+ A
A -
عمان– الوطن – طارق الحميدي
قال النائب الأردني المخضرم الدكتور موسى الوحش إن الوطن العربي اليوم في أشد حاجة إلى الوحدة بدل الفرقة وإلى الاتفاق بدل الاختلاف خاصة في ظل ظروف صعبة تمر على الوطن العربي. واعتبر الدكتور الوحش في حوار مع الوطن أن ما يحدث من حصار بحق قطر لا يجوز الاستمرار به مشدداً على أن الجميع أشقاء في الخليج العربي، وأن الشعوب العربية والخليجية تحديداً أساءها هذا الخلاف الطارئ عن عاداتنا وقيمنا.
وعبر الدكتور الوحش الذي حصل على عضوية البرلمان الأردني لأكثر من مرة عن أمله في أن يتدارك القادة الأشقاء في دول الخليج العربي الموقف، وأن يضعوا المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات وأن يعيدوا الوحدة إلى الصف العربي الذي تألم بسبب الخلاف الذي يتصاعد في الخليج.
وشدد على أن الوطن العربي اليوم في أشد الحاجة إلى الوحدة واللحمة وتفويت الفرص على المتربصين بأمتنا العربية الذين يحاولون نزع ما تبقى من لحمتها في منطقة الخليج العربي والمتمثلة بمجلس التعاون الخليجي.
وبين الوحش أنه وفي الوقت الذي يعاني فيه وطننا العربي من نزيف للدماء وحروب وصراعات واقتتالات فإننا جميعاً مدعوون إلى العودة إلى طاولة الحوار لحل الخلافات بالطرق السلمية الدبلوماسية ورص صفوفنا في مواجهة أعداء الأمة.
وحول بيان المنامة الأخير اعتبر الدكتور الوحش أنه لم يأت بجديد وكان واضحاً أن دول الحصار في حيرة من أمرها وأن هناك حالة من التخبط الكبير الذي تعيشه دول الحصار ناتج عن عدم قدرتها على الحصول على النتائج التي كانت تتوقعها بإخضاع قطر إلى إملاءات وشروط.
واعتبر الدكتور الوحش أن بيان المنامة حمل العديد من التناقضات في مفرداته وبنوده وجاء مرتبكاً إلى أبعد حد وهو يؤشر على فشل دول الحصار فرض إرادتها على قطر.
وتساءل الدكتور الوحش، ماذا سنجني من الحصار ومن هم المستفيدون من هذا الحصار، معتبراً أن أعداء الأمة المتربصين بها هم المستفيدون الوحيدون من هذا الحصار فقط.
وشدد الدكتور الوحش على أن قطر كانت على الدوام في صف محيطها العربي تقف إلى جانب الأشقاء في كل الأوقات، خاصة عند الشدائد، معتبراً أن هناك جهات تسعى إلى بث روح الفرقة بين الأشقاء العرب.
وبين أن ما يجمع العرب هو أكثر ما يفرقهم خاصة في دول الخليج العربي التي يجمعها التاريخ والدين واللغة وحتى المستقبل المشترك عوامل مشتركة تكفي للتفكير في مستقبل الأمة والعمل على تبني خيار الوحدة.
وأشار إلى أن هناك العديد من المشاريع المشبوهة التي تحيط بالوطن العربي وأننا يجب أن نتبنى مشروعنا الخاص وأن يكون مشروعاً عربياً إسلامياً نهضوياً يتصدى لكل هذه المشاريع وعلى رأسها الاحتلال الصهيوني وتحرير الأرض العربية وبناء التنمية والتقدم والديمقراطية.
وأشاد الدكتور الوحش بمواقف قطر التي اعتبرها منسجمة مع نفسها ومحيطها العربي وتستحق الاحترام والتقدير وأن أياديها البيضاء في الوقوف إلى جانب الأشقاء المحاصرين في قطاع غزة واضحة بالإضاقة إلى إعمار غزة وفلسطين وكسر الحصار عنها ووقوفها مع الشعوب العربية في كل مكان.
