+ A
A -
حوار- محمد عبدالعزيز


قدر خبير الثروة الحيوانية السوداني الدكتور سيد بشير أبوجيب حجم ثروة السودان من الإبل بنحو 4.7 مليون رأس، مشيرا إلى عدم وجد تعداد حديث لهذه الثروة، ما يجعل السودان يأتي في المرتبة الثانية من حيث الإنتاج بعد الصومال التي تمتلك 8 ملايين رأس.
وأضاف أن السودان يأتي في صدارة قائمة الدولة المصدرة للإبل، عالميا، لافتا إلى أن 90 بالمائة من هذه الصادرات تتوجه للسوق المصري.
الوطن أجرى حوارا مع الدكتور سيد بشير أبوجيب رئيس غرفة مصدري الإبل السابق، والذي يرأس أيضا المنظمة السودانية لمربي الإبل جاء نصه كالتالي:


كيف تقيم واقع وإسهام تجارة الإبل في الدخل القومي السوداني؟
-تشير التقديرات الرسمية الى أن حجم الصادر السوداني الى مصر يقدر بنحو 150 الى 250 ألف رأس سنويا في الظروف الطبيعية أما في ظروف الجفاف فتزيد الصادرات كجزء من التدابير التي يتخذها الرعاة للحفاظ على قطعانهم في ظل تقلص المراعي.
ويبلغ متوسط سعر الجمل نحو ألف دولار، وهو ما يعني أنها تجارة تتراوح بين 150 مليون دولار- 250 مليون دولار.
ويأتي السودان في المرتبة الثانية من حيث الانتاج بعد الصومال التي تمتلك 8 ملايين رأس، إلا أن لديها صعوبات معروفة تعوق الاستفادة من إمكاناتها، لذلك فالسودان هو الأول عالميا، كما أنه يحتل ذات المكانة في ما يتعلق بمجال الرعاية البيطرية في المنطقة، كما أن السودان كان من أوائل الدول الإفريقية التي أسست كليات للطب البيطري.
كم يبلغ حجم القطيع السوداني من الإبل؟
-الإحصاءات الرسمية تقول إنه 4.7 مليون رأس، لكن لا يوجد تعداد حيواني حديث، حيث إنه لم يتم إحصاء حيواني منذ عام 1976.
هذا يقود للحديث عن الجدل حول قضية تصدير إناث الإبل؟
-بعض المنتجين يتحدثون عن نسب كبيرة للإناث في القطيع، فالزبيدية على سبيل المثال يقولون إن النسبة تصل إلى 90 %، ولهذا يطالبون بتصدير الإناث، المنتج السوداني بخبرته لا يبيع الناقة المنتجة، كما ان الخوف من تصدير الإناث يتعلق بالتصدير لسوق يولد وينافسك، ومصر لا تتوفر لها إمكانية لتوليد وتربية الإبل.
هل يفهم من حديثك دعوة لإعادة النظر في القرار القاضي بحظر تصدير إناث الإبل؟
-يجب ألا يتم منع تصدير اناث الإبل على اطلاقه، وفي ذات الأمر ألا يترك الأمر مفتوحا، وفي فترة من الفترات روج لثقافة يتم من خلالها التخلص من إناث الإبل، بدعوى ان نسبة الإناث قد زادت في القطيع السوداني وأنها اصبحت تؤثر على المراعي.
لكن الفرضية التي تحدثت عن زيادة اناث الإبل فرضية خاطئة، لأنه من الطبيعي أن تكون نسبة الإناث في الإبل 70 %، وفي شرق السودان تقارب الـ 100 %، وهذه عملية طبيعية باعتبار أن عملية التكاثر تحدث كل عامين أو ثلاثة، ونسبة نفوق المواليد عالية، وعدد الولدات للناقة محدود لا يتعدى الستة، لهذا عدد الإناث كبير للمحافظة على القطيع، وهذه النسبة عالية حتى في الصومال حيث تصل الى 75 %، ونحن بوصفنا مصدرين لم نعارض تصدير الإناث، ولكن طالبنا بنسبة معينة لا تتعدى الـ 25 %، وأساساً هناك نسبة متفق عليها بــ 15 % وهي نسبة لن تكون مؤثرة على القطيع السوداني.
