+ A
A -
كتب- محمد مطر
انطلق بالحي الثقافي (كتارا) أمس مهرجان الوتر الخامس «ملتقى آلة العود» وحضر حفل الافتتاح الذي نظم بدار الأوبرا سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة وسعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) وعدد من أصحاب السعادة سفراء الدول العربية والأجنبية إضافة إلى نخبة كبيرة من أهل الفن والثقافة منهم الفنانان أحمد فتحي وعبادي جوهر وجمهور غفير من عشاق الموسيقى.
وأكد الدكتور خالد السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) خلال كلمته الافتتاحية أن المهرجان يضاف إلى سلسلة الأفكار والمشاريع الثقافية التي تتبناها (كتارا)، في سعيها الحثيث نحو إيجاد جسور التواصل بين الثقافات والحضارات، والموسيقى على وجه التحديد لها الأسبقية والأولوية في مد هذه الجسور، منوهاً إلى أن آلة العود، كانت وما تزال القطعة الخشبية الوترية المحببة لدى شريحة كبيرة من الشعوب والمجتمعات، الذين وإن اختلفت لغاتهم فإن هذه اللغة الحضارية والإنسانية تجمعه.
وأوضح المدير العام، أنه ومثلما انتقلت الكتب والمخطوطات العربية التي تحمل النظريات في كافة العلوم والطب والفلك والهندسة انتقل العود عبر بلاد الأندلس في القرن الرابع عشر.. مشيرا إلى أن كلمة (العود) العربية تستعمل في اللغات الأوروبية حيث إن كلمة العود انتقلت إلى أوروبا في العصور الوسطى وذلك بعد أن سقط حرف الألف وصعوبة تلفظ غير العربي لحرف العين فأصبحت الكلمة (لود) و(لوت)، واللوت آلة اشتهرت كثيرا وكتب لها مؤلفون عظام في القرنين السادس والسابع عشر مثل فيفالدي وباخ.
وبين الدكتور السليطي أن اهتمام كتارا بهذا المهرجان جاء لإعادة الاعتبار والاهتمام بهذا الشكل الثقافي المميز من تراثنا الموسيقي الأصيل، والانطلاق بهذه الآلة إلى آفاق جديدة ومتطورة، بالإضافة إلى تشجيع الأجيال الجديدة للعودة إلى العود كآلة للتلحين والغناء والموسيقى..
مشيرًا إلى أن المهرجان يستضيف، في أيامه ولياليه، أمهر العازفين والصنّاع والمهتمين والعاشقين لهذه الآلة العريقة، حيث يوفر لهم هذا الملتقى الفني الدولي، فرصة استثنائية ليقدموا ابداعاتهم الفنية ومهاراتهم التقنية، مما يؤدي إلى تطور هذا الفن الرائد ويضفي الكثير من الإمكانيات على مسار العود وأنغامه وتقاسيمه ومقاماته، وليكون هذا المهرجان بمثابة نواة ومنصة مناسبة لإطلاق مبادرة تسهم بشكل دائم للاهتمام بهذه الآلة الشرقية، وسوف تكون (كتارا) بكل ما تمتلكه من خبرات وامكانيات، الحاضنة لدعم ورعاية المواهب عربياً وعالمياً.
وعقب انتهاء الحفل تمّ تكريم المايسترو ماريو دوبرينغ قائد أوركسترا قطر الفلهارمونية والدكتور محمد الماجري المؤلف والموزع الموسيقي المعروف إضافة إلى تكريم أوركسترا قطر الفلهارمونية.
وكان مدير المهرجان الاستاذ محمد المرزوقي قد أكد أنه قد تمّ اختيار مسمى الوتر الخامس الذي اضافه المبدع العربي الكبير زرياب للعود نظرا لاسهاماته الكبيرة في مجال الموسيقى الشرقية وللاثر الكبير الذي تركه زرياب في الحضارة الغربية.
