+ A
A -
بعد أسبوع من تكليف الملك محمد السادس للدكتور سعد الدين العثماني بتشكيل الحكومة المغربية يوم الجمعة 17 مارس الماضي، بدت في الأفق انفراجة غير متوقعة لتشكيل الحكومة الجديدة بعد تعثرها لأكثر من خمسة شهور ماضية، منذ تكليف عبدالإله بنكيران أمين عام حزب العدالة والتنمية يوم الثامن من اكتوبر الماضي، ليقوم عاهل المغرب بعدها بعزله وتكليف العثماني، الذي تمكن في وقت وجيز من الالتقاء بأمناء وزعماء الأحزاب السياسية المغربية، والحصول على موافقة مبدئية بالتحالف لتشكيل الحكومة الجديدة باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة «أكبر أحزاب المعارضة من حيث التمثيل البرلماني»، وكونفدرالية اليسار «المعارضة».
مفاوضات إيجابية
وأعلن حزب العدالة والتنمية «حزب الحكومة»، الأربعاء، أن رئيس الحكومة المكلف الدكتور سعد الدين العثماني قد التقى، مساء الثلاثاء، كلا من محند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وإدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ونبيل بنعبدالله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وحميد شباط أمين عام حزب الاستقلال، وعزيز اخنوش أمين عام حزب التجمع الوطني للأحرار، ومحمد ساجد أمين عام حزب الاتحاد الدستوري، وإلياس العماري أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، وأعرب أمناء وزعماء الأحزاب عن موافقتهم على التعاون مع العثماني بشكل جدي أكثر من أي وقت مضى من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، باستثناء إلياس العماري امين عام حزب الأصالة والمعاصرة «المعارض» الذي أكد موقف حزبه السابق بعدم المشاركة في الائتلاف الحكومي، ونبيلة منيب عضو فيدرالية اليسار الموحد التي أعلنت في وقت سابق عدم مشاركة اليسار في أي تحالف حكومي بقيادة حزب الأصالة والمعاصرة «الإسلامي».
كما أعلن عزيز اخنوش أمين عام حزب التجمع الوطني للأحرار، الأربعاء، عن استعداد حزبه والتحالف الحزبي الذي يقوده الذي أطلق عليه اسم «G4» والذي يضم أحزاب «التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية»، الانضمام إلى حكومة العدالة والتنمية بقيادة العثماني بعد أن وصلت المفاوضات مع بنكران خلال الشهور الخمسة الماضية إلى طريق مسدود، وفرض اخنوش شروط اعتبرها بنكيران مجحفة وتمس كرامته كرئيس للحكومة وأمين لأكبر الأحزاب السياسية شعبية وتمثيلا في البرلمان، والتي كان أهمها شرط استبعاد احزاب الاستقلال والتقدم والاشتراكية من التحالف الحكومي شرط انضمام تحالف G4 للعدالة والتنمية وتشكيل حكومة اغلبية، ويبدو من تصريحات اخنوش انه تنازل عن جزء كبير من شروطه، مع تكليف عاهل المغرب للعثماني لتشكيل الحكومة خلفا لبنكيران وهي خطوة ايجابية تشير نحو قرب تشكيل الحكومة الجديدة.
مقاربة في التشاور
على صعيد منفصل، صرح محمد يتيم عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر الحزب بالرباط، الاربعاء، أن الانطباع العام حول الجولة الأولى من المشاورات ايجابي للغاية، حيث شملت الجولة الأولى من المشاورات كل الأحزاب الممثلة في البرلمان وكل الأحزاب المعنية ثمنت هذه المقاربة في التشاور، وعبرت عن استعدادها للمشاركة في الحكومة دون شروط، ومن ثم فإن المشاورات خلال الايام المقبلة ستكون حول مناقشة البرنامج الحكومي وتوزيع الحقائب الوزارية.
وأكد محمد يتيم، أن المجلس الوطني للحزب قد شدد مؤخرا في بيان صحفي، على ضرورة احترام المنطق الدستوري، والتكليف الملكي والاختيار الديمقراطي، واعتبار نتائج الانتخابات التي بوأت الحزب الصدارة بـ125 مقعد برلماني، كل ذلك في نطاق من الإحساس العالي بالمسؤولية والمرونة اللازمة، والتنازل من أجل المصلحة الوطنية العليا، من أجل تشكيل حكومة قوية ومنسجمة تكون في مستوى تطلعات الملك وسعيه لاحترام إرادة الناخبين، مشيرا إلى أن المغرب يمر بمرحلة سياسية دقيقة ومعقدة، تتطلب النضج السياسي والحكمة لمواصلة استكمال البناء الديمقراطي ومشاريع الإصلاح، حيث إن التحديات الداخلية والخارجية تتطلب الاستمرار في التفاعل مع التراكمات من اجل تقوية المسار الديمقراطي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وحقوقيا والحفاظ على استقرار البلاد.
copy short url   نسخ
31/03/2017
582