+ A
A -
كتب- محمد الربيع
يستضيف المتحف العربي للفن الحديث– متحف الساعة التاسعة من مساء الأربعاء المقبل 22 يونيو، الجلسة الختامية من برنامج «لقاءات الفنان «مع الفنان التشكيلي الراقطري الرائد فرج دهام بمشاركة 10 من الفنانين القطريين الشباب المنتسبين في متحف.

صُمّم برنامج لقاءات الفنان من قبل قسم التعليم وبالتعاون مع قسم البحوث في متحف، لربط الفنانين المقيمين في الدوحة ولمد جسور بين الأعمال الفنية المفاهيمية والتجارب المُعاشة. في هذا البرنامج عمل 10 فنانين شباب قطريين مع الفنان فرج دهام لمدة 7 أسابيع حيث ركزوا على مختلف أنماط التفكير التي تعتبر أساسية في عملية الإنجاز الفني.
الفنانون المشاركون في البرنامج هم: خليفة العبيدلي، أميرة العجي، مريم السويدي، حصة كلا، طلال القاسمي، فاطمة النعيمي، لولوه سعد المغيصيب، منى بوجسوم، جميلة الأنصاري، هيفاء خليفة السادة، وجواهر المناعي.
يشار إلى أن المتحف العربي للفن الحديث – متحف، يحتضن معرضا فرديا للفنان فرج دهام ضمن سلسلة معارض «ركز: أعمال من مجموعة متحف» وهي سلسلة معارض تحتفي بمناهج فنية متعددة تتعلق بالهوية والحداثة والتجريب. اذ تجسد أعمال الفنانين المختارين فترات زمنية حاسمة من تاريخ تأسيس الحداثة العربية، وقد قاموا بابتكار سبل جديدة للممارسات الفنية أثبتت أهميتها للأجيال القادمة. ووفرت لهم الخلفيات المتنوعة والتعليم والاهتمامات التي يتمتعون بها، فرصًا إبداعية ذات طابع أصيل وعالمي.
والفنان الرائد فرج دهام عرف بمغامراته في مضمار الفن المفاهيمي وفنون ما بعد الحداثة، منها مشروعه «مدينة» الذي قدم فيه خلال السنوات القليلة الماضية رؤية فنية وجمالية لفكرة المدينة من خلال معالجات ترصد التحولات على الصعيد الثقافي والمفاهيمي وتستلهم أسئلة الألفة والاغتراب في المدينة الحديثة. ويوظف في أعماله فكرة البطاقة البريدية كمعادل موضوعي وبصري وعلامة تختزل سيرة المدينة المعاصرة. ويرصد من خلال هذا المعرض ظاهرة التغير الكلي التي تعيشها المدينة بتحولاتها المختلفة، مختزلة في «بطاقة بريدية» تشمل بين سطورها بعداً ثقافياً في محتواها وحنين مرسل يقرب المسافة مع البعيد وإنتاج المعاني بداخلها.
ويعالج الفنان فرج دهام من خلال هذه الرؤية أسئلة العولمة ومساراتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وسلطة السوق والتصنيع وتجلياتها في المشهد الإنساني على الأفراد والمجموعات. وهو ينطلق من أن: «المدينة في معناها المطلق اليوم أصبحت مادة بشرية ووجهات نظر ثقافية تتعايش مع قواعد وأسس ثقافة الآخر وفهم الأيديولوجيات المختلفة مروراً على الموروث الإنساني المتغير، ففي هذا التفاعل الذي تحمله الأجناس البشرية القادمة من مكان إلى آخر تصنع ثقافات المدن، لفهم هذا المؤشر علينا أن ننظر إلى العالم من حولنا فحسب، لنعرف أن الأفكار والآراء تنتقل، على الرغم من أن هناك دائماً شيئاً مختلفًا بعد كل مرحلة من التغير المادي على الأرض والمعنوي المغمور بالشحنات والأحداث.
البطاقة البريدية التي يدونها فرج دهام في أعماله الفنية في هذا المعرض وسيلة للمكاشفة والتصريح والشفافية والذهاب إلى الاسمي الذي نبحث عنه في إنسان من يقطن المدينة. ويقول فرج دهام عن البطاقة البريدية: البطاقة البريدية تأويل فني مرادف لصورة المدينة بمثابة نص مرسل يختزل فكرة المكان. إن محاولة استعادة صورة المكان توازي رصد للظواهر والمظاهر المجتمعية التي تشهدها المدينة اختزلها في وثيقة تدون حالة الاغتراب والحنين إلى الذات، مرسلة في «بطاقة بريدية مكشوفة دون غلاف، علاماتها وأختامها تشير إلى تلازم الإنسان بالهوية.
copy short url   نسخ
15/06/2016
1821