وأضاف: هذا المهرجان هو نسخة أولى نتلمس فيه بعضا من الاشعاع الثقافي والموسيقي لآلة العود وهو نواة للوصول إلى آفاق ارحب في الاهتمام بهذا النوع من الفنون والتأسيس لمظلة وحاضنة لعشاق العود، وأشار إلى ان المهرجان يحتضن المحترفين والهواة والصناع والمبدعين حتى يستفيدوا من خبرات بعضهم البعض.
وقد قدمت الأمسية الأولى من المهرجان عزفا منفردًا لكل من بشير الغربي من تونس ويوسف عباس من العراق وسرحان ايتن من تركيا، ومهند نصر من سوريا وندى محمود من تونس. كما قدم عزفا ثنائيا، وتألق الثلاثي بشير الغربي وندى محمود ومهند نصر في عزفهم المشترك، وقدم الماجري عزفا سداسيا مع بشير الغربي ويوسف عباس وسرحان ايتن، ومهند نصر، أعجب به الحضور وصفقوا له طويلاً. كما شاركت أوركسترا قطر الفلهارمونية مع المايسترو ميرو دوبرنج في مقطوعة موسيقية مميزة.
وقال الدكتور محمد الماجري المؤلف والموزع الموسيقي التونسي المعروف: «سعيد بمشاركتي في مهرجان العود وبالجلسات الفنية مع بقية المشاركين والشباب، التي نتعرف من خلالها على بعضنا أكثر فكل واحد منا ينتمي إلى مدرسة فنية وثقافية مختلفة وهذا الشيء يثري معارفنا حول بعضنا». وعن مشاركته في المهرجان قال «تم تكليفي منذ فترة بتجهيز عمل فني وهو متتابعات أندلسية للعود والاوركسترا، أقدمها بمشاركة مجموعة من الشباب الموهوب والمتميز، في مهرجان العود»، وأضاف قوله: مثل هذه الفعاليات تدفع المبدعين لمزيد العمل والابداع لتقديم أفضل ما لديهم بحس راق، كما يعتبر المهرجان فرصة لمختلف الشرائح، للتعريف بمدى اسهامات الموسيقى في ترقية الذوق وتهذيب النفس وخلق مجتمع متوازن وخاصة انها اتجهت إلى المبدعين في الوطن العربي. وأثنى الماجري على جهود القائمين على المهرجان الذي يعتبر تكريما لهذه الآلة الموسيقية العميقة.
فعاليات المهرجان
بالإضافة إلى الأمسيات الموسيقية في دار الأوبرا، يضم المهرجان مجموعة من الفعاليات هي مسرح زرياب، ومعرض آلة العود في مبنى 19 المعرض 1، وجلسة عود خليجية في المبنى 19 المعرض 2 والتي تستضيف مجموعة من الفنانين الخليجيين.. نذكر منهم الفنان خالد الشيخ من البحرين والدكتور إبراهيم طامي من الكويت، وسالم المقرشي من سلطنة عمان، وإيهاب محمد من السعودية، فيصل الساري من الإمارات، محمد السليطي من قطر، دريع الهاجري من الكويت.
وسجّل المهرجان وجود خمسة أركان على شارع المسرح المكشوف يقدم فيها صناع العود آلاتهم ويتفاعلون مباشرة مع الجمهور والمهتمين بتقديم المعلومات.
وعلى مسرح زرياب عزفت فرقة السلام من دار السلام التنزانية مجموعة من القصائد التي غنتها أم كلثوم منها، نهج البردى، سلوا قلبي، ولد الهدى فالكائنات ضياء. واستمتع الحضور بأداء الفرقة وقال عنها السيد باحسن عبد الله النوفلي: «إن الشيخ الفنان اسماعيل محمد سالم، هو من بدأ بتعليمنا العزف وغناء القصائد، وكون الفرقة منذ 20 عاما، وأغلب أعضائها انضموا إليها منذ الصغر».
copy short url   نسخ
19/03/2017
2857