ألم تنجحوا في إيجاد أسواق أخرى لتجارة الابل؟
-السوق الليبي كان يستوعب قبل الصراعات الأخيرة كميات مقدرة بمواصفات معينة وغالبا صغيرة السن، وكذلك السواق السعودية تستوعب جمالا بمواصفات معينة أهمها «الحواشي» وصغيرة السن، ولكن الكميات التي يستوعبها السوق المصري تساوي 90 % من صادرات الإبل السودانية.
ما تأثير التغيرات المناخية على تربية الإبل؟
-تعرض السودان منذ بداية القرن العشرين لأكثر من 10 موجات جفاف، أشهدها منتصف الثمانينيات، وبداية التسعينيات، وهذا أمر لا يمكن التحسب له، ولكنه أثر جدا على القطيع السوداني بشكل عام خاصة في الأبقار والضأن، بينما كانت الإبل الأقل تأثرا.
وللأسف الكثير من المسؤولين ينظرون لمجال رعي الإبل باعتباره نشاطا تقليديا متخلفا يجب تحديثه عبر مزارع حديثة وغيرها، ولكنها تصورات خيالية بعيدة عن الواقع، ولا توجد امكانية لتجاوز هذا الواقع، كما ان الرعي المتجول نمط عيش موجود في العالم ولا يكلف اقتصاديا استنادا لطبيعة كل بلد.
أعتقد أنه من الأهمية بمكان ان يتم تعزيز الاتجاه لنوع الانتاج النوعي بدلا عن الكمي السائد حاليا، فالمراعي السودانية لن تحتمل لفترات طويلة الحجم الهائل للقطيع السوداني، والتربية النوعية والتصدير النوعي ستغطي مسائل كثيرة جدا، عبر تطوير السلالات المنتجة للبن، أو اللحم، أو الزينة، او إبل السباقات.
ما هي الفرص المتوفرة للاستثمار في قطاع الإبل؟
-هناك العديد من المجالات وفرص الاستثمار في هذا القطاع، استنادا على الفرص والامكانات المتوفرة من مراعي طبيعية وخلو القطيع من الأمراض والأوبئة، ويمكن ذلك عبر فتح أسواق جديدة للإبل الحية ولحوم الإبل، وإقامة مزارع لألبان الإبل عبر نقاط لتجميع الألبان تكون متحركة في المناطق الخلوية والمراعي الطبيعية للاحتفاظ بالخصائص الصحية والطبية للبن، كما يمكن للاستثمارات تشجيع أصحاب الإبل للتحول للاستثمار في التربية النوعية.
ما هي امكانات السودان في ما يتعلق بالنياق الهجن؟
-هناك امكانات كبيرة خاصة في ما يتعلق بالإبل في شرق السودان، ويمكن تطوير هذه السلالات بالاستفادة من التجارب الخليجية في هذا الشأن، فجمال السباق يتجاوز سعرها في بعض الأحيان 50 مليون دولار.
هل هناك اتجاه للاستفادة من نمط حياة رعاة الإبل في الجوانب السياحية؟
-نعم يمكن تهيئة معسكرات للسياحة البدوية تتضمن رحلات الى مضارب البدو وبالأخص شمال كردفان تشمل الإقامة والترحال معهم والعيش على نمط الحياة البدوية والاستمتاع بالمطبخ البدوي، والثقافة التي تتضمن الأزياء والشعر.
ولابد هنا للاشارة لنمط آخر من السياحة يتعلق بالسياحة الطبية لمن وصفت لهم ألبان الإبل وأبوالها كعلاج، عبر مرافقة الإبل في مراعيها الطبيعية وهو ما يعطي الألبان القيمة الصحية الكاملة.
copy short url   نسخ
20/05/2017
14461