+ A
A -
بعد عامين ونصف العام من الحرب، لاتزال مرافق قليلة جداً تعمل في اليمن.. فقد أدى القصف المتكرر إلى تحطم الكباري، المستشفيات، والمصانع.. كما أن العديد من الأطباء والموظفين الحكوميين لم يحصلوا على أجورهم لأكثر من عام.. وتسبب سوء التغذية وضعف النظام الصحي في جعل اليمن معرضاً لأمراض كثيرة كانت مقتصرة على وجودها في كتب التاريخ فقط.
وتقول صحيفة «ديلي ترست» النيجيرية، إنه في غضون 3 شهور فقط، تسبب مرض الكوليرا في وفاة ما يقرب من ألفي شخص وإصابة أكثر من نصف مليون آخرين، وهو واحد من أكبر الأمراض تفشياً في العالم منذ 50 عاماً.. وقال يعقوب الجايفي، وهو جندي يمني لم يحصل على أجره منذ 8 أشهر، ولديه طفلته شيماء التي تناهز 6 أعوام، أنه كان يتم علاجها من سوء التغذية في إحدى العيادات في العاصمة اليمنية، صنعاء «إنه موت بطيء».
ومنذ نفاد مدخرات الأسرة من الطعام، كانوا يعيشون على الحليب والزبادي الذي كانوا يحصلون عليه من جيرانهم.. ولكن ذلك لم يكن كافياً للحفاظ على صحة نجلته.. وبدأ جلدها يبدو شاحباً وبات جسدها نحيلاً. ومثل أكثر من نصف اليمنيين، لم يكن لدى الأسرة إمكانية الوصول الفوري إلى مركز طبي يعمل، ولذلك اقترض الجايفي المال من الأصدقاء والأقرباء لكي ينقل طفلته إلى العاصمة.. وقال الجايفي: «نحن ننتظر الموت أو معجزة من الله».
ولكن كيف يمكن لدولة ذات ثروة ضخمة كالسعودية، أن تسقط سريعاً في مثل هذه الأزمة؟!.. لقد كانت اليمن أفقر دولة في العالم العربي وتعاني من نزاعات مسلحة محلية متكررة وكان من الواجب دعمها بحذر.. وبدأت آخر أزمة عام 2014، عندما تحالف الحوثيون، وهم متمردون من الشمال، مع بعض العناصر من الجيش اليمني واقتحموا العاصمة، مما أجبر الحكومة المعترف بها دولياً على المنفى.. وفي مارس 2015، أطلقت المملكة العربية السعودية وائتلاف من الدول العربية حملة عسكرية تهدف إلى ردع الحوثيين واستعادة الحكومة مرة أخرى.
ولكن تلك الحملة فشلت فشلاً ذريعاً في فعل ذلك. ولاتزال البلاد مقسمة فيما بين الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في الغرب وبين الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة وبين داعميهم العرب في الجنوب والشرق.
وترى صحيفة ديلي ترست النيجيرية أن الكثير من الغارات الجوية لهذا التحالف قد قتلت وأصابت الآلاف من المدنيين.
هذا بالإضافة إلى أن عمليات القصف التي تقودها السعودية، قد تسببت في تحطيم البنية التحتية لليمن على نطاق واسع، بما في ذلك ميناء بحري حيوي وكباري مهمة جنباً إلى جنب مع المستشفيات ومرافق الصرف الصحي والمصانع المدنية.
وقد دمرت الخدمات التي كان يعتمد عليها اليمنيون. وقوض هذا الدمار الاقتصاد اليمني الضعيف أصلاً. هذا بالإضافة إلى أنه جعل من الصعب على المنظمات الإنسانية أن تقوم بجلب المعونة وتوزيعها.
وتسبب التحالف الذي تقوده السعودية في غلق مطار صنعاء الدولي أمام حركة الملاحة الجوية المدنية لأكثر من عام، مما يعني أن التجار لا يستطيعون شحن البضائع للداخل، وعدم قدرة اليمنيين على السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، مما أدى إلى وفاة الكثير والكثير من اليمنيين.. لذا، فالسعودية تقتل الشعب اليمني بالموت البطيء.
copy short url   نسخ
13/09/2017
846