+ A
A -
كتب- طاهر أبوزيد
أكدت سعادة الدكتورة حنان الكواري وزيرة الصحة العامة أن مؤتمر التمريض الخليجي الثاني يركز على التقنيات والممارسات الحديثة في مجال التمريض وآخر ما توصل إليه التقدم العلمي في هذا المجال، لافتة إلى أن هذا المؤتمر يعد منصة لتبادل الأفكار حول هذا المجال بين دولة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي.
جاء ذلك في تصريحات صحفية على هامش أعمال المؤتمر الثاني للتمريض الخليجي 2017 والندوة الثانية عشرة للجنة الفنية الخليجية للتمريض والذي يقام تحت شعار «التمريض بين التقدم التقني والبعد الإنساني» آخر التطورات في الممارسات التمريضية الحديثة وآليات معالجة التحديات اليومية التي ينطوي عليها استخدام التقنيات الحديثة في قطاع التمريض.
وأضافت وزيرة الصحة العامة أن مجلس التعاون الخليجي يتضمن خطة لاستراتيجيات موحدة للتقنيات الحديثة والممارسات الطبية والتمريضية الحديثة لافتة إلى أن قطر لديها استراتيجية تركز على التقنيات وتكنولوجيا المعلومات.
وأشارت إلى أن دور التمريض مهم جدا حيث إن 80 % من القوة العاملة في المجال الطبي هي من التمريض ومن ثم فإن الاستثمار في تعليم التمريض وممارساته أمر في غاية الأهمية لتشجيع الكوادر الجديدة على الالتحاق بهذه المهنة
ويستعرض المؤتمر- الذي يقام تحت شعار «التمريض بين التقدم التقني والبعد الإنساني» بفندق شيراتون الدوحة ويستمر يومين آخرين- التطورات في الممارسات التمريضية الحديثة وآليات معالجة التحديات اليومية التي ينطوي عليها استخدام التقنيات الحديثة في قطاع التمريض إلى جانب مساعدة المشاركين على فهم دور التكنولوجيا في تغيير مفاهيم الرعاية التمريضية وطرق تقديمها.
ويغطي المؤتمر مجموعة واسعة من المواضيع بما فيها الابتكارات التكنولوجية في مجال التمريض وآثار تطبيقاتها على الرعاية التمريضية والجانب الإنساني الذي تنطوي عليه، كما يوفر فرصة لجميع الكوادر التمريضية على اختلاف مستوياتها المهنية والتعليمية لبناء علاقات مهنية وتشجيع الشراكات العلمية وكذلك المشاركة في جلسات وورش عمل لمناقشة أحدث التقنيات والاكتشافات في مجال تكنولوجيا التمريض.
أهمية التكنولوجيا
ومن جانبه قال سعادة الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني- مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة وعضو مجلس الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية- إن اختيار تطور التكنولوجيا وأثرها على الرعاية التمريضية الإنسانية كعنوان للمؤتمر جاء ليواكب ما يشهده العالم حاليا من تقدم في التكنولوجيا الطبية وتطبيقاتها المختلفة.. مشيرا إلى أن المؤتمر يمثل بيئة مناسبة لتبادل الخبرات في مجال التكنولوجيات الصحية ومناقشة التحديات التي تواجه استخداماتها لتحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
ولفت إلى أن التكنولوجيا باتت عاملا مؤثرا وحيويا في عالم اليوم بشكل عام وفي القطاع الصحي بشكل خاص.. مبينا أن التطورات التكنولوجية كانت سببا رئيسيا من أسباب تطور الخدمات الصحية سواء من ناحية طريقة تقديم الخدمة أو شكل وبنية النظام الصحي.
ونوه بأن النظام الصحي في دولة قطر حاليا يتمتع بالعديد من المميزات التكنولوجية التي ساهمت في تفوقه.. موضحا الاعتماد على تقنيات الهندسة الطبية الحيوية وأساليب أداء الرعاية الصحية ونظم المعلومات الصحية ومنها السجلات الطبية الالكترونية.
وألمح إلى تشجيع دولة قطر لإدخال ومواكبة أحدث التقنيات في المجال الصحي من خلال المؤسسات.. منوها بمشروع الصحة الالكترونية في مؤسستي حمد الطبية والرعاية الأولية وإدخال الجراحات الربوتية بالإشعاع في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان بحمد الطبية واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مركز التكنولوجيا المساعدة (مدى) من أجل تعزيز امكانيات ذوي الاعاقة السمعية والبصرية والذهنية والجسدية من خلال توفير التقنيات الحديثة المساعدة.
وأشار إلى تأثيرات التكنولوجيا الحديثة الواضحة في الرعاية التمريضية والتي من بينها: علم الوراثة والجينوم، وسائل التشخيص والعلاج، الطباعة الثلاثية الأبعاد للأنسجة والأعضاء البشرية، ثلاثي الأبعاد وتقنيات الروبوت الجراحي وغيرها من الخدمات العلاجية واستخدام التقنيات الحديثة في قياس العلامات الحيوية، إضافة إلى ادخال السجلات الطبية التي تتضمن المعلومات الطبية والتمريضية والادارية للمريض والنظام المحوسب لأوامر الطبيب ومقدمي الرعاية الصحية.
