+ A
A -
أطلقت متاحف قطر أمس الثلاثاء أولى فعاليات مشروعها الفني الضخم «100 يوم على الحصار» بتدشين مجموعة من الأعمال الفنية لخمسة فنانين قطريين ومقيمين، وذلك في مقر مطافئ: مقر الفنانين.
وتعبر الأعمال التي تُزيّن واجهات مبنى مطافئ عن رؤية الفنانين للحصار من منظورهم الشخصيّ، متخذين من فن الجرافيتي وسيلةً إبداعية لتوثيق مشاعرهم وانفعالاتهم تجاه الأحداث الأخيرة التي تعيشها دولة قطر.
ويلتقطُ كل فنان من الفنانين الخمسة، وهم مبارك المالك، وعلي الكواري، وديمنتريبوجرسكي وأصيل ذياب، ثامر الدوسري، في عمله الفني تفاصيل الحصار التي توقّف عندها ويرصد أبرز ملامحه التي استرعت انتباهه، لترسم هذه الأعمال مجتمعةً لوحةً فنيةً مبهرة تروي للجمهور فصول قصة الحصار على نحو إبداعيّ.
وتعليقًا على هذا المعرض، أكد خليفة العبيدلي، مدير مطافئ، أن الفنان ابن بيئته، وهي مصدر إلهامه الأول، قائلًا: «أكاد أزعم أنه لا يوجد فنان إلا وله عملٌ يعكس واقعًا عايشه في وطنه أو موقفًا مرّ به في حياته، سيّما إن كان حدثًا فارقًا كالحصار الجائر المفروض على قطر. ولهذا أقدَم هؤلاء الفنانون الخمسة المشهود لهم بالموهبة في قطر على تسخير فنهم لإنتاج عمل إبداعي يعبر عما يجيش في نفوسهم تجاه الواقع الذي يعيشونه حاليًّا. وليس هناك أرقى من لغة الفن للاعتراض أو للتعبير عن رفض الظلم».
كما أوضح العبيدلي أن اختيار الجرافيتي ليكون وسيلة التعبير الفني الرئيسية في هذا المشروع لم يأتي من فراغ، بل يرجع إلى مكانة فن الجرافيتي باعتباره من أهم الرموز الفنية المستخدمة في كثير من أنحاء العالم لنقل رسائل سياسية واجتماعية، علاوة على أنه فن شعبي من فنون الشارع قريب من الناس ويُعبر بكل بساطة وعفوية عن واقعهم وتجده حولك في كل مكان.
وتُعد هذه الأعمال المرحلة الأولى ضمن مشروع جرافيتي كبير بعنوان «100 يوم على الحصار» أطلقته متاحف قطر تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، لإتاحة الفرصة أمام جميع الفنانين القطريين والمقيمين في الدولة لإطلاق طاقاتهم الإبداعية في التعبير عن تفاعلهم مع الحصار.
وتتلقّى متاحف قطر حاليًّا مقترحات الفنانين الذين وجّهت لهم الدعوة لتقديم مقترحاتهم الفنية قبل الخامس عشر من الشهر الجاري لإبداع جداريات على الجسور والأنفاق والجدران تعبيرًا عن حبّهم للوطن.
وفور تقديم الاقتراحات، ستُشكّل لجنة بالتعاون بين مطافئ وهيئة الأشغال العامة لاختيار أفضل المقترحات والبدء الفوري في التنفيذ بعد تحديد الأماكن وتخصيص المساحات اللازمة للفنانين للانطلاق في إبداعاتهم في مختلف أنحاء الدولة.
وتستكمل متاحف قطر عبر هذا المشروع رسالتها الرامية إلى دعم المواهب الفنية واستكشاف الطاقات الإبداعية المميّزة، وتستمر في الوقت ذاته في دعمها للاصطفاف والوحدة الوطنية عبر الفن لتواصل بذلك التعامل الراقي لدولة قطر وشعبها مع الحصار منذ اندلاعه.
copy short url   نسخ
13/09/2017
3279