+ A
A -
قال مراقبون للقطاع السياحي المحلي أن الخطوط الجوية القطرية تباشر حالياً التكيف مع تداعيات أزمة قطع العلاقات مع قطر مشيرين إلى أن الناقل الوطني قادر على ذلك بامتياز نتيجة تمتع «القطرية» بحزمة اتفاقيات للرمز المشترك مع عدد كبير من شركات الطيران العالمية لافتين إلى أن «القطرية» واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم حيث تسيّر أسطولاً حديثاً يضم 199 طائرة حديثة إلى أكثر من 150 وجهة رئيسية من وجهات السياحة والأعمال في 6 قارات وهو ما يجعل تأثرها محدود بالأزمة.
وأوضح المراقبون أن اتفاقيات الرمز المشترك لدى «القطرية» مع شركات الطيران العالمية توفر لها مرونة الاقلاع والترانزيت من نقاط توزيع عدة على مستوى العالم مع تزويد مسافريها بعدد أكبر من وجهات السفر ومرونة في مواعيد الرحلات حتى انها تستطيع السفر مباشرة إلى وجهات لا تسير رحلات مباشرة إليها فضلاً عن منح المسافرين خيارات أوسع من خلال بيع تذاكر سفر لخطوط جوية أخرى. علما بأن اتفاقية الرمز المشترك تعني تتقاسم شركتين حصة في نفس الرحلة المخصصة لأحد الشركتين وتسمح الاتفاقية للمسافرين بشراء مقعد في شركة طيران واحدة ولكن في الواقع يدار من قبل شركة طيران أخرى تتعاون تحت رقم الرحلة أو رمز الرحلة علما بأن مصطلح «الرمز» يشير إلى معرف المستخدمة في جدول الرحلات، وهي أحرف محدده مسبقاُ لدى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الإياتا) .
ولفت المراقبون إلى أن شركات الطيران التي أعلنت تعليق رحلاتها إلى الدوحة ستتكبد خسائر كبرى حيث تربطها مع قطر عدد رحلات مرتفعة اضافة إلى اعتمادها على مطار حمد الدولي كمحطة ترانزيت للركاب القادمين من مختلف دول العالم لافتين إلى أن «القطرية» أمام خياري:إما تحويل الرحلات لشركات اخرى ترتبط معها بالرمز المشترك أو اعادة قيمة تذاكر الطيران للمسافرين الحاجزين على متن طائراتها للوجهات التي اعلنت قطع علاقاتها مع قطر .
وفي التفاصيل قال صالح الطويل، خبير السياحة والسفر، أن «القطرية» واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم حيث تسيّر أسطولاً حديثاً يضم 199 طائرة حديثة إلى أكثر من 150 وجهة رئيسية من وجهات السياحة والأعمال في 6 قارات وهو ما يجعل تأثرها محدود بالأزمة لافتا إلى أن أسعار تذاكر الطيران لن ترتفع جراء الأزمة.
واوضح الطويل أن اسعار التذاكر لن ترتفع نتيجة لهذه الأزمة لأن المنافسة شديدة، وبالتالي فلا يمكن ان يكون رفع سعر التذكرة حلاً، بل ستتحمل شركة الطيران أي اضافات في التكاليف وقد تقوم بسبب ذلك بخطوات معينة مثل ترشيد الاستهلاك، ايجاد سماوات جديدة، رغم ان المسافر سيكون عليه ان يتحمل مسافات اطول، فقد تطول الرحلة لساعة أو ساعتين اكثر حسب الوجهة.
وأضاف ان «القطرية» تتمتع بحزمة اتفاقيات للرمز المشترك مع عدد كبير من شركات الطيران العالمية مما يوفر لها مرونة عالية في التعامل مع الأزمة وتوفير خيارات عدة لمسافريها على متن طائرات اخرى مع مرونة الاقلاع والترانزيت من نقاط توزيع عدة على مستوى العالم مع تزويد مسافريها بعدد أكبر من وجهات السفر ومرونة في مواعيد الرحلات حتى انها تستطيع السفر مباشرة إلى وجهات لا تسير رحلات مباشرة إليها فضلاً عن منح المسافرين خيارات أوسع من خلال بيع تذاكر سفر لخطوط جوية أخرى.
وحول الحجوزات الحالية على متن القطرية باتجاه الدول الخليجية المقاطعة قال الطويل أنه يمكن ان يتم نقل هؤلاء المسافرين على متن طائرات اخرى بموجب اتفاقية الرمز المشترك إلى وجهاتهم، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحصل حتى في الظروف العادية حيث تتبادل شركات الطيران الركاب، وهذا ما يحصل ايضاً في شركات اجنبية اميركية واوروبية حيث تتعاون القطرية مع أي شركة لنقل ركابها إلى وجهات لا تصل اليها أو إلى مطارات داخلية داخل الوجهة التي تحط فيها، وبالتالي فان هذا الحل مطروح وقابل للتطبيق.
