+ A
A -
عمان– الوطن– طارق الحميدي
قال الداعية الإسلامي الدكتور الشيخ شاكر بن توفيق العاروري إن شهر رمضان المبارك هو محطة إيمانية مهمة لتجديد الإنسان لدينه الحق والعودة إلى الله والتوبة عن المعاصي والآثام. وأشار العاروري، في حوار مع الوطن، إلى أن شهر رمضان المبارك هو شهر للعبادات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وليس للابتعاد عن الله وأنه فرصة للتوبة النصوح. واعتبر الشيخ العاروري أن الشهر الفضيل فرصة للشباب ليعوا حقيقة الإسلام الحنيف وأن تتسع صدورهم من خلال قراءة القرآن والتمعن في آياته والعودة إلى كتاب الله سبحانه وتعالى.
وأكد أن شهر رمضان المبارك هو للتجديد في الصلة بين العبد وربه وتقوم على الإخلاص في الطاعات والإكثار من العبادات والصلوات وقراءة القران لعلها تكون فرصة للتوبة والعودة إلى الله سبحانه وتعالى.
وشدد على أهمية زيارة الأرحام في شهر رمضان المبارك، معتبراً أن زيارة الأرحام يقرب بين المسلمين ويشعرهم بأجواء شهر رمضان المبارك ويزيد من اللحمة بين أفراد المجتمع المسلم.
وبيّن العاروري أن على دعاة المسلمين وأئمتهم مضاعفة الجهود في شهر رمضان من أجل تقديم الدين الإسلامي بصورته الحقيقية لمواجهة فكر الغلو والتطرف في الشهر الفضيل.
واعتبر الشيخ العاروري أن على شباب المسلمين أن يعلموا أن دماء المسلمين حرام حرمة قاطعة وأن ما يحدث من حالات القتل والتكفير والإرهاب هي مرفوضة في الدين.
وأضاف أن القدرة على التغير والتأثير تقوم على أن المسلم مصدق بقلبه وجوارحه منغمس بكليته وإخلاصه في نيته لربه في كل شؤونه كما قال الله تعالى: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ 163» (الأنعام: 162 - 164).
وبين أنه ما إن يتحقق ذلك في النفس حتى تبدأ رحلة التأثير في الآخرين من الموافقين والمخالفين وسرعة الاستجابة لإقامة الدين في حياة العالمين فستراهم يسارعون إلى دعوتك لما يرون من بهاء الإسلام وصدق الإيمان والتنافس في درجات الإحسان.
وشدد على أن بلوغ رسالة الإسلام لجميع الأنام تقوم على الاتباع وحسن الأداء، فما أن يرى المدعو سبيل الحق القويم وصراط الله المستقيم وثماره من عزة وأنفة ورحمة وعدالة حتى يكون معك في دعوتك وحاملاً لهمك مدافعاً عن غايتك وهدفك.
وبيّن أن ما نحن عليه ونعتقده: شهادة التوحيد ومسيرنا سبيل الاتباع بفهم سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين، ونعتقد أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، والكفر قول وعمل واعتقاد، من قامت عليه الحجة فقد قامت، وهي العلم والبيان بوضوح رسالة الإسلام، فمن آمن وأسلم نجا، ومن عاند وكفر فقد هوى.
وقال: «نعتقد أن من كان في الإسلام ثم أنكر شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة أو أتى بناقض لكلمة التوحيد يجب شرعاً استتابته وأن يرى ولي الأمر فيه أمر الله فيه ويعمله».
ونعتقد أن الردة تكون بالاعتقاد والقول والعمل ونعتقد عدم جواز تكفير المسلمين بمجرد الشبهة والمخالفة على باب التشهي والمكايدة، ولابد من البيان وإقامة الحجة على المتأول.
وبيّن أن أهل الإسلام الذين ماتوا على التوحيد من أهل الجنة وإن صدر منهم ما صدر من المعاصي، فإنهم يستحقون العقوبة وأمرهم إلى الله إن شاء عاقبهم وإن شاء عفى عنهم.
نعتقد أن كلمة التوحيد هي الكلمة المنجية عند الله لما جاء في الخبر، ونؤمن بكل ما أمر الله به من مسائل الإيمان ونثبت له ما أثبت لنفسه من أسماء وصفات على ظاهرها من غير تأويل ولا تحريف ولا تشبيه، ونؤمن برؤيته يوم القيامة وأنها ممتنعة عن خلقه من البشر في الدنيا.
واعتبر أن همم الشباب العالية تحتاج إلى توجيه شرعي يستثمر هذا الجهد في طاعة الله تعالى وخدمة الأمة وتحقيق الآمال، وتغير الواقع المريض إلى واقع صحيح، وتوجيه الهمم كل في تخصصه لمواجهة التحديات الواقعية في كل المجالات، وهذا لا يؤتي أكلاً إلا إذا اجتمعت الجهود ووجهت.
وحول ما تتعرض له الأمة في هذه الأيام قال الشيخ العاروري: إن الله تبارك وتعالى قد جعل هذه الأمة أمة واحدة كما قال سبحانه: «إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ»، وهم بذلك يشكلون جسداً واحداً باختلاف أماكنهم وتعدد ألوانهم واختلاف ألسنتهم فمن اعتدى على أي جزء من أجزاء هذا الجسد فقد اعتدى على الجسد كله وقد قال النبي، صلى الله عليه وسلم،: «المؤمنون تكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم»، رواه أبوداود.
وبيّن أن كل من يتخلف عن هذا الحكم الشرعي أو يتنكبه وهو قادر على العمل به وإنفاذه فهو آثم، ولا يخفى علينا معشر المسلمين أن الأيام دول بين الناس يبتلي الله عز وجل من شاء من خلقه بمن شاء من خلقه، وما يحب المرء من إخوانه أن يكون منهم في وقت ضيقه وحاجته يجب أن يحبه لإخوانه في وقت رخائه وسعته في رفع البلاء عنهم.
وأضاف: إن الطائفة المنصورة في بلاد الشام وأكناف بيت المقدس منصورة، كما هو الوعد الحق، وما يقوم به العدو في غزة وفلسطين والشام من قتل للنساء والأطفال والتغول على الشعب الأعزل لجريمة منكرة وأمر غير مقبول لا نرضاه ديانة ولا واقعاً، وإنا لنرجو أن يكون إرهاصاً لتغير الأحوال وبداية لتحرير مسرى رسول الله الأسير وقبلة المسلمين الأولى، معتبراً أن نصرة أهلنا هناك واجب شرعي وواجب رحمي وإنساني.
copy short url   نسخ
09/06/2016
1532