+ A
A -
باريس- الوطن- خديجة بركاس
أبرزت الصحف العالمية الصادرة باللغة الفرنسية في تغطيتها لمستجدات الأزمة الخليجية، التدابير المختلفة التي اتخذتها قطر للتغلب على الحصار المفروض عليها منذ شهرين، مؤكدة في جل التقارير الصحفية المنشورة على أن الدوحة تمكنت من القفز فوق الحصار ومحاصرة دول الحصار، محققة نجاحات «عسكرية، وسياسية، ودبلوماسية، وإعلامية، واقتصادية» كبيرة، حولت الأزمة لصالحها قبل بلوغ الشهرين من عمر الأزمة.
حصار الحصار
نشرت صحيفة «لورينت ليجور» الفرنسية الواسعة الانتشار تقريرا بعنوان «الخليج: الأزمة مستمرة على مدى شهرين»، جاء فيه، أنه منذ الخامس من يونيو الماضي قامت دول «السعودية والبحرين والإمارات ومصر» بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، بدعوى رعاية الأخيرة للإرهاب والعمل على زعزعة استقرار المنطقة، وفرضت دول المقاطعة حصاراً برياً وجوياً على الدوحة لكنه كان ضعيف التأثير للغاية، ومع مرور شهرين لم ينجح مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام 1981 من حل الأزمة، برغم محاولات سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت لاحتواء الأزمة منذ البداية، خاصة بعد انكشاف أمر زرع التصريحات المفبركة المنسوبة لسمو أمير دولة قطر.
وأضافت الصحيفة، أنه مع بداية الحصار الذي فرضته السعودية ارتبكت الأسواق القطرية لوقت وجيز كون 40 في المائة من واردات المواد الغذائية كانت تأتيها من السعودية عبر المنفذ البري الوحيد لقطر المتصل بالسعودية، لكن الدوحة استغلت المنافذ البحرية للانفتاح على عمان وتركيا وإيران لتعويض النقص في المواد الغذائية، وعادت الحركة الطبيعية إلى الأسواق سريعاً، واتخذت الدوحة خطوات سريعة وممتدة إلى بعيد لسد النقص في كل شيء، وتحقيق الإنتاج المحلي لتوفير حاجة الغذاء والدواء، وندد وزير الخارجية الشيح محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بإجراءات الحصار مؤكدا أن الهدف واضح وهو وضع قطر تحت الوصاية وانتهاك سيادتها، وقد وضح ذلك لعموم العالم من خلال قائمة الطلبات غير المنطقية التي تسلمتها الدوحة يوم 23 يونيو، وضمت 13 مطلبا وأمهلتها دول الحصار عشرة أيام لتنفيها، مؤكدين أنها مطالب غير قابلة للنقاش أو التفاوض، وقد رفضتها الدوحة جملة وتفصيلا، كما رفضها الوسطاء الإقليميون والدوليون، لعدم منطقيتها ولتجاوزها حدود المعقول، ومازالت النتيجة منذ بداية الأزمة لا تبارح الصفر، وتوالت اجتماعات مسؤولين بدول الحصار وأصدروا بيانات متتابعة لم تقدم جديدا حتى الآن، في مشهد يؤكد أن قطر حاصرت محاصريها خلال ستين يوماً.
تفوق عسكري
ونشرت صحيفة «جو تريبيان» تقريرا بعنوان «قطر تتعاقد على سبع سفن حربية»، أنه في خضم أزمتها مع جيرانها، تعاقدت قطر على شراء سبع سفن حربية متطورة من الحكومة الإيطالية بقيمة خمسة مليارات يورو، سيتم بناؤها لتكون سفن هبوط برمائية وللدوريات البحرية، كما وقعت قطر عقدا في 15 يونيو الماضي بصفقة قيمتها 12 مليار دولار مع الولايات المتحدة لشراء 36 مقاتلة F-15، وفي عام 2015 كانت الدوحة قد وقعت عقد بشراء 24 طائرة رافال الفرنسية، وأيضا تدريب طيارين وبحارة ومهندسين في قاعدة مونت دي مارسان، وقد ركزت قطر قوتها العسكرية على التحالفات القوية مع فرنسا وأميركا وأخيرا تركيا، وبصفقة الأسلحة الأخيرة فإن قطر تسعى بلا شك إلى بناء قوتها العسكرية بالإضافة إلى القوة السياسية والدبلوماسية والإعلامية والاقتصادية.
