+ A
A -
عندما اتخذت دول الحصار قراراتها الجائرة، ضد قطر، صباح 5 يونيو الماضي، كانت تتصور أن حصارها، سيجبر قطر على تقديم ما لا تقبله، لكن المدهش، أن قطر استطاعت أن تحاصر الحصار نفسه، وتقهره.
كانت المحطة الأولى للشعب القطري، ونقطة الانطلاق، هي التلاحم والتكاتف الذي أظهره أبناء شعبنا، تجاه قيادتهم، فمنذ اليوم الأول، شعر القطريون، أن وطنهم مستهدف، وأن ثمة من يريد أن ينصب نفسه وصيا عليهم، فلجأ الجميع إلى الوحدة، التي هي مصدر القوة، وتحولت شوارع الدولة من أقصاها إلى أقصاها، في أيام معدودة، إلى معرض فني، ولوحة كبيرة، عنوانها «تميم المجد».
بالتوازي، كانت الحكومة تتحرك بأقصى سرعة، فلم يشعر مواطن أو مقيم على أرض قطر الطيبة، أن ثمة حصارا تتعرض له البلاد.
ولأن قطر دولة مؤسسات، تتحرك مؤسساتها في تناغم وتكامل، فكانت الدبلوماسية القطرية، حاضرة في ربوع العالم، تكشف زيف المدعين وأكاذيبهم، وتعلن موقف وطننا العادل والقانوني والمنفتح على الحوار لفض النزاع. وذلك بالتوازي مع الجهود الحقوقية التي فضحت الانتهاكات اللاإنسانية، التي قامت بها دول الحصار، والمسار القانوني لاستعادة حقوق الدولة والمواطنين.
تحتاج ملحمة قهر الحصار، إلى صفحات وصفحات، لكن يقيننا أنها إن لم تحفظها السطور، فستظل باقية في العقول والقلوب. والآن، يمكننا أن نقول، إنه لم يمر شهران من الحصار، وإنما شهران من الصمود والانتصار.
copy short url   نسخ
06/08/2017
952