+ A
A -
حوار– خالد إسحاق
يظل المخرج الكبير داوود عبدالسيد أحد رهانات السينما العربية الكبرى في مواصلة تقديم سينما مختلفة تحمل رؤى فنية عميقة بعيدة عن كل ماهو سائد.
داوود الذي يؤمن بأن السينما التجارية لن تعيش، ولم تعرف طريقها يوماً إليه، مازال مصراً على صنع السينما التي يريدها التي تعبر عن ذاته وأسلوبه الخاص، وهو يقوم خلال هذه الأيام بالتحضير لتجربة سينمائية جديدة والتي يصفها بأنها «مغامرة محسوبة» ويقول: إنني لا أقدم سوى الموضوعات التي أشعر بها وأتفاعل معها، دون النظر لأي ظروف أخرى.
والحمد لله فقد استطعت أن أقدم جزءاً يسيراً من أحلامي، وأتمنى بأن أوفق في تقديم الكثير من هذه الطموحات.
اختيارك لمحمد رمضان لبطولة فيلمك الجديد «حب» يشكل مفاجأة غير متوقعة، لماذا هذا الاختيار؟
- دائماً ما أختار الأنسب والأفضل من الممثلين لبطولة فيلمي، واخترت محمد رمضان للبطولة جاء وفقاً لهذا المنهج، لأنه يتناسب تماماً مع الشخصية التي يقدمها، فهو يحمل المواصفات الشكلية والعمرية لبطل فيلمي الجديد وأرى أنه سيظهر بشكل مختلف، لأن بداخله إرادة لاحترام عمله وفنه.
والواقع أنني أتابع خطوات رمضان منذ فترة، وحينما شاهدته في فيلم «احكي يا شهرزاد» لوحيد حامد ويسري نصرالله قلت لمن حولي إنه ممثل رائع وموهوب رغم أن دوره كان صغيراً، ولم أتوقع حينها أن يكون يوماً نجماً شعبيا. وهو يسعى لتقديم نوعية مختلفة وما زلت في مرحلة استكمال باقي الاختيارات.
اسم الفيلم قد يوحي بأنه يتناول قصة رومانسية؟
- اسم العمل عميق، ويحمل رؤية لا أستطيع كشفها الآن وسوف أترك الجمهور يعيش في حالة ترقب، وأراهن أن الجمهور سيستوعب المعنى، وربما يستنبط البعض من الاسم فقط أنه يحكي قصة رومانسية، ولكن الأمر مختلف أيضا، فالرومانسية التي أتعرض لها في الفيلم ليست بالصورة النمطية التي قد تطرأ على ذهن كثيرين، فنحن أمام فيلم واقعي أتناول الحب فيه بشكل واقعي، يصعب حكيه، ولابد من مشاهدته.
هل تراهن على بطلك من النواحي التجارية؟
- قدمت 9 أفلام خلال 40 سنة لم تحقق جميعها نجاحاً تجارياً وهذا واضح، وفضلت أن أتوجه في أعمالي لجمهور معين وآخذه إلى عالمي، والحقيقة انه لا يوجد عمل فني يجذب كل الجمهور وإنما هناك أعمال تجذب كمية أكبر من الجمهور، وذلك يتوقف على حالة المجتمع وقت عرض هذا العمل.
أنت صبور جداً في أعمالك.. وبطيء في اختياراتك.
- قضيت 10 سنوات بعد التخرج لا أستطيع تقديم سيناريو جيد يمكن تنفيذه، لأن ظروف الصناعة لم تكن تتواءم مع ما أحلم به وكان لدي العديد من التحفظات عليها، حيث كان يجب أن يمر العمل من خلال المراحل المعروفة، وكان التحدي الأكبر في تقديم أعمال جماهيرية ولكن ليست تجارية. فهدفي تقديم أعمال سينمائية تمتع الجمهور وتحمل معنى في النهاية.
كيف ترى ضرورة وجود رقابة؟
- إنني لا أرى أهمية لوجود الرقابة، فهي لها دائما مبرراتها ووسائلها، وأختلف مع الذين يؤكدون ضرورة وجود رقابة.
ألم تفكر في تقديم فيلم عن الثورة المصرية باعتبارك أحد المخرجين المشغولين بالهم السياسي والاجتماعي؟
- لا تستطيع أن تصور عاصفة أنت داخلها وتحاول أن تنجو منها، ولتقديم فيلم لابد أن تكون خارج العاصفة لتتأمل وترى، فكلما أفكر في تقديم فيلم أجد أنه لا يمكن، وسيأتي جيل جديد قادر على تقديم تلك الفكرة.
وأنا لا أستطيع تقديم قراءة للوضع والتحول السياسي في كل فيلم إلا إذا دخلنا مرحلة جديدة.
وكيف ترى الافلام التي تناولت الثورة؟
- شاهدت فيلمي «بعد الموقعة» ليسري نصرالله و«نوارة» لهالة خليل وقد أعجبني في نوارة بعض التفاصيل وليس ما يتعلق بالثورة.
اعترفت بأنك أخطأت في حق الجمهور في فيلم «البحث عن سيد مرزوق»، بتضمين مشاهد غير واضحة بشكل كامل وتركها للمشاهد يفسرها بنفسه؟
- أولا هذا تعالٍ غير مقصود، والفيلم لم يحقق بالفعل نجاحاً تجارياً وقت عرضه، حيث قدمته من منطلق نفس القواعد التي وضعتها لنفسي، لكن الفيلم لاقى إعجابًا من صفوة المتذوقين للسينما والنقاد، وأنا أراه فيلماً سهلاً والخطأ الوحيد الذي وقعت فيه هو أنني أوصلت شعوراً للجمهور بأن الفيلم عميق وهو عكس الحقيقة، فالفيلم بسيط جدا
وإن كان الأمر اختلف شيئاً ما في تجربة فيلم «رسائل البحر» الذي احتاج لـ8 سنوات من العمل حتى يرى النور، كما أنني قدمت كل ما يمكن أن أقدمه في فيلم مثل «مواطن ومخبر وحرامي» فكل فيلم أقدمه يعبر عن تجربة خاصة بي ويحمل قيمة تشغل عقلي.
copy short url   نسخ
14/03/2017
1826