+ A
A -
كتب – طاهر أبوزيد
قالت الشيخة الدكتورة العنود بنت محمد آل ثاني، مدير تعزيز الصحة والأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة أن وزارة الصحة العامة قامت بتطبيق أولي لمبادرة المستشفيات الصديقة للطفل في العام الماضي، وذلك لتطبيق الممارسات التي تحمي وتعزز الرضاعة الطبيعية بهدف الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة بتقليل نسبة وفيات الأطفال والرضع دون سن الخامسة، مشيرة إلى أن المسح العنقودي متعدد المؤشرات الذي أجري في عام 2012 أثبت أن النسبة الحالية للرضاعة الطبيعية الخالصة في دولة قطر هو 29 % وهو رقم منخفض مقارنة بالمعدل العالمي المنخفض البالغ 37 %.
جاء ذلك في تصريحات لها بورشة العمل التي نظمتها وزارة الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونسيف» أمس لتدريب مقيمين لمبادرة المستشفيات الصديقة للطفل، والتي شارك فيها عدد من مديري المستشفيات العامة والخاصة ومديري المراكز الصحية، إضافة إلى 20 من مقدمي الرعاية الصحية من الوزارة ومؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والمستشفيات الخاصة في دولة قطر، وتستمر خمسة أيام
وأضافت الدكتورة العنود أن وزارة الصحة العامة بدولة قطر تكثيف الجهود الهادفة لزيادة معدل الرضاعة الطبيعية الخالصة لتكون على الأقل 50% بين الاطفال الرضع نظراً للفوائد العديدة للرضاعة الطبيعية على صحة الأم والطفل، لافتة إلى أن القانون الخاص بتحقيق هذا الهدف تم رفعه لمجلس الوزراء لإقراره قريبا.
وتابعت الدكتورة العنود أن الوزراة قامت بتفعيل أول ورشة عمل لتطبيق المبادرة، وذلك بهدف التعرف على الوضع الحالي للمستشفيات وتوفير حوائجهم لتطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة للطفل، مشيرة إلى أن تلك الورشة التعريفية للمبادرة أسفرت عن تحديث المقترحات والتوصيات التوجيهية لتطابق الوضع الحالي للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية بهدف تحقيق المعايير العالمية لمبادرة المستشفيات الصديقة للطفل، علاوة على انها كشفت مدى مطابقة المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الاولية في دولة قطر للمعايير العالمية لمبادرة المستشفيات الصديقة للطفل.
وبينت الدكتورة العنود أن 5 من الـ 9 مستشفيات الحكومية والخاصة التي تم معاينتها لديها سياسات منشورة في انحاء المستشفى عن الرضاعة الطبيعية وكيفية دعم الأمهات. بهدف زيادة الوعي عند الحوامل والأمهات الجدد، وبناء على الاحتياجات العامة تبين الحاجة إلى توفير معلومات أكثر تحديثاً عن الرضاعة الطبيعية في المستشفيات الأخرى، كما أوضحت مدى معرفة موظفي المستشفيات بمعلومات تخص السياسات الصديقة للطفل. وأنه يجب التنويه على تسجيل جميع البيانات المتعلقة بالأمهات والرضع الجدد بهدف مطابقة معايير اليونسيف العالمية، منوهة إلى أن الورشة اظهرت ايضا أنه يجب وضع نظام تحويل النساء الحوامل والأمهات الجدد للعيادات الاستشارية للرضاعة الطبيعية وعمل مجموعات لدعم الأم المرضعة والحامل.
وأشارت مدير تعزيز الصحة والأمراض غير الانتقالية بوزارة الصحة العامة إلى أن ذلك تطلب تحديث عدد من التوصيات للوصول للهدف من المبادرة تضمن إصدار قوانين تعتمد مبادرة المستشفيات الصديقة للطفل وعمل التحديثات الأساسية لتتطابق مع المعايير العالمية، بالاضافة إلى أهمية تخصيص فريق عمل لمتابعة وتقرير كيفية تطبيق المبادرة للجنة الوطنية للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية الصديقة للطفل في وزارة الصحة العامة بدولة قطر، وكذلك العمل على التنمية المستدامة للمبادرة في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية بدولة قطر لتطوير وتحديث نوعية إدارة المبادرة وذلك لضمان استدامة توفير خدمات مبادرة المستشفيات الصديقة للطفل المعتمدة، بالإضافة إلى القيام بتدريب المقيّمين للمبادرة وهو من أهم سبل تحقيق التطابق لمعايير يونسيف العالمية.
