+ A
A -

كتب- محمد حربي
الأيام الوطنية للأمم والدول، لا يمكن اختزالها في مجرد عبارات أو مقالات، أو شعارات، ومظاهر احتفالات، بل هي فرصة للتوقف أمام التاريخ، واستلهام الدروس، والبحث فيما ينبغي فعله وعمله من أجل نهضة وبناء الوطن، وتعمق ماهيته، وقيمته، وتعزيز مبادئ وقيم الولاء والانتماء له، والدفاع عنه من أعداء الداخل والخارج، ووضع مصلحته فوق كل اعتبار، والإخلاص والأمانة في العمل، والحفاظ على ممتلكاته ومقدراته..
وعيدا الكويت، الاستقلال، والتحرر الوطني في كل عام، بما لهما من طابع خاص، يفجر طاقات العزة داخل الكويتيين، بما خلده من مواقف بطولية وشجاعات نادرة للمناضلين والشهداء، الذين تصدوا للاعتداء الغاشم، وسطروا ملحمة نضالية، وعلموا العالم كيف تكون التضحية، ووفاء الشعب، والتفافه حول قيادته، وكشفت القوة الكامنة لدول مجلس التعاون الخليجي في أول اختبار حقيقي منذ تأسيس «التعاون»، وسوف يظل التاريخ يسجل بأحرف من نور ملحمة الخفجي القتالية، وما فعله أبناء قطر البواسل على طريق تحرير الكويت.. إنها قصة طويلة وحكاية تتناقلها الأجيال، جيلا بعد جيل.. الوطن فتحت صفحاتها للكويتيين ليتحدثوا بلسانهم، ويرسموا صورة لمشاعرهم بأحاسيسهم الوطنية. سعادة السفير حفيظ العجمي، سفير دولة الكويت لدى الدوحة، أكد أنهم «يستحضرون في يوم الاستقلال الوطني والتحرر لدولة الكويت، كل الدروس التي نتزود منها بزاد العزيمة، واستكمال مسيرة النهضة والبناء والتنمية، من أجل الانطلاق نحو المستقبل، عبر استذكار كفاح ونضال الأجيال السابقة، الذين كانوا يسعون من أجل الحياة، حتى أنعم الله على الكويتيين بالنعم الكثيرة، فكان حقا عليهم أن يحسنوا استثمارها خير الاستثمار، ويشكرون الواهب على كل هذه النعم، والعمل على حفظها وصيانتها».
وقال سعادة السفير، إن الكويتيين قد مروا بظروف قاسية، مريرة، من محن وطعنات غدر بيد بعض الأشقاء، الذين لم يحفظوا للجميل ودا، موضحا أن أهم ما يخرجون به مع كل ذكرى لهذه المناسبة الوطنية، هي الدروس التي ينبغي التوقف أمامها، والاستفادة منها، وتحويلها إلى طاقة إيجابية للحفاظ على البناء الإقليمي خليجيا، ليظل كما هو متآزر، والتكاتف بين كافة دول المجلس، وكافة الأشقاء العرب، باعتبارهم الحاضنة الطبيعية للخليجيين، فضلا عن الدور الداعم والمساند من الأصدقاء، سواء كانوا من الأوروبيين أو الأميركيين. وأضاف سعادة السفير، أن رسالته إلى النشء الكويتي في ذكرى المناسبات الوطنية، هي العمل على بذل الجهد والمثابرة على تحصيل العلم، والسير على ذات الدرب، والنهج الذي سار عليه الآباء، والأجداد من قبل، للحفاظ على وحدة البيت الكويتي، واستقراره، وتنميته، وألا يكون الهدف تحقيق مصالح ذاتية آنية، على حساب الجماعة، واستمرار جسور الأخوة مع الأشقاء العرب.


سعد العلي: الخليجيون أحسنوا ضيافتنا
أكد نائب المدير العام لقطاع التحرير ورئيس التحرير في وكالة الأنباء الكويتية (كونا) سعد العلي، أن الاحتفال بيوم الاستقلال والتحرر الكويتي، هي مناشبة وطنية عظيمة لكل الكويتيين، وما يسعده، وأكثر من يحتفلون هم الأجيال التي لم يعاصروا مأساة الغزو الغاشم، إلا أنهم قرؤوا واستمعوا من الآباء والأمهات عن تلك الأيام، وما كانت عليه الصورة آنذاك، حينما اعتدى الشقيق على شقيقه، وطعن الجار جاره.
وقال سعد العلي: إن من الجيل الذي عايش أيام العدوان حتى التحرر، وأنهم لن ينسوا مواقف الأبطال، من الأشقاء، وعلى وجه التحديد دولة قطر برجالاتها البواسل، وملحمة الخفجي البطولية، وما قام به القطريون من مواقف سجلها لهم التاريخ بأحرف من نور، حتى تحرير تلك المنطقة في طور تحرير الكويت.


