+ A
A -
تحقيق - سامي صادق وعادل النجار ومحمد الجزار
خطوة غير مسبوقة اتخذتها قطر من اجل تطوير الهجن والوصول بها إلى مراحل تنافسية غير مسبوقة، ففي منطقة العوينة انشئ مستشفى الجمال «ذرب» من اجل خدمة هجن الشيحانية وفق استراتيجية تهدف إلى الوصول بهذه الرياضة الأصيلة إلى آفاق غير مسبوقة في المستقبل من خلال الاعتماد على احدث الأساليب العلمية، فالصرح الطبي العملاق لا يهدف فقط إلى علاج الحالات المصابة من الهجن بل يطمح إلى ماهو أبعد من ذلك بكثير، فمسمى مستشفى ذرب لا يكفي لوصف ما وجدناه بداخله خلال الزيارة الميدانية التي قام بها الوطن الرياضي كأول جريدة قطرية تقوم بهذا التحقيق من اجل التعرف عن قرب على ذلك الصرح العملاق الذي يعتبر الاكبر في الشرق الاوسط.
لقد عكس مستشفى «ذرب» الخاص بالهجن بما يحتويه من امكانيات هائلة مدى الاهتمام من قبل قيادتنا الرشيدة بالرياضة العربية الأصيلة رياضة الهجن التي تخطف الأضواء في مثل هذا التوقيت من كل عام نظرا لإقامة المهرجان السنوي لسباق الهجن العربية الأصيلة على سيف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بمضمار الشيحانية، فعلى الرغم من التطور الحضاري والعمراني الذي ثشهده دولة قطر، إلا أن أبناء قطر والمنطقة الخليجية عموماً ظلوا ولا يزالون مرتبطين بالإبل وبرياضة سباق الهجن لأهمية الإبل في حياتهم والتي تمثل بالنسبة لهم تراثا أصيلاً ورابطاً بالماضي العريق الذي كانت فيه الإبل أهم وسيلة للنقل والتنقل ولقدرتها الفائقة على التكيف مع البيئة القطرية، وقد نظم أول سباق للهجن في قطر عام 1973م بمنطقة الفرع التي تقع غرب منطقة الشحانية بحوالي 9 كيلو مترات واشتركت فيه 300 من الهجن وفي عام 1977 تم افتتاح ميدان لبرقة الذي يعد اطول ميدان أقيم في دولة قطر بمسافه 16 كيلو متراً، حيث تم تنظيم السباقات رسمياً عليه وقد كان عدد الهجن المشاركة في الشوط الواحد ما بين 400 إلى 500 من الهجن، ولم يكن هناك تصوير تليفزيوني أو فوتوغرافي، واستمرت السباقات تقام عليه حتى أواخر عام 1989م وبناء على توجيهات صاحب السمو الأمير الوالد تمت إقامة المضمار الحالي بالشيحانية وبدأت السباقات عليه عام 1990م للمسافات 6.8.10 كيلومترات وهو يشمل منصة رئيسية ومستشفى بيطريا وعزبا لإيواء الهجن بطريقة حديثة ومسجدا كبيرا وخدمات متعددة للمشاركين الامر الذي يعكس التطور المستمر. وتلقى رياضة سباق الهجن دعما لامحدود من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وذلك بتشريف سموه السباقات الكبرى، وتوفير كافة الإمكانيات اللازمة لتأخذ هذه الرياضة مكانتها اللائقة، وتقديم الجوائز النقدية والعينية القيمة التي تعد الأفضل في منطقة الخليج وكذلك انشاء مستشفى «ذرب» لعلاج الجمال الذي اضحى صرحا فريدا من نوعة يحتوي احدث الاجهزة والامكانيات التي ستحدث طفرة مستقبلية في هذه الرياضة الاصيلة. وخلال هذا التحقيق نسلط الضوء عن قرب على مستشفى «ذرب» للتأكيد على حجم العمل المبذول والتطور العلمي والتكنولوجي الذي يحافظ على مكانة قطر الفريدة التي تتقدم بسرعات هائلة في جميع المجالات وأبرزها المجال الرياضي.
copy short url   نسخ
15/03/2017
5362