+ A
A -
كتب – محمد ابوحجر
أكد خبراء قانونيون واكاديميون بجامعة قطر أن اعلان كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بقطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية وإغلاق حدودها ومجالها الجوي مع دولة قطر مخالف للمبادئ والقواعد التي تسير عليها اتفاقيات مجلس التعاون الخليجي، مشيرين الى أن هناك قوانين دولية تنظم المجالات الجوية وهناك عرف بالا يسمح لدول الجوار أن تغلق مجالاتها الجوية أمام حركة النقل والطائرات المدنية.
واضافوا خلال استطلاع رأي لـ«الوطن» أن هناك نية مبيتة من هذه الدول لاتخاذ قرارات ضد قطر منذ حادثة اختراق وكالة الانباء القطرية وفبركة اكاذيب ضد قطر، موضحين ان الشعب القطري يدعم القيادة الرشيدة التي لم ولن تألو أي جهد في سبيل توفير كل سبل الراحة لمواطنيها .
واوضحوا أن الشعوب الواعية لم تصدق أيا من الاكاذيب التي اثيرت حول قطر مؤخرا كما أن رابط الاخوة والنسب بين الخليجيين لن يستطيع احد قطعه، لافتين الى ان قرارات قطع العلاقات سلبية وغير مبررة على الإطلاق وتذهب في الطريق الخاطئ في الوقت الذي تحتاج فيه الأمة العربية والإسلامية إلى التوحد والترابط لمواجهة التحديات التي تجابهها.
دعم للقيادة
في البداية قال المحامي مبارك السليطي ان قرارات قطع السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر جاء صادما للجميع لأن العلاقات في دول مجلس التعاون الخليجي تتجاوز ما هو سياسي واقتصادي إلى ما هو اجتماعي وعائلي فجمــيع الخليجيين اخوة وتربطهم صلات لا يمكن للقرارات السياسية أن تؤثر بها.
وقال ان المبادئ والاتفاقيات التي يقوم عليها مجلس التعاون الخليجي تتصدى لاي محاولات لعزل دولتنا ومنع التنقل والعمل بين دول الخليج، واصفا ما يحدث حاليا بكبوة سياسية وضربة للوحدة الخليجية.
واعتبر السليطي قرارات الدول بمقاطعة قطر سلبية وغير مبررة على الإطلاق وتذهب في الطريق الخاطئ في الوقت الذي تحتاج فيه الأمة العربية والإسلامية إلى التوحد والترابط لمواجهة التحديات التي تواجهها، قائلا من المفترض أن يكون التوافق والتمهل أساس الحوار في مجلس التعاون الخليجي لا أن تكون الاتهامات التي توجه إلى قطر ودون أي مبرر هي الأساس، لافتا الى ان النية كانت مبيتة منذ فترة وهو ما ظهر من خلال الحملات الاعلامية الكاذبة ضد قطر.
واوضح أن الحكومة القطرية لم تقم بأي شيء يشكل تهديدا على أي دولة بل تقوم على العكس من ذلك حيث قامت بوساطات عدة لحل العديد من المشكلات الإقليمية والدولية، وسجلها حافل في هذا الشأن.
وتوقع السليطي ان تقف الشعوب الواعية مع الشعب القطري خلال الفترة القادمة، مؤكدا ان الشعب القطري يدعم قيادته الرشيدة ويساندها دائما ويرفض أن يتدخل أي احد في سيادة قطر .
اتفاقيات دول التعاون
وفي سياق مواز قال الدكتور ناصر آل عذبة استاذ بالقانون الدولي بجامعة قطر أن لكل دولة سيادتها ولكن العٌرف الدولي بين جميع الدول لم يمنع أي طائرة مدنية من المرور في المجال الجوى لاي دولة اخرى حتى لو هناك أي خلافات سياسية بين الدول، مؤكدا أن القرارات التي اتخذت فجر أمس سابقة لم تحدث في دول الخليج قبل ذلك.
واوضح آل عذبة أن الاتفاقية الاقتصادية بين دول مجلس التعاون الخليجي والتي تــم ابرامهــا عــام 1981 وتم تحديثهــا في عام 2001 تجعل المواطن الخليجي له نفس حقوق والتزامات المواطن داخل أي دولـة خليجيــة اخرى وهذه الاتفاقية تسمو على القانون الداخلي لكل دولة، لذلك فان قرارات هذه الدول مخالفة للاتفاقيات الخليجية والعرف الدولي، وأن الهدف من ورائها هو الضغط على اقتصادنا .
وتوقع الا تؤثر مثل هذه القرارات على المحبة بين الشعوب الخليجية، مؤكدا أن رابط الاخوة والنسب بين الخليجيين لن يستطيع احد قطعه
واكد على دعمه للقيادة الرشيدة ومساندتها الدائمة ورفض تدخل أي احد في سيادة قطر، متوقعا أن تكون هناك وساطة قريبة من جانب بعض الدول الخليجية الأخرى مثل الكويت أو عمان، أو ربما تكون هناك وساطة من إحدى الدول الكبرى والتي يهمها استقرار منطقة الخليج حتى تعود العلاقات الاخوية بين دول الخليج.