واعتبر الدكتور الوحش أن إجراءات المقاطعة والحصار ومنذ اليوم الأول شهدت مغالاةً وخروجاً عن منظومة العمل الدولي والعربي والخليجي وأنها كانت مستغربة بشكل كبير، خاصة أن البلد المحاصرة هي قطر.
وشدد على أن عنوان الدبلوماسية القطرية كان الهدوء والاتزان، حيث لم تنجر قطر إلى منزلق من الردود على الحالة المؤسفة، مبينا أن قطر دعت إلى الحوار منذ اليوم الأول وأنها بأدب كبير حافظت على رزانة طرحها ولم نسمع عن أي هجوم قطري من قبل سياسييها على دول الحصار.
وأضاف أن السياسة التي اتبعتها قطر مؤخراً من خلال الوقوف إلى جانب القضايا العربية، خاصة في الربيع العربي أزعجت الكثير من القوى العالمية التي لا تريد أن يكون للشعوب العربية صوت والتي أزعجتها حالة النهوض العربي وتريد إعادتها إلى حقبة الديكتاتوريات.
وبين أن وقوف قطر تحديداً إلى جانب الأشقاء في فلسطين والانتصار للأقصى وغزة أزعجت الكثير من الدول العالمية، الأمر الذي دعاها إلى أن تتعذر بالتصريحات المفبركة بهدف زعزعة أمن قطر والنيل من مواقفها، مبيناً أن قطر أثبتت قدرة على الصمود والمناورة السياسية وشكلت أنموذجاً على مستوى المنطقة.
وأكد أن حالة الحصار والمقاطعة وما تلاها من إجراءات إنما تحاول استهداف مواقف قطر ووقوفها إلى جانب الشعوب المستضعفة.
وحول المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة قال إنه طلب مستغرب ويدل على أن هناك ما يحاول البعض إخفاءه من خلال إسكات الأصوات الحرة التي تمثلها حالياً قناة الجزيرة بما تتمتع به من مصداقية عالية وسمعة طيبة على مستوى العالم.
واعتبر أن مطلب إغلاق الجزيرة إنما انقلاب على الربيع العربي وقتل للثورات العربية التي دفع أبناء الشعوب العربية الآلاف من أبنائه ثمناً للحرية وهي تضحيات قدمها الشباب العربي الذي رفض الظلم والتبعية والطغيان.
واعتبر أن قناة الجزيرة حلقت بالقضايا العربية ووصلت بها إلى العالمية وكانت أيقونة عربية ووجهاً مشرقاً في العالم بأسره ودخلت بيت وعقل ووجدان كل عربي وحاكت قضايا الشعوب وهمومهم وتطلعاتهم وسجلت انحيازها بمهنية عالية نحو الضمير العربي والإسلامي في كل بقعة من بقاع الأرض.
وشدد على أن الجزيرة تتمتع بمصداقية على المستوى العالمي وهو ما يظهر بشكل جلي في ردود الفعل العالمية على المطالبة بإغلاقها من قبل المنظمات الدولية وغيرها من المؤسسات المعنية بالحريات التي صدمها مطلب إغلاق الجزيرة.
وبين أن السبب الحقيقي وراء المطالبة بإغلاق الجزيرة هو موقفها من الربيع العربي الذي يحاول البعض عقابها عليه وجعلها تدفع ثمنه وثمن وقوفها مع الشعوب العربية.
وجدد الدكتور الوحش أمله بأن تحل الأزمة دبلوماسياً وتطوى صفحة الخلاف، مؤكداً أن كل العرب إخوان بخاصة في الخليج العربي، مشيراً إلى أن على العقلاء في دول الحصار أن يتحركوا اليوم قبل فوات الأوان.
copy short url   نسخ
06/08/2017
1406