وشدد على أن الكوادر التمريضية في دول الخليج قادرة على الاستجابة لمتطلبات استخدام التكنولوجيا الحديثة لتسهيل التنقل والاتصال وبناء العلاقات المهنية مع المريض من خلال حسن تطبيق نظام الرعاية الصحية عن بعد والتعامل مع الانترنت، تكنولوجيا الهواتف الذكية وتطبيقاتها وكذلك عمليات نقل الصوت والصورة عبر الحواسيب المتواصلة والتدريب على أجهزة المحاكاة السريرية عالية الدقة وعلى برامج الحياة الثانية في الواقع الافتراضي من أجل بناء المهارات في مجال الرعاية الصحية.
مواجهة تحديات التمريض
وأكد ضرورة وضع خطط واستراتيجيات لمواجهة التحديات التي تواجه الكادر التمريضي في تطبيق مختلف أوجه التكنولوجيا الحديثة في مجال الرعاية الصحية.. مضيفا «ومنها: التدريب على الأجهزة والمعدات والبرامج وضمان الكفاءة وتحقيق التوازن والجودة بين التكاليف والفوائد وضمان أخلاقيات استخدام التكنولوجيا الحديثة وكذلك التوازن بين استخدام التكنولوجيا واللمسة الإنسانية التي يعرف بها مهنة التمريض».
وذكر أن استضافة المؤتمر تأتي ضمن رؤية دولة قطر الرامية إلى الارتقاء بالمهن التمريضية طبقا لأفضل المعايير العالمية.. مشيرا إلى أن استخدام أحدث التكنولوجيات الطبية لا يعني إهمال اللمسة الإنسانية.. وموضحا أن المؤتمر يهدف إلى الارتقاء بمهارات الكادر التمريضي في دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي ما يتعلق بمخرجات المؤتمر، لفت الدكتور محمد آل ثاني إلى العمل على تطوير أشكال الدعم المقدمة للكوادر التمريضية، وكذلك وتفعيل التعاون بين الدول الخليجية في مجالات المهن التمريضية وإدخال أفضل المعايير العالمية ودمج التكنولوجيا.
زيادة التمريض
ومن جانبها قالت الدكتورة نبيلة المير مساعد رئيس الخدمات الصحية المستمرة بمؤسسة حمد الطبية ومسؤولة شؤون التمريض بوزارة الصحة العامة ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر إن هناك خططا متواصلة لمواكبة التوسعات الكثيرة التي تحدث حاليا ومستقبلا في المنشآت الصحية والتي تتطلب توفير المزيد من الكوادر التمريضية وطنيا ومن الخارج.
وأشارت إلى أنه من هذا المنطلق فإن هناك عدة شركات نتعاون معها لاستقطاب الكوادر التمريضية من الخارج وفى الوقت نفسه نعمل بشكل موازٍ على العمل لزيادة الكوادر الوطنية للعمل في مجال التمريض حيث تقوم مؤسسة حمد برعاية الدارسين في جامعة كاليجاري من خلال المنح الدراسية.
ولفتت إلى أن عدد العاملين في مهنة التمريض في قطر يصل إلى 17 ألفا في القطاع العام والخاص ونسبة الكوادر القطرية تبلغ 2 % فقط مشيرة إلى وجود خطة شاملة مع وزارة التعليم والتعليم العالي للعمل على زيادة العاملين في هذه المهنة.
وأوضحت أن هناك مقترحا بافتتاح كلية جديدة للتمريض في جامعة قطر وأن يكون هناك تخصصات مختلفة في التمريض مثل تخصصات الجراحة والباطنة والعناية المركزة للأطفال. إن قطاعي الصحة والتعليم يحظيان باهتمام كبير من القيادة الرشيدة بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وحكومة دولة قطر الرشيدة لأهميتهما في دفع عجلة الإنتاج ورفع مستوى العطاء.
تعقــــــد فــــعاليات المؤتمر الثاني واللجنة الثانية عشرة للجنة الفنية الخليجية للتمريض تحت شعار «التمريض بين التقدم التقني والبعد الإنساني» وتمتد ليومين.
لقد تم اختيار شعار هذا المؤتمر من قبل قادة عطاء اللجنة الفنية الخليجية للتمريض لما له من أهمية خاصة في الوقت الحالي نظرا لأن معظم دول المجلس تستخدم نظم المعلومات الصحية في البيئة السريرية للمريض وأصبحت التكنولوجيا حقيقة واقعة في علاقة الممرض بالمريض لذلك أصبح من الضروري للممرض الحصول على المعرفة والاطلاع على آخر البحوث والتطورات في التكنولوجيا التمريضية للتأكيد على أفضل تطبيق لمخرجات العناية التمريضية وذلك لتحقيق التوازن بين أقصى استفادة ممكنة من استخدام التكنولوجيا مع عدم التقليل من قيمة العناية التمريضية الإنسانية لما يدفعنا لمواجهة التحديات التي تقابلنا عند استخدام التكنولوجيا في التطبيق العملي للعناية التمريضية واستكشاف جميع أبعاد استخدام التكنولوجيا على تقديم الرعاية التمريضية الإنسانية من منظور واسع للنظام الصحي لذلك تم وضع عدة أهداف رئيسية لهذا المؤتمر للخروج باستراتيجيات لتعزيز الرعاية التمريضية الإنسانية عند استخدام التقنيات لتطبيقها في جميع دول مجلس التعاون.
