقة في ظل حالة الاقتتال التي تشهدها أقطار الوطن العربي.
copy short url   نسخ
13/09/2017
980