+ A
A -
بعد أيام قليلة من إعلان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، جيمس كومي، عن بدء وكالته في التحقق من تواصل أعضاء حملة الرئيس دونالد ترامب، مع روسيا بشأن قرصنة عملية الانتخابات واختراق البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي، توصلوا إلى معلومات تكشف عن أن مساعدي ترامب نسقوا مع شخصيات روسية عملية من شأنها المساعدة على تدمير الحملة الرئاسية لمنافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وبحسب صحيفة «الاندبندنت» فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي توصل إلى أن شخصيات روسية كانت على اتصال مع أعضاء من حملة ترامب، لتنسيق موعد تسريب المعلومات التي من شأنها أن تؤثر على فرص فوز كلينتون في الانتخابات الرئاسية الماضية.
كان كومي، قد أعلن أمام لجنة الاستخبارات في الكونجرس، الإثنين الماضي، متابعة التحقيق في احتمالية التواطؤ بين روسيا والحملة الرئاسية لترامب، خلال انتخابات العام الماضي.
تحقيقات الـFBI
إعلان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، لأول مرة، وبشكل واضح أمام الكونجرس، أن التدخل الروسي في الانتخابات كان لصالح ترامب، يعد بمثابة «خطوة متقدمة للغاية» في الطريق لحسم هذا الملف الذي يتناول بكثرة في الولايات المتحدة، وذلك لما له من تابعات قد تودي بمصير الوافد الجديد على البيت الأبيض.
ويؤكد هنري فوكنر، مدير القسم السياسي بصحيفة «نيويورك تايمز» لـ الوطن، أنه في حال تبين للمحققين أن مساعدين آخرين لترامب غير مستشار الأمن القومي السابق الذي اضطر للاستقالة، مايكل فلين، ووزير العدل الحالي الذي اضطر لإعفاء نفسه من الإشراف على التحقيقات الجارية، جيف سيشنز، قد التقوا أو تبادلوا أي معلومات مع الحكومة الروسية أو عملائها، قد يقود إلى أزمة دستورية، لأن ذلك سيفتح الباب رقابيا أمام الكونغرس لاستدعاء الرئيس نفسه للتحقيق معه، خاصة انه ووفقا لأحدث استطلاعات الرأي في أميركا، فإن شعبية ترامب انخفضت بشكل ملحوظ خلال الشهرين الماضيين، لتصل إلى حدود 35 في المائة فقط، مما يعني أن نتائج هذه التحقيقات قد تجره أمام الكونغرس للمحاكمة الدستورية، لاسيما إذا استعاد الديمقراطيون الأكثرية خلال الانتخابات المقبلة.
مستقبل ترامب
ويضيف هينري، وبالرغم من إعلان جيمس كومي، صراحة أن التدخل الروسي كان لصالح لترامب إلا أنه لم يحدد موعدا للانتهاء من هذه التحقيقات، ما يعني أن مستقبل الرئيس الأميركي الحالي بات معلقا حتى ينتهي مكتب التحقيقات الفيدرالي من هذه القضية، وهذا النوع من التحقيقات لا يحمل أخبارا جيدة لأي إدارة، خاصة أن التحقيق استهلك الكثير من وقت الرئيس الأميركي وستبقى الأبواب مفتوحة على مشاكل محتملة أكبر، كما أن هذه التحقيقات، ستعلق جدول أعمال ترامب السياسية، فبحسب مجلة «بوليتيكو» الأميركية، فإن «جدول دونالد ترامب يتضمن مهام كثيرة على رأسها أعماله مع وزارة العدل في مجالات الهجرة، والحقوق المدنية، وأمن الحدود، وربما تؤدي التحقيقات إلى تعثر تلك الأعمال.
تدخل ترامب
ويشير ويليام اورستر، المحلل السياسي بمجلة «بوليتيكو» السياسية الأميركية، إلى أن ترامب اتبع أسلوبه المعتادة للتأثير على تصريحات كومي، سواء قبل أو أثناء جلسة الاستماع، إذ إنه كتب عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، قبل بدء الجلسة «الحديث عن التعاون بين حملته وروسيا مجرد أخبار مزيفة»، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد إلى أثناء سير الجلسة، حيث حاول التأثير على ما يدور داخلها عن طريق تغريدة أخرى زعم فيها أن «مكتب التحقيقات الفيدرالي أبلغ الكونغرس أن روسيا لم تؤثر على العملية على الانتخابية»، وهو ما نفاه جيمس كومي، حينما وجه إليه أحد الأعضاء الديمقراطيين سؤالا ضمنه هذه التغريدة، وما فعله ترامب، جعل الكثيرين يطرحون التساؤل حول مدى إمكانية تدخله في سير التحقيقات التي يجريها (FBI)، لاسيما وأن هناك سوابق عدة على محاولة تدخل بعض الرؤساء الأميركيين السابقين في تحقيقات تعلقت بمستقبلهم السياسي، كـ«ريتشارد نيكسون»، الذي حاول التدخل في تحقيقات تجسسه على مكاتب الحزب الديمقراطي أثناء الانتخابات الأميركية، التي عرفت بـ «فضيحة ووتر غيت»، فيما حاول الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، إخفاء علاقته الجنسية مع المتدربة في البيت الأبيض، آنذاك، مونيكا لوينسكي.
ويضيف ويليام، وبالرغم من أن هناك بروتوكولات صارمة وضعت عقب فضيحة «وتر جيت»، لرصد الاتصالات بين البيت الأبيض ووزارة العدل حول التحقيقات المعلقة أو الجارية، إلا أن رئيس موظفي البيت الأبيض، رينس بريبوس، انتهكها من خلال التحدث مع «كومي»، ومساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، أندرو مكابي، عن التحقيق بشأن روسيا، وفقا لصحيفة «واشنطن بوست»، فإن ترامب سيشعر بالضيق والغضب بسبب مهاجمة «كومي» العلنية، وسيحاول عن طريق مراقبين- يدينون له بالولاء زرعهم في كل مكان- التدخل لوقف التحقيق، وهو ما سيؤثر بالطبع على أدائه في إدارة الشؤون الأخرى في الدولة بشكل عام.
copy short url   نسخ
31/03/2017
780