+ A
A -
حوار– أكرم الفرجابي
في المنعطف نحو ما بعد «مشروع النهضة» كانت الذاكرة تعج بكثير من الأسئلة، وكثير من الخواطر، وبعض من المخاوف، ذهبنا إليه في مكتبه الفخيم بمركز الوجدان الحضاري، وطرحنا عليه حزمة من التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات، والرجل كما هو معروف عنه مثير للجدل عندما يكتب، وعندما يصمت، وعندما يدلي بآرائه على طريقة الجراحين الكبار، تطرق إلى الخطط الاستراتيجية والمشاريع الفكرية الضخمة، دافع عن مشاريعه النهضوية وقدم لوماً بدموع خفية للذين يعتقدون أن منطقة الخليج تطورت مادياً ولكنها مازالت «محلك سر» ثقافياً وفكرياً، كان يرتدي ابتسامة نصف فاترة وحديقة من الألوان سُكبت على هيئته الوسيمة، يتأمل الماضي بعمق ويصور الوقائع على طريقة «ماركيز» ويتفسخ آخر الليل كالفراشة على فم المصباح، إنه المفكر والخبير الاستراتيجي الدكتور جاسم السلطان، الوطن جلست إليه وقلبت معه أوراق الخريف والربيع فإلى مضابط الحوار..

بدايةً كيف تنظر لرؤية قطر الاستراتيجية 2030م..؟
- ما في شك أن رؤية قطر الاستراتيجية المكتوبة على الورق رؤية ممتازة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف تتوفر لها روافع للتنفيذ، لأن روافع التنفيذ متعلقة بقضية توفر البيئة المناسبة لنجاح الخطة، ويتوفر التوجيه لتفصيلات الجهات المعنية بتنفيذ الخطة، وبالتحديدات الزمنية المرتبطة بها، لذلك التحدي ليس في وضع الخطط الاستراتيجية، وإنما التحدي دائماً في الإدارة الاستراتيجية لهذه الخطط، فهذا الأمر هو الذي يواجه المشروع بأكمله، وإن شاء الله عز وجل تنجح الدولة في ترجمة هذه الخطة المكتوبة على أرض الواقع، وفي ما يتعلق بالجانب الثاني أعتقد أنه أمامنا مسافة كبيرة جداً حتى نستطيع القول إن الجهات الثقافية الناجحة في هذا الدور، لأن كتابة الخطة شيء وتحويلها إلى عقلية كاملة داخل المجتمع شيء آخر.
التخطيط الخاص
هل تعتقد أن المواطن القطري يخطط لحياته بشكل استراتيجي؟
- أعتقد أن الناس يتفاوتون، لكن عموماً الإنسان العربي يعيش حياته اليوم باليوم، هذه ثقافة عامة والتفكير في المستقبل ليس كبيراً، لكن هذا ليس على سبيل التعميم، وقطعاً هناك أناس لديهم من القدرات والمهارات مثل كل المجتمعات الذين ينظرون أبعد من اللحظة، طبعاً الشؤون الحياتية العادية التي لا تحتوي على مشاريع كبرى للتفكير، عادة الناس يعيشون يوماً بيوم، الموظف يصرف الراتب وينتظر الراتب الآخر وهكذا تسير الحياة بهذه الوتيرة، لكن ما في شك الآن مع الظروف المحيطة ومع الأوضاع الصعبة التي تحيط بالمنطقة، التفكير في المستقبل لابد أنه سيأخذ حيزاً أكبر في أذهان الشباب والأسر والأمة نفسها.
مونديال «2022»
برأيك هل تنظيم حدث بضخامة كأس العالم ممكن أن يؤثر على طبيعة المجتمع القطري المحافظ؟
- قطر بشكل عام مرت بتجارب في طريق التحضير لاستضافة المونديال، ومن ثم لديها الخبرة الكافية لاستقبال هذا الحدث، خاصةً أن المجتمع تقبل فكرة تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى التي استضافتها الدوحة، من خلال تنظيمنا لمونديال كرة اليد، واستضافتنا بعض المباريات الكبرى، لا أعتقد أنه في قضية ثقافية متعلقة بمواجهة متطلبات الحدث نفسه، خصوصاً أن هذه الأحداث قصيرة الأمد، لذلك غير