+ A
A -
برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بدأت أعمال الدورة الخامسة من «المنتدى العالمي للتعليم والمهارات»، المبادرة المتميزة من «مؤسسة فاركي» التي تقام في فندق «أتلانتيس النخلة» بدبي على مدار يومين. وتصدرت أعمال المنتدى، عند افتتاحه، مواضيع المواطَنة العالمية، والدمج، والإمكانيات التي توفرها أنظمة البيانات الكبيرة لتحويل التعليم حول العالم.
وحضر افتتاح المنتدى أكثر من 2000 مندوب يمثلون 140 دولة، وشهدت انطلاقته أجواء محفوفة بالمشاعر الإنسانية عند لقاء الفتاتين «سا» و«راشيل» اللتين مرّتا بتجارب مريعة على أيدي ميليشيات «بوكو حرام»، وشاركت الفتيات الحاضرين في مأساتهما الإنسانية، ولفتتا انتباه العالم إلى 195 فتاة ما تزلن مفقودات في نيجيريا.
ومع إطلاق نداء «أعيدوا فتياتنا» #BRINGBACKOURGIRLS، شهدت مراسم الحفل اعتلاء 195 طالبة من دبي للمنصة، في تعبير عن التعاطف القوي في «المنتدى العالمي للتعليم والمهارات» مع الضحايا، ولفت نظر العالم إلى الضرورة الملحة للشمولية في المناهج التعليمية في العالم.
ومن المنتدى، انطلقت أيضاً دعوة لاعتماد «نشيد عالمي» للتعليم مع تأكيد الحكيم الهندي سادجورو على ضرورة تحقيق الشمولية في التعليم، ودمج 50% من المؤسسات التعليمية على مستوى العالم.
وتحدّى سادجورو في كلمته التي ألقاها خلال المنتدى، المفاهيم التقليدية للفكر والشمولية بقوله: «الشمولية ليست فكرة، وليست حلاً أيضاً. كما أنها ليست حملة جماعية، فمن الضروري أن تبدأ وتنمو بشكل فردي. وإن كلمات مثل المجتمع والأمة هي مجرّد كلمات. فهناك الأفراد فقط من بني البشر، والشمولية يجب أن تبدأ من خلال تجربتنا الشخصية. وفي حال لم نجعل من تلك الشمولية العالمية أساساً من أسس التعليم، فإننا مستمرون في تقسيم العالم وتفرّقه».
وفي الكلمة التي ألقاها سعادة طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء، أشار إلى الدور الذي تسهم به المواطَنة العالمية في تشجيع الناس على القيام بنظرة عميقة نقدية إلى كل ما هو منصف في عالمنا، ونحو كلّ ما قد يخفّف من الضرر والأذى الحاصل. وقد قامت مؤسسات المواطنة العالمية منذ وقت مبكر على مبدأ تأمين التعليم للأطفال، بصورة تزيد بكثير عما هو متوفر لهم، وتشجيعهم على اكتشاف القيم الخاصة بهم، واحترام ما لدى الآخرين من قيم ومفاهيم.
وقال القرق: «لقد غيرت الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة من قواعد اللعبة. وأصبحت الإنترنت نافذة على ملايين الاحتمالات، حيث تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على تبسيط المحادثات الثنائية والتفاعل الفوري المباشر بين الناس، ويجب علينا أن نسعى لتنشئة مواطنين عالميين يتميزون بالمرونة والإبداع والمبادرة في حل المشكلات، واتخاذ القرارات، وتوصيل الأفكار بفاعلية وكفاءة، والعمل من أجل السلام. ومن هذه الاعتبارات جميعاً نضع الأسس الضرورية لنجاحنا في القرن الحادي والعشرين».
وخلال كلمته، ناقش الدكتور أندرياس شلايشر، مدير التعليم والمهارات والمستشار الخاص للأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للسياسة التربوية في باريس، التحول الذي أحدثته تقنيات البيانات الكبيرة في قطاع التعليم، وآثارها على القطاع الذي يشهد العديد من التحديات والفرص. وقال الدكتور شلايشر: «إن دمج عناصر البشر والتكنولوجيا بشكل مبتكر مع مجال التعليم من شأنه تلبية متطلبات هذا القطاع الحيوي وفتح آفاق جديدة تنعكس إيجاباً على الأجيال القادمة ».
وأشار الدكتور أندرياس في معرض حديثه إلى أن تعزيز الأساس الاجتماعي بين أفراد المجتمع يتطلب بذل جهود جبارة، وذلك بغية إيجاد أرض مشتركة بين الناس، وبالتالي توسعة دائرة الثقة فيما بينهم، الأمر الذي يجسد جوهر مفهوم المواطنة العالمية. وقال الدكتور شلايشر: «إن المجتمعات التي تعمل على تعزيز الروابط الاجتماعية فيما بينها هي الأكثر إبداعاً. ومن هذا المنطلق، فعلينا أن نعمل على تعزيز ثقة أفراد الجيل المقبل فيما بينهم، مما سيسهم بتعزيز الكفاءة عالمياً، والتي أضحت عنصراً أساسياً في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم ».
وبدوره، توجه صني فاركي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة «جيمس للتعليم» و»مؤسسة فاركي»، بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدعمه المستمر لأعمال المنتدى العالمي للتعليم والمهارات، وهو الأمر الذي أثمر بجعل هذا الحدث منصة عالمية تعدّ الأبرز من نوعها ضمن قطاع التعليم حيث بات يعرف اليوم على نطاق واسع باسم «دافوس للتعليم».
وبدوره، قال فيكاس بوتا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة فاركي: «تركز النسخة الخامسة من المنتدى العالمي للتعليم والمهارات على وضع أسس المواطنة العالمية، وهو ما يجعل منه منصة مختلفة عن سواها. ويسعدنا أن نستضيف خلال نسخة هذا العام من المنتدى أكثر من 40 وزيراً للتعليم و112 متحدثاً من مختلف أنحاء العالم ليشاركونا خبراتهم خلال 98 جلسة حوارية ».
ويتضمن المنتدى جلسات نقاش تشارك فيها نخبة من المتحدثين العالميين، ومن بينهم: جوليا جيلارد، رئيسة الوزراء السابعة والعشرين لأستراليا؛ وتوماس فريدمان، الكاتب الصحفي في جريدة «نيويورك تايمز» والحائز على جائزة «بوليتزر»؛ وإيرينا بوكوفا، مدير عام «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة» (اليونسكو)؛ وجيم رايان، العميد الحادي عشر في «كلية هارفارد للدراسات العليا في التعليم».
copy short url   نسخ
19/03/2017
2117