واكد الطويل أن نتائج الأزمة على الناقلة الوطنية محدودا .
واشار إلى ان الأمر يشتد صعوبة بالنسبة للمعتمرين ولقاصدي مكة المكرمة للحج، حيث أن المكتب السياحي لديه قام بتجديد ترخيص العمرة ولكن لم تتضح الصورة حتى الآن حول كيفية التعامل مع القطريين، وخصوصاً أن هناك قطريين عالقين بالمطار في جدة بعد ايقاف رحلات القطرية متابعا «هذا قرار مؤسف».
تنسيق مشترك
وبدوره، قال احمد حسين، خبير طيران وسياحة، أن شركات الطيران التي أعلنت تعليق رحلاتها إلى الدوحة ستتكبد خسائر كبري حيث تربطها مع قطر عدد رحلات مرتفعة اضافة إلى اعتمادها على مطار حمد الدولي كمحطة ترانزيت للركاب القادمين من مختلف دول العالم لافتا إلى أن الخطوط الجوية القطرية التي لم تعلن حتى الساعة عن خطتها لمواجهة هذا الواقع، ستجد دون شك بدائل لتضمن لركابها الذين حجزوا مسبقاً حلولاً ملائمة دون تكاليف اضافية، كما ستجد ايضاً بدائل مستقبلية في حال استمرت أزمة المقاطعة، ومن أهم البدائل التي يسهل اللجوء اليها والمعتمدة اصلاً في حالات كثيرة حالياً هي الاعتماد على اتفاقيات الرمز المشترك مع شركات طيران اخرى لنقل الركاب الذين يسافرون باسم القطرية ولكن على متن شركة اخرى، مؤكداً أن التنسيق سيتم ليضمن افضل الحلول للناقلة الوطنية وللمسافرين دون تضرر أي طرف.
وفيما يتعلق بوضع الخطوط الجوية القطرية خلال الأزمة، أكد حسين أن القطرية لديها اكثر من 150 وجهة حول العالم وتوسعها كبير وايراداتها لا تعتمد على مصدر واحد بل مصادر متعددة مما يجعل تأثرها أقل من غيرها، حيث يشير التقرير السنوي للخطوط الجوية القطرية إلى أن قيمة الأرباح التشغيلية التي حققتها مجموعة الخطوط الجوية القطرية، في السنة المالية 2016، بلغت نحو 3 مليارات ريال، أي ما يقارب 3 أضعاف الأرباح التشغيلية، للسنة المالية 2015 والبالغة 1.1 مليار ريال فيما سجلت العائدات وغيرها من مصادر الدخل التشغيلي ما قيمته 35.6 مليار ريال، بارتفاع 4.3% عن العائدات التي تحققت في العام الماضي والمقدرة بنحو 34.2 مليار ريال.
وبلغت نسبة هامش الربح التشغيلي في ذلك العام وفقا للتقرير مستوى 8.6% بزيادة تقدر بنحو 5.4% ووصلت الأرباح الصافية للمجموعة إلى 1.6 مليار ريال محققة هامش ربح صافٍ بنسبة 4.5%، بينما سجلت السنة المالية 2015 ربحاً صافياً بلغ 373 مليون ريال مع نسبة هامش ربح صافٍ تقدر بـ 1.1%. وبلغت نسبة النمو في المقاعد المتوفرة لكل كيلو متر 28% منذ إعادة إطلاق الشركة في عام 1997 وحتى نهاية مارس الماضي.
وبحسب البيانات ذاتها فقد بلغت القيمة الإجمالية لأصول المجموعة 93.8 مليار ريال، بزيادة نحو 8.4% على القيمة المسجلة في العام المالي 2015 والبالغة 86.5 مليار ريال.
وسجلت الأصول النقدية للمجموعة ما قيمته 22.8 مليار ريال، بزيادة تناهز الـ 56% على نظيرتها المسجلة في العام المالي 2015 والمقدرة بنحو 14.6 مليار ريال.
واوضح حسين أن أزمة مقاطعة قطر لا يمكن ان تصب في صالح أحد، وخصوصاً بالحديث عن الناقلات الجوية حيث أن الخسائر ستعاني منها جميع الشركات المعنية وبالتالي فان الأزمة اليوم تطال الجميع، حيث تحاول كافة شركات الطيران أن تتعامل مع الأزمة وأن تجد حلولاً لن تغنيها عن الخسائر المتوقعة بالتأكيد لكنها قد تخفف منها أو قد تكون حلولاً مؤقتة ليتبين ما ستؤول اليها الأمور فيما بعد.