وأكدت الدكتورة العنود على أن وزارة الصحة العامة، تقوم كخطوة تكميلية للمبادرة، بتشكيل لجنة وطنية مختصة والتي يمثل أعضاؤها جميع المستشفيات الحكومية والخاصة والجهات الطبية المشاركة في المبادرة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالمستشفيات الصديقة للطفل، معربة عن شكرها لكل الجهات المشاركة والمشاركين في تطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة للطفل، وتطلعها إلى تصديق المقيّمين الجدد ليكونوا معتمدين من قبل المجلس القطري للتخصصات الصحية واستمرار جهود جميع المؤسسات والمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في دولة قطر لاستكمال تطبيق مبادرة المستشفيات الصديقة للطفل للوصول إلى الأهداف المراد تحقيقها من هذه المبادرة والتي تتماشى مع رؤية الاستراتيجية الوطنية للصحة (صحة أفضل، رعاية أفضل، جودة أفضل).
وقال الدكتور هلال الرفاعي المدير الطبي لمستشفى النساء والولادة التابع لمؤسسة حمد الطبية، إن مستشفى النساء والولادة كونها مركزا متطورا بدأت تحقيق هدف الرضاعة الطبيعية من عدة سنوات، وبلغنا مراحل متطورة في تشجيع الرضاعة الطبيعية ووصلنا لأرقام تضاهي الأرقام العالمية 80%، مشيرا إلى أن التحدي يكمن في استمرار الرضاعة الطبيعية بعد خروج الأم من المستشفى، لافتا إلى أن المشروع له جوانب متعددة تقوم على شراكة مع العديد من الوزارات والمؤسسات على رأسها التعليم العالي والشؤون الاجتماعية والعمل لنضمن الاستمرار في تحقيق نجاح المشروع
وأوضح الدكتور هلال الرفاعي أن مستشفى النساء والولادة لديه فرق طبية كاملة للتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية وتم تدريب معظم الكوادر الطبية على الاداء الصحيح في هذا البرنامج مما انعكس بشكل جيد على النسب الموجودة حاليا لافتا إلى أن الطموح أن يتطور هذا المشروع الوطني لتحقيق التغلب على المشاكل الصحية والمضاعفات التي تحدث للأطفال نتيجة الألبان الصناعية وأضرارها على الاطفال، وبالتوازي أهميتها لصحة الأم.
ومن جانبها قالت الدكتورة عزة أبو فضل استشاري منظمة الصحة العالمية ببرنامج المستشفيات الصديقة للطفل أن الهدف من المبادرة التشجيع على الرضاعة الطبيعية والعودة لها للتصدي للالبان الصناعية التي تسبب أضرارا صحية كثيرة لدى الاطفال، مشيرة إلى أن وزارة الصحة في قطر تسعى بجهود كبيرة لتشجيع الرضاعة الطبيعية رغم الضغوط التي تمارس على المستشفيات من قبل الشركات المنتجة للألبان الصناعية.
وقالت أن أهم الاضرار التي تأتي من الألبان الصناعية تتمثل في عدم قدرة اجسام الاطفال على النمو بشكل طبيعي، وافتقاده للمناعة إلى جانب التأثير على الذكاء، وتعرضه للسكر البولي وسرطان الدم، والبدانة والعمى للاطفال المبتسرين، منوهة إلى أن الأضرار التي تلحق بالأم لا تقل خطورة عن ذلك حيث تصاب بسرطان الثدي والمبيض.
وأوضحت أن برنامج المستشفيات الصديقة للطفل يتضمن 10 معايير وضعتها منظمة الصحة العالمية واليونسيف لتحقيق نجاح الرضاعة الطبيعية، يتم قياسها بالمستشفيات ويعتمد المستشفى كصديق للطفل في حالة تطبيقه لتك المعايير.
copy short url   نسخ
27/02/2017
1613