اتفاقيات دولية
وفي سياق مواز قال المحامي محمد ماجد الهاجري الخبير القانوني: ان هناك اتفاقيات دولية على مستوى دول مجلس التعاون تنص على حرية تبادل السلع والتنقل بين مواطني دول التعاون كما هناك ايضا العديد من الاتفاقيات على المستوى العربي والدولي تمنع اتخاذ مثل هذه الاجراءات من منع التنقل واغلاق الاجواء الجوية،وهناك إجراءات كان لابد من إتخاذها قبل هذه الإجراءات التصعيدية المفاجئة.
وتابع: بالرغم من كل تلك القوانين والاتفاقيات تمت الإطاحة بها بسبب الإهواء والمؤامرات التي تقام ضد قطر، وغير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة، ومن المستغرب إتخاذ مثل هذه الإجراءات.
واضاف الهاجري: أن جميع المواطنين القطريين سيقفون وراء القيادة الرشيدة ودعمها دائما لان سيادتنا لن نقبل بأي احد التدخل بها، كما ان سياسات قطر الخارجية معروفة للجميع وان الاتهامات الموجهة ضدنا لا نقبلها وكلها مجرد ادعاءات وافتراءات يتناولها اعلام بعض الدول منذ اسبوع.
ترابط الشعوب
ومن جانبه طالب عبدالله السعدي المحامي بعدم الانسياق وراء الشائعات التي يتم تداولها عن طريق مواقع التواصل في اعقاب قرارات دول المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين بقطع علاقتها مع قطر، مطالبا بعدم اخذ اي معلومات الا من خلال الجهات الرسمية.
وعبر عن حزنه لما جاء جاء من دول شقيقة وتربطهم مع قطر اواصر اخوة ويجمعهم بيت واحد وهو مجلس التعاون الخليجي، قائلا شعوب الخليج مترابطة وتجمعنا معهم اواصر نسب واخوة ولن تؤثر في تلك العلاقات أي قرار سياسي.
واختتم حديثه قائلا نقف إلى جانب قيادتنا الرشيدة وندعم قراراتهم وردود الفعل الهادئة والمتزنة .
قرارات صادمة
وقال الدكتور يوسف الصديقي – عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: إننا كشعوب عربية ومجتمع قطري وخليجي اصبنا بصدمة بما قامت به المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات من قرار مفاجئ بقطع العلاقات، متسائلا:هل تناسوا ان منطقة الخليج تعتبر دولة واحدة تربطهم روابط قوية من الأهل والدم والعقيدة والدين، هل تناسوا كل ذلك حتى يفرضوا مثل هذه القيود.
وتابع: هل تناسوا بأننا في الشهر الفضيل وأن هناك صلة ارحام وعبادات وزيارات بين هذه الدول، مؤكدا ان الشعب القطري يدعم سياسة القيادة الرشيدة التي لطالما لم تدخل في الشؤون الداخلية لاي دولة كما اننا نرفض ايضا أن تقوم أي دولة بالدخول في سياسة دولتنا.
واوضح ان هناك نية مبيتة من هذه الدول من اتخاذ قرارات ضد دولتنا منذ اسبوع حيث أن الاعلام خلال الفترة الماضية قام بفبركة اكاذيب ضد قطر، موضحا ان علاقات الدول التي اعلنت مقاطعتها لقطر قائمة مع الكيان الصهيوني ودولة إيران وهو ما يدعو للتعجب من مقاطعتهم شعبا شقيقا في حين لم يتخذوا أي خطوات تصعيدية ضد بعض الدول الاخرى .
واشار إلى أن العلماء والمفكرين والكتاب ومثقفي الامة والشعوب الخليجية سيتوحدون خلف قطر لان حكومتنا هي من ستدير شؤوننا ولا نتدخل في شؤون احد، مختتما حديثه قائلا الشعوب الخليجية عائلة واحدة ولن تتفرق ابدا .
قرار مبيت
فيما قال الدكتور أحمد الساعي استاذ التربية بجامعة قطر: شعرت بالصدمة عندما سمعت بقرار المملكة العربية السعودية والامارات والبحرين بمقاطعة قطر، مضيفا ان مثل هذه المواقف لا تحدث بين الأخوة والأشقاء.
واضاف أن الامر كان مبيتا اساساً لهذا اليوم وظهر ذلك بوضوح من خلال الافتراءات التي تحدث عنها اعلام هذه الدول ونشر الاكاذيب ضد دولتنا، موضحا أن القرار ليس مبررا ولا يوجد له أي منطق ويصب في صالح الأعداء .
وأكد الساعي أن الشعوب الخليجية لن تتأثر بمواقف الدول وستظل متماسكة لان اساس قوة منطقة الخليج هوعلاقة الاخوة والعمومة أبين كل ابناء الخليج ولا يمكن فصلهم،مشيرا إلى ان ما حدث فتنة كانت نائمة ولعن الله من أيقظها، لانه لم يبق في الوطن العربي إلا هذا الكيان المتماسك والآن يريد اعداؤه ان يتفكك.
copy short url   نسخ
06/06/2017
982