نستذكر مواقف الأشقاء
أكد فارس العنزي مدير إدارة دول مجلس التعاون الخليجي بقطاع الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام، أنه في ظل الأجواء التي تعيشها دولة الكويت بمناسبة يوم الاستقلال، والتحرر الوطني، فإنه يزف إلى القيادة الكويتية، وكافة الكويتيين أجمل التهاني الطيبة، وهم يسجدون جميعا لله شكرا على أن حررهم، ونصرهم، وأعاد لهم وطنهم من براثن العدوان الصدامي الغاشم، الذي غدر بأشقائه، وجار على حقوق الأخوة والجيرة، ومزق النسيج الأخوي.
وقال، إن ملحمة التحرر، كانت فرصة ليثبت أبناء الكويت شجاعتهم في الالتفاف حول قيادتهم الشرعية، والدفاع عن أوطانهم في مواجهة الاحتلال الغادر، والشعور بالعزة والكرامة، وتذكر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وقدموا أنفسهم من أجل أن تظل بلادهم حرة كريمة، داعيا الله أن يتغمدهم برحمته.
وأضاف بأن الكويتيين يتذكرون في هذه المناسبة الوطنية السنوية، مواقف الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي، تلك المواقف التي عبرت عن روح التضامن، والتكاتف، وقدموا كل ما يستطيعون تقديمه لاحتضان أبناء الشعب الكويتي، حيث فتحوا لهم ديارهم، وأحسنوا ضيافتهم، وأكرموهم بسخاء شديد، وأيضا ساهم الخليج بشكل فاعل على صعيد النضال التحرري للكويت، داعيا المولى أن يديم تلك الروابط الأخوية.
وأضاف سعادة السيد فارس العنزي، أن أهم ما يحرصون على نقله للأجيال الجديدة، ضرورة أن يستذكروا مواقف الآباء والأجداد لمواجهة العدوان الصدامي الغاشم، والالتفاف حول قيادتهم وحب وطنهم، والابتعاد عن الطائفية، وجميع ما يشق الصف الوطني، والمحافظة على النعم التي وهبهم إياها الله سبحانه وتعالى.


لن ننسى مواقف الأشقاء.. والقطريون أبطال الخفجي
أكد سعادة فيصل المتلقم وكيل وزارة الإعلام الكويتية لقطاع الإعلام الخارجي، أن الكويت في مثل هذه المناسبات الوطنية السنوية يوم الاستقلال، والتحرر، تتجدد معها ذكرى مواقف الدول الشقيقة، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي، وكافة الأشقاء العرب، ومن التحالف، الذين وقفوا بجانب الحق الكويتي في التحرر من الغزو الغاشم، الذي قام به صدام حسين في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
وقال سعادة فيصل المتقلم: إن الكويتيين لن ينسوا، أصحاب المواقف، من الأشقاء وفي مقدمتهم مصر، وشعبها القريب من الجميع، ودولة قطر، قيادة وشعبا، التي أثبت أبناؤها بسالة وشجاعة منقطعة النظير، وسجلوا بطولات في معركة الخفجي، من أجل الدفاع عن الحق الكويتي، وهو ليس بغريب على القطريين، وما عرف عنهم من سمات المروءة والمؤازرة للمظلوم حتى نصره، وأن الحق دائما سيعود إلى أهله، وأنهم يتذكرون في تجديد ذكرى هذه المناسبات، الشهداء، والأبطال، الذي شاركوا في تحرير دولة الكويت.
وأوضح، أنهم ومن خلال الحقل الإعلامي، أن ينقلوا إلى النشء والأجيال الكويتية القادمة، أنه بعد مرور كل هذه السنوات على تحرير الكويت، ينبغي ألا ننسى جهود كل من وقف يدعم ويؤازر الحق الكويتي، والتحالف الكبير، فضلا عن اجتماع التحالف الوطني الكويتي الذي اجتمع في أعقاب الغزو الغاشم، ليؤكدوا جميعا وهم على قلب رجل واحد، على الشرعية الكويتية، وما يؤكده من تلاحم الشعب والقيادة، وأن قوات صدام حسين، لم تجد آنذاك أحدا من الكويتيين يقبل التعامل معها، وبالتالي رأى العالم الشعب الذي يعبر عن حبه وانتمائه لأرضه، والتفافه حول قيادته الشرعية، والإخلاص لها، والتضحية في سبيل الوطن، لتحرير الأرض، وهذا ما فعله الشهداء خلال المقاومة.
وأضاف، أن الغزو العراقي الغاشم والغادر، كان بمثابة ألم كبير وشديد، أصاب الأمة الإسلامية في مقتل، لأنه ما كان لأحد أن يتصور قيام دولة عربية بالعدون على شقيقة جارتها، إلا أنها أظهرت المواقف الخليجية الباسلة، ووقوفها بجانب الكويت بالتضامن مع الدول العربية، والأصدقاء الذي سارعوا من أجل الدفاع عن حق الكويت في التحرر، لافتا إلى أن الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة العربية، ما هي إلا أحد إفرازات العدوان العراقي الغاشم والغادر على العراق، رغم مواقف الكويتيين ودعهم للعراقيين في مواجهتهم مع إيران، خلال الحرب العراقية الإيرانية، إلا أن النظام الصدامي، تسبب في شرخ عربي كبير، وانشقاقات عربية، بسبب من وقف مع وضد الحق، فترك رواسبه، مشددا على أن أهم الدروس المستفادة من هذه الذكرى المؤلمة، بأن ليل ظلم أي عدوان، هي إلى زوال، وأنه سيأتي اليوم الذي يشرق فيه شعاع التحرر.
منوها إلى المواقف القوية لجامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة، في الدفاع عن الحق الكويتي بالتحرر من العدوان العراقي الغاشم، سواء من الأشقاء الخليجيين والعرب، وكل من ناصر الحق.