إفشال الحصار
أما صحيفة «كرل أونلاين» البرتغالية الصادرة باللغة الفرنسية، فنشرت تقريرا بعنوان «اتفاقية قطرية- تركية لتعزيز العلاقات التجارية على خلفية الأزمة الدبلوماسية الخليجية»، جاء فيه، أن وزراء اقتصاد قطر وتركيا قد تعهدوا، الخميس، بمناسبة منتدى الأعمال بتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية، وقد اجتمع الوزيران برفقة 250 من رجال الأعمال في مختلف القطاعات في مدينة أزمير – غرب تركيا- لإقامة تحالفات إنتاجية، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 554 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الجاري، ورحب وزير الاقتصاد القطري في كلمته بدور القطاع الخاص في تركيا في التغلب على الحصار المفروض على دولة قطر منذ مطلع يونيو الماضي، حيث أرسلت تركيا 221 طائرة شحن محملة بالسلع الاستهلاكية منذ بداية الحصار المفروض على قطر، وجاءت الخطوة الأخيرة – بحسب الصحيفة- لتعزيز سياسة التنوع التجاري الذي قررت الدوحة اتباعها لعدم تكرار خطأ الاعتماد على سوق واحد لتلبية احتياجات السوق المحلي، خاصة أن تركيا دولة صديقة لقطر وساهمت بشكل كبير جدا في إفشال الحصار الذي فرضته دول الجوار عليها.
ونشرت شبكة راديو وتليفزيون «رفي» الفرنسية الموجهة للناطقين بالفرنسية في أوروبا، تقريرا بعنوان «قطر تمنح الإقامة الدائمة لغير المواطنين»، أنه لأول مرة في تاريخها ستمنح قطر الفرصة للأجانب أن يصبحوا مقيمين دائمين حسب بعض الشروط، حيث وافق مجلس الوزراء على هذا الإجراء الجديد يوم الاربعاء، الموافق الثاني من أغسطس الجاري، في خضم أزمة دبلوماسية مع جيرانها، لتتميز الدوحة من جديد عن السياسات الجارية في المنطقة، حيث لا تطبق دول خليجية كثيرة هذا الإجراء، وإن طبقته يكون في حدود أقل من تلك التي اعتمدتها الدوحة مؤخرا والتي سوف تمثل «تغيرا في الاتصالات» كونه سيمنح الأجانب امتيازات جديدة متساوية مع امتيازات المواطنين القطريين، وستمنح هذه الإقامة للأطفال المولودين لأم قطرية وأب أجنبي، أو الأجانب الذين قدموا خدمات كبيرة للدولة، أو الذين يملكون مهارات فريدة تستحق التقدير، وتسمح هذه الإقامة للمقيم بتلقي العلاج والتعليم وجميع الخدمات مجانا، وأن يصبح مالكا للعقارات وأن يقيم أنشطة تجارية بدون كفيل، وستحل هذه الإقامة مشاكل عديدة تسببت فيها الأزمة الدبلوماسية الأخيرة، والتي فصلت الأسر المشتركة بين «قطر والسعودية»، ويعد القرار أحد التدابير التي اتخذتها الحكومة القطرية للتأقلم مع الأزمة الدبلوماسية على المدى الطويل، وهذه التدابير العديدة التي اتخذتها قطر منذ بداية الأزمة حولت الحصار صوب من فرضوه، وكل الخطوات أصبحت تصب في صالح قطر.
حياد إيجابي
أما صحيفة «إف» الجزائرية الصادرة باللغة الفرنسية، فنشرت تقريرا بعنوان «الجزائر تؤكد حيادها مجددا»، جاء فيه، أن وزير الشؤون الخارجية الجزائري، عبدالقادر مساهل، قد أكد، الأربعاء، خلال لقائه بنظيره المصري، سامح شكري، أن الجزائر تتمسك بموقف عدم التدخل في الأزمة بين دول الحصار وقطر، داعيا لحل الأزمة بالحوار، للحفاظ على الروابط العربية وتجنيب المنطقة مزيدا من الصراعات التي لا مبرر ولا طائل منها.
وأضافت الصحيفة، جاء ذلك خلال زيارة مساهل للقاهرة ولعدد من الدول العربية، للتأكيد على أن الجزائر تتمسك بمبدأ «الحياد الإيجابي»، إيمانا منها بحق جميع الدول في التمسك بسيادتها ورفض التدخل في الشؤون الداخلية، وهو الحق الذي تتمسك به قطر، والجزائر تؤيد وتساند هذا الحق، وترى أن حل الأزمة لن يكون إلا بالحوار بين جميع الأطراف بوساطة كويتية، وهو ما تعمل الجزائر من خلال الوساطة على تحقيقه ودعم مساعي الكويت للوصول إلى هذا الهدف.
copy short url   نسخ
06/08/2017
2168