+ A
A -
كتب- محمد أبو حجر
انتقد مواطنون ورجال دين ظاهرة قيام بعض الموظفين بالتقاعس عن العمل في رمضان بحجة الصيام، قائلين ان الدين الإسلامى حثنا على العمل والاجتهاد خلال رمضان وان الصيام يكون دافعا للإنسان لبذل مجهود اكبر للحصول على الثواب كاملا وليس منقوصا.
واضافوا خلال استطلاع رأي لـ«الوطن» ان معاملات المراجعين قد تتراجع بسبب تكاسل بعض الموظفين عن العمل وهذا شيء مرفوض لانه يؤثر بشكل عام على انتاجية الدولة، مؤكدين ان «رمضان لول» كان شهر الفتوحات الإسلامية وهو ما يجعلنا نراه شهرا للعمل والعبادة معا ويجب ألا يتحول عند بعض الموظفين إلى شهر للكسل والتخاذل بحجة الصوم.
واوضحوا أن شكاوى بعض المراجعين من الموظفين في بعض الهيئات يتنافى مع فضائل هذا الشهر التي تحث على الصبر والعمل، موضحين ان قيام بعض العمال بتأدية فريضة الصلاة في وقت اكثر من المخصص لها أو قرأءة القرآن اثناء الدوام غير مستحب.
«تأخر المعاملات»
فى البداية قال خليفة المحاسنة: أن هناك بعض الموظفين الذين يتخذون شهر رمضان ذريعة للتكاسل في العمل وهذا شيء مرفوض، مضيفا إنه مع قدوم شهر رمضان تبرز تلك الفئة من الموظفين ولا ينحصر ذلك على العمل فقط حيث يتكاسلون في أداء المهام الملقاة على عاتقهم بل إن لو لاحظت هؤلاء ستجد أنهم كسالى حتى في أداء العبادات التي يتحججون بأنهم يؤدونها.
واضاف: تكاسل تلك الفئة من الموظفين بحجة الصيام يجعل المعاملات تتأخر وتتكدس الملفات والمعاناة تقع في هذه الحالة على المراجع، قائلا: عندما نذهب لأداء مراجعة ما يكون الرد: المسؤول غير موجود انتظر لبعد العيد. مما جعل المراجعين مظلومين مع هذه الفئة.
وانتقد ممارسات مثل هؤلاء الموظفين من تهاون وكسل وتأخير الإنجاز لما بعد العيد، مؤكدا أن العمل واجب شرعي قانوني لابد من الالتزام به لأن الموظف يتحصل من وراء ذلك العمل الذي يجب أن يقوم به راتبا شهريا ثابتا.
ودعا المحاسنة كل من يعمل في هيئة أو مجال ما لإنجاز الخدمات للجمهور إلى مراقبة الله في العمل سواء في رمضان أو غيره لأن هناك أضرارا كبيرة تلحق بالناس جراء تأخير إنجاز مصالحهم فبعض هذه التأخيرات قد تنجم عنه مخالفات، قائلا: رمضان شهر خير وبركة في كل شيء والمولى عز وجل يعطينا القوة لتحمل الصيام، مؤكدا ان خدمة الناس وتخليص المعاملات هدف أي موظف شهم كفو مخلص بعمله يتقي الله ويخافه.
«شهر العمل»
من جانبه قال خميس المريخى إن الصيام يجب الا يكون دعوة للتكاسل والتراخي بالعكس فرمضان شهر العمل والاجتهاد وليس شهر الكسل والتراخي، قائلا: في مكان عملي الذي يخدم مراجعين نحرص على تأدية مهام المواطن والمقيم بكل جد واجتهاد وان يكون الصيام دافعا لنا في العمل.
واكد ان مكان العمل يؤثر بالفعل في انتاجية الموظف فمن يعمل في المكتب ليس كمن يعمل في الشارع أو يخدم الجماهير فالاخير تكاسله يضر بغيره وهذا يرفضه المولى عزوجل ويقلل من ثواب الصيام.
ولفت إلى اعتقاد خاطئ لدى بعض الصائمين وهو اعتبارهم العمل محطة لتمضية الوقت بإنتظار موعد الإفطار أو استراحة للنوم والتكاسل مما يجعل بعض المراجعين في بعض المؤسسات يشعرون بالملل نتيجة المماطلة التي يصادفونها أثناء معاملاتهم.
وتابع المريخي حديثه قائلا: إن رمضان شهر العبادة ومن أهم أركان العبادة الأمانة ومن ضمنها الأمانة في العمل، فالموظف اذا لم يكن يستطيع العمل يقدم إجازة لانه يخدم مصالح المراجعين واذا قصرت سينعكس على المراجعين بالسلب وسيؤثر ذلك على المجتمع ككل.
واضاف ان الموظف لدى الدولة أو مؤسسة هو أجير ولابد ان يؤدى العمل المطلوب منه تحت أي ظرف حتى لا يوقف احوال الناس فالصيام حق له، أما العمل فهو حق للناس.
«الصيام منظم للحياة»
وفي سياق مواز قال الدكتور يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: «ان الصيام منظم لحياة المسلم كالصلاة وغيرها من العبادات، بل ويعد أكثر العبادات دفعاً للجد والعمل، ومعظم الانتصارات على مر التاريخ كانت في شهر رمضان وأثناء الصيام، مؤكدا أن المرء في رمضان يُثاب على قدر المشقة، بمعنى أنه كلما زادت المشقة كان الأجر أكبر».
وأشار إلى ضرورة أن يعرف المُسلم أن رمضان لا يعني البطالة والتكاسل والتواكل، منتقدا بعض الموظفين الذين يلجأون اثناء الدوام لقراءة القرأن وأضاف «أقول لهم إن ذلك يتعارض مع صحيح الدين لان العامل يحصل على أجره من العمل هذا، ولذلك لابد ان يؤديه، حيث أن المطلوب من المسلم في شهر رمضان ان يستشعر الجوع والعطش دون راحة كباقي الايام ولكن لابد له ان يعمل بجد كباقي ايامه، والشرع يطالبنا بذلك».
وأكد ان قيام البعض بالتراخي والكسل والتباطؤ في العمل خاطئ ويتنافى مع قواعد الشرع، والصيام فوائده كثيرة ومتعددة ومنها أن يمد الإنسان بالقوة والعطاء وزيادة الإنتاج في العمل.
وقال الصديقي «العمل والعبادة لا يفترقان، وشهر رمضان تكثر فيه الطاعات والعبادة للفوز بثواب الدنيا والآخرة كما أن العمل والعبادة أمران لا يتعارضان بل كلاهما يستدعي الآخر، ولذلك فأن الإيمان والعبادة مقرونان بالعمل فلا إيمان بلا عمل ولاعمل بغير إيمان».
copy short url   نسخ
09/06/2016
1788