خسائر المقاطعة
وبدوره، قال زهير حبراق- الخبير السياحي ان عدد الرحلات التي تربط بين دولة قطر وبين دول المقاطعة تصل إلى مستويات كبرى مما يعني أن قرار وقف حركة الطيران بين هذه الدول سيؤثر بشكل سلبي على كافة شركات الطيران التابعة لها، ولن تكون الخطوط القطرية المتضرر الأكبر، مشيراً إلى أن هذه الشركات تعتمد بشكل كبير على مطار حمد الدولي كمحطة ترانزيت لرحلاتها حول العالم والتي تجني منها الكثير من الأرباح نظراً لارتفاع اعداد الزوار من دول اوروبية إلى هذه الدول، وبالتالي فان أزمة قطع العلاقات مع قطر ليست لصالح الشركات الخليجية بل من شانها ان تسبب أزمة حقيقية لها في حال استمر الواقع الراهن على ما هو عليه.
وقال حبراق ان دولة قطر تمتلك كافة الامكانيات كي تتكيف مع الأزمة كالأزمة الراهنة ولا بد أن الحكومة الرشيدة ستجد بدائل في حال طالت الأزمة والتي نتمنى أن تنتهي بأقرب وقت لأنها لا تصب في صالح أحد.
وفيما يتعلق بالتذاكر التي تم حجزها إلى الوجهات المقاطعة أكد حبراق أن القطرية ستعيد المبالغ المدفوعة لقاء التذاكر إلى المسافرين دون شك، أو تحويل هذه الرحلات على متن طائرات ترتبط معها باتفاقية الرمز المشترك اما فيما يتعلق بالمسافرين على متن القطرية إلى وجهات مختلفة حول العالم في رحلات تقتضي التحليق في سماء الدول المقاطعة فقد أوضح أن القطرية ستلجأ إلى اجواء بديلة وبالنسبة لدول معينة فان الرحلة قد تتضاعف اكثر من مرة وستطول لاستخدام طرق ابعد، مما سيؤدي إلى تكاليف اكبر، مؤكداً أن هذا الاجراءات لن يتضرر منها المسافرين بأعباء مالية وانما ستتحملها القطرية دون رسوم اضافية على عملائها.
وتحتفل الخطوط الجوية القطرية، الناقلة الوطنية لدولة قطر، بعشرين عاماً على انطلاقتها وتقديم أفضل تجربة سفر عبر شبكة وجهاتها العالمية التي تضم أكثر من 150 وجهة رئيسية من وجهات السياحة والأعمال تحت شعار «معاً إلى كل مكان». في عام 20172018، ستضيف الخطوط الجوية القطرية، وهي واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم، عدداً من الوجهات المميزة الجديدة إلى شبكتها المتنامية من ضمنها دبلن، نيس، سكوبيه، سراييفو وغيرها من الوجهات وذلك على متن أسطولها الحديث الذي يضم 199 طائرة.

فازت الخطوط الجوية القطرية بلقب «أفضل درجة رجال أعمال في العالم» وكذلك جائزة «أفضل صالة رجال أعمال في العالم» بالإضافة إلى جائزة «أفضل خدمة موظفين في خطوط الطيران في الشرق الأوسط» خلال حفل توزيع جوائز سكاي تراكس العالمية 2016.
والخطوط الجوية القطرية هي عضو في تحالف«ONEWORLD» العالمي الحائز على جوائز عديدة منها جائزة «أفضل تحالف طيران في العالم» من سكاي تراكس لعام2015 للعام الثالث على التوالي. وكانت الخطوط الجوية القطرية أول شركة طيران خليجية تنضم إلى هذا التحالف، ما يتيح للمسافرين على متن رحلاتها فرصة الاستفادة من خدمات نحو 1000 مطار في أكثر من 150 بلداً بالإضافة إلى 14250 رحلة يومياً.
وفي المقابل تسيّر القطرية للشحن الجوي، ثالث أكبر شركة للشحن الجوي في العالم، رحلاتها إلى أكثر من 50 وجهة خاصة للشحن عبر مقر عملياتها في الدوحة. كما تقدم القطرية للشحن الجوية خدمات الشحن إلى أكثر من 150 وجهة رئيسية للسياحة والأعمال على متن 197 طائرة ركاب. ويضم أسطول القطرية للشحن الجوي حالياً: ثماني طائرات إيرباص A330 و12 طائرات بوينج 777 وطائرة بوينج 747.
copy short url   نسخ
06/06/2017
3922