+ A
A -
الأعمال الإرهابية التي تنفذها تنظيمات آثمة، متوهمة أنها تستطيع الوصول إلى بعض أهدافها السياسية عبر العنف وتقتيل الأبرياء، هي أعمال مدانة دوما، وهذا هو ما ينطبق على الأعمال الإرهابية التي شهدتها تركيا خلال اليومين الماضيين، فقد أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم، أمس، أن شرطيين وثلاثة مدنيين قتلوا وجرح أكثر من ثلاثين شخصا في اعتداء بسيارة مفخخة استهدف مقر الشرطة في مديات، جنوب شرق تركيا، ويأتي هذا العمل الإرهابي بعد 24 ساعة من تفجير نفذه إرهابيون في حي «وزنجيلر» في إسطنبول، الثلاثاء، مستهدفين عربات تقل عناصر شرطة، وأسفر الهجوم عن مقتل وجرح العشرات.
إن الإدانات القوية توالت، إقليميا ودوليا، لشجب العملين الإرهابيين في تركيا، يومي أمس وأمس الأول، وذلك التضامن الذي أظهرته الأحداث يبين أن أنقرة تسير على الطريق الصحيح، لأنها تتمتع بتأييد إقليمي ودولي واسع لسياستها المعلنة للملأ في كافة المجالات.
إن مثل هذه الأعمال الإرهابية تكشف، أول ما تكشف، عن عجز من يدبرها من تنظيمات الإرهاب، فهم ليس بمقدورهم مقارعة الحجة السياسية بالحجة، وهم بعيدون عن منطق الأحداث، في ظل ما تشهده السياسة، إقليميا ودوليا، من احتكام إلى العقل والمنطق وترجيح لكفة الشفافية والعمل الديمقراطي الواضح في وضح النهار.
ونقول في هذا المقام إن تركيا قد ظلت تحظى بالتقدير في العالمين العربي والإسلامي لأدوارها التاريخية والحاضرة المعروفة للجميع، في مساندة الحق ودعم الشعوب المقهورة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.
لقد أرست تركيا بالفعل سياسات ناجحة في الاقتصاد المثمر، وفي الإصلاحات السياسية الواسعة، التي تترجم حيوية الحراك المجتمعي القائم على حرية الفكر وتبادل الرأي والمشورة في ساحة العمل السياسي بالبلاد، وهو ما يكسبها دوما تقدير واحترام العالم بأسره.
copy short url   نسخ
09/06/2016
1122