وأشارت إلى أن برنامج المؤتمر يتضمن محاضرات وورش عمل ستركز على استكشاف تأثير التكنولوجيا على تقديم الرعاية التمريضية الإنسانية وسبل التواصل مع المرضى وعائلاتهم والجودة مما يساهم في تقديم رعاية تمريضية ذات جودة عالية كما ستقدم ورش العمل تحليل ونقد الفوائد والمخاطر التي تهدد الرعاية الإنسانية.
وأضافت «استعنا بخبراء متخصصين عالميين في هذا الموضوع حيث ستساعد خبراتهم ومعرفتهم في تحقيق أهداف الندوة وخلال المؤتمر أيضا ستقدم كل دولة من دول مجلس التعاون تقريرا عما تم التوصل إليه في مجال معلوماتية التمريض.
وبدوره ذكر السيد سليمان بن صالح الدخيل المدير العام لمجلس الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن لجنة التمريض تمثل مكانة سامية في جوهر الخدمات الصحية لما تقدمه من دور فاعل وحيوي ومحوري لرعاية المريض.
وبيّن أن أفضل الممارسات تشير إلى أن التمريض عامل حيوي في تقديم الرعاية الصحية وجودتها للمريض.. مضيفا: وبحسب تقرير منظمة الصحة العـــــالمية فــإن خدمات التمريـــــض تمــــثل أكثــــر مـــــن 80 % من الخدمات الصحية المقدمة للمريض بالمستشفى، ويشير التقرير الصادر عن المنظمة أن القوة العاملة الصحية في العالم لعام 2013 تجاوزت 43 مليون نسمة ويمثل التمريض 48 % من هذه النسبة وكانت النسبة العالمية للممرضات إلى الأطباء 2.1، فكلما زادت نسبة الكوادر التمريضية المؤهلة بالنسبة للأطباء ارتقت الخدمة الصحية المقدمة وزادت سلامة المرضى».
وقال الدخيل «من هنا جاء انعقاد هذا المؤتمر الذي يعزز النهوض بهذه المهنة الإنسانية ويأتي شعاره منسجما مع ما يشهده العالم من ثورة في تقنية المعلومات مما يتطلب الاســــــــتفادة منها مع الاهتمام بالكادر التمريضي وتعزيز أولوية الرعاية الإنسانية للمريض عند استخدام التقـــــنيات الحــــــديثة وذلك لتقديم رعاية صحية ذات جودة عالية.
ولفت إلى أن رعاية سعادة الدكتورة حنان الكواري وزيرة الصحة العامة لجائزة نسيبة بنت كعب وتخصيص هذه الجائزة لأفضل ممرض وممرضة على مستوى الدول الأعضاء يمثل حافزا وتكريما للكفاءات التمريضية المتميزة نتيجة ما يبذلونه من جهود وعطاءات تعظم دور هذه المهنة الإنسانية.
من جانبها قالت الدكتورة بدرية عبدالله اللنجاوي المدير التنفيذي لقسم التمريض بمؤسسة حمد الطبية إن عدد المشاركين في المؤتمر يزيد على 350 ممرضا وممرضة من دول مجلس التعاون الخليجي واليمن.
ولفـــــتت إلى أن مسألة العزوف عن العمل في مهنة التمريـــــض ليــــست ظاهرة قطرية فقط بل هي ظاهرة خليجـــــية بل وعربـــــية أيــــــضا لافتة إلى أنه على الرغم من ذلك إلا أن عدد الممرضين والممرضات القطريات في تزايد.
وأوضحت أن هناك الكثير من التوسعات في المنشآت الصحية ومن ثم فإنه ستظل هناك حاجة لتوظيف المزيد من الكوادر التمريضية من الخارج وفى الوقت نفسه نستمر في العمل على تشجيع الكوادر القطرية على العمل في هذه المهنة الهامة.
وأوضحت أن مسألة العزوف عن الالتحاق بمهنة التمريض تعود في المقام الأول إلى نظرة بعض الأهالي إلى المهنة وعدم تفضيل إلحاق أبنائهم بها، مشيرة إلى أنه تم إجراء استبيان في 12 مدرسة في الفترة الأخيرة وتبين أن الكثير من الفتيات كن يرغبن في الالتحاق بهذه المهنة ولكن كان الأهالي هم الرافضين لذلك مفضلين الالتحاق بمهن أخرى مثل الطب والهندسة.
copy short url   نسخ
27/02/2017
3017