المناسبة يوم عزة وفخر
أكد العقيد الركن بحري المتقاعد سلمان محمود قبازرد، وأحد الأسرى بسجون العراق إبان غزو الكويت، أنه في كل عام، تكون هناك وقفة أمام عجلة الزمن، واستحضار المواقف البطولية للأبطال والشهداء، الذين بأياديهم الطاهرة تحررت الكويت، وإعادة البلد لأصحابها الشرعيين، بدعم ومساندة مشرفة من الأخوة، وفي مقدمتهم دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى وجه التحديد دولة قطر، وشبابها الأبطال، الذي سطروا معركة الخفجي ببسالة وبطولة، وكذلك مواقف باقي الأشقاء في المملكة العربية السعودية، البحرين، وسلطنة عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة للأشقاء العرب والأصدقاء من التحالف.
وقال إن المناسبة هي يوم العزة والفخر، لكل كويتي، فرحة بيوم استرداد بلده ووطنه من مخالب نظام دموي، انتهك حقوق الجار، ومزق نسيج الأخوة، واعتدى على من وقفوا بجانبه في أيام عصيبة ومعركته مع جارته إيران، موضحاً أن الكويتيين نجحوا في إثبات قدرتهم على إعادة بناء وطنهم من جديد.
وأضاف أنه مازال يتذكر لحظة وقوعه في الأسر وهود بدرجة نقيب في القوات البحرية الكويتية، بيد قوات نظام صدام حسين، وكانت المفاجأة أكبر من أن يتوقعها أحد، حيث كان يصعب على أي شخص أن يتصور قيام شقيق بمثل هذا الغدر، والاعتداد على شقيقه الأخر، دون أدنى اعتبار لأي حقوق جار أو غير ذلك، وسمح لنفسه أن يدخل دولة أخرى، ويعتدي على شعبها، لافتاً إلى أنه ظل أسيراً في سجون بغداد والبصرة، حتى نجحت حركة النضال والمقاومة في تحرير الكويت، وحضور الصليب الأحمر الدولي للسجون، ليتم إطلاق سراحهم، والخروج ليشاركوا أبناء الوطن فرحة الحرية واستعادة الوطن.

قادرون على تخطي الأزمات
وصف السفير عدنان الخضير، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الإدارية والمالية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الاحتفال بيوم التحرر الوطني الكويتي، بأنه يعيد إليهم ذكرى عودة الحياة من جديد، وأما في ما يتعلق بالاستقلال، فهذا مشهد تشتهيه النفس، لأن الإنسان يحب أن يرى راية بلاده خفاقة عالية، عربية حرة مستقلة.
وقال: إن مواقف الأشقاء الخليجيين والقطريين على وجه التحديد مع باقي الدول العربية، والأصدقاء الذين ناصروا الحق الكويتي من أجل التحرر.
وأوضح، أن أهم ما يحرصون على نقله للأجيال الجديدة من الكويتيين هو ضرورة المحافظة على أمن وسلامة واستقرار الوطن، موضحا أنهم مهما حاولوا أن يتحدثوا عن مشاعر شعب استيقظ فجأة على طعنة غدر بخنجر صديق مسموم، ثم يشاء الله سبحانه وتعالى أن يعود إليه هذا الوطن، وهذا يتطلب من الجميع أن يتذكروا ذلك ويخلصوا لبلدهم ووطنهم ويحبوه، ويشمروا عن سواعدهم من أجل البناء والنهضة.
وأضاف، أن حال أمتنا العربية، والوضع العربي الآن، هو محصلة ما حدث في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان تداعيات وتبعات الفرقة والتشرذم العربي، بمعنى أن العدوان الغاشم لم يطعن الكويت وحدها فحسب، بل أصاب كل الأمة العربية، التي ظل دمها ينزف، والآن تجري محاولات تضميد هذا الجراح، وتجاوز هذا المشهد الغريب عن حق الجار، فما بالنا بالأشقاء، معربا عن ثقته أن الشعوب العربية قادرة على تخطي هذه المحنة، والتئام الشمل العربي، من أجل أن تصبح أمة قوية، قادرة على مواجهة كل التحديات، ولاسيما تلك الإقليمية، التي تتهدد وجودها.
copy short url   نسخ
27/02/2017
4947