+ A
A -
ليست ثمة مبالغة، عندما يقال إنه لم يبق للسعودية إلا أن تعتقل، من يهاجم قطر «بدون نفس».
فالرافضون للحصار، تم اعتقالهم، والمتعاطفون مع أشقائهم فيما يتعرضون له من انتهاكات.. اعتقلوا، والذين دعوا لنبذ الخلاف بين الأشقاء،.. اعتقلوا، حتى طال سوط الاعتقال، من فضلوا الصمت، ونأوا بانفسهم عن الخلاف.
في ظل الحملة المسعورة في السعودية، طال الاعتقال دعاة معروفين بوسطيتهم الفكرية، ودعوتهم الدائمة لوحدة المسلمين، ونبذ الخلافات بينهم من الدعاة، في مقدمتهم الداعية المعروف، الشيخ سلمان العودة، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخان عوض القرني وعلي العمري. وقال نشطاء حقوقيون ومراقبون سياسيون إن التهمة الحقيقية وراء اعتقال سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري هي الصمت، وعدم المشاركة في الحملة الإعلامية التي شنتها دول الحصار ضد قطر.
وقال مصدر مقرب للشيخ سلمان العودة، إن مستشاراً إعلامياً قوي النفوذ داخل الديوان الملكي طلب منه قبل أشهر المشاركة في الحملة الإعلامية ضد قطر، لكن العودة رفض، متوقعاً أن يكون الأمر مجرد اجتهاد شخصي من المستشار، قبل أن يفاجأ بمنعه من السفر، واعتقاله واقتياده إلى مكان مجهول.
وشملت قائمة الدعاة والعلماء المعتقلين، كلًّا من الشيخ إبراهيم الحارثي، والشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري، الأستاذ المساعد بقسم الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود، والداعية غرم البيشي، والداعية محمد الهبدان، عضو رابطة علماء المسلمين.
ورغم الرفض الشعبي، إلا أن أيا من الحسابات المعروفة لم يعلق بانتقاد للاعتقالات، أو حتى تعاطف مع المعتقلين.
المتابع لحسابات السعوديين في «تويتر»، يجد أن الحسابات التي غردت بأسماء وصور حقيقية حول الاعتقالات، كانت جميعها مؤيدة لما جرى.
وهو ما اعتبره ناشطون مؤشرا على ارتفاع السطوة الأمنية، وخوف المواطنين من الاعتقال لمجرد إبدائهم رأيا مخالفا لما قامت به الحكومة بحق دعاة بارزين.
وكان المغرد المعروف، خالد العلكمي، الوحيد الذي علق بشكل غير مباشر على الاعتقالات، وهاجم «الليبراليين» الذين تشفوا باعتقال الدعاة.
من جهته، استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، اعتقال الداعية سلمان العودة، وعدد من العلماء السعوديين، مطالبًا السلطات السعودية بالإفراج «الفوري» عنهم.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن الاتحاد، باسم أمينه العام، الدكتور علي محيي الدين القره داغي.
وقال البيان إن الشيخ «العودة عضو بمجلس أمناء الاتحاد، ويُشهد له بجهوده في مجال الدعوة الإسلامية، وهي جهود مباركة موسومة بالوسطية التي ينتهجها الاتحاد».
وأشار إلى أنه «في ظل الأزمة التي وقعت بين دول التعاون الخليجي لم يفعل العودة، إلا أنه نادى بوحدة تلك الدول بموجب تغريدة بشأن أزمة قطر ودول المجلس أثارت ردودًا غاضبًة في المملكة». وناشد الاتحاد «خادم الحرمين الشريفين (الملك سلمان بن عبد العزيز) سرعة الإفراج عن العلماء والدعاة الذين تم اعتقالهم، وعدم المساس بحريتهم».
كما دعا السعودية إلى «تغليب صوت الحكمة في التعامل مع الأزمة الخليجية ومع هؤلاء العلماء، وعدم الزج بهم في قضايا الخلاف السياسي».
اعتقال الشعراء
وحسب المغرّدين ايضا، فان هجمة الاعتقالات، طالت شاعرا معروفا بكتابة قصائد المدح لولي العهد السعودي، ومع ذلك لم تشفع له مدائحه في عدم الاعتقال. حيث اكد المغردون، نبأ اعتقال السلطات السعوديّة للشاعر زياد بن نحيت المزيني الحربي، الإثنين، بسبب فيديو انتقد فيه التغطية الإعلاميّة لدول الحصار في الأزمة الخليجيّة، بحسب ما قالوا؛
وقال الشاعر المعتقل، في الفيديو الذي اعتُبر سبباً للاعتقال: «طول اللسان عمره ما جلب قيمة للإنسان، ولا فيه أسوأ من منظر الخلاف بين الإخوان. اليوم ما يحدث بين قطر والمملكة العربيّة السعوديّة هو أمر طبيعي وخلاف سياسي ولكن يا جماعة الدور الذي قام به الإعلام اليوم هو دور سيئ وسلبي جداً جداً، وأعتقد، بل إني أجزم أنه لا يوجد عاقل يرضى بما يحدث. ملاسنات وشتائم وناس ترتزق خلف هذه المواضيع. وأنا والله العظيم أناشد الجميع بأن نتوقف. شوفوا الفنان الكبير علي عبد الستار كيف فرحنا بردّه العقلاني، ليش ما يقود الإعلام ناس عقلاء مثل الفنان علي عبد الستار وغيره من المشايخ ونوقف التلاسن الذي يحصل بين الإخوان. عيب».
copy short url   نسخ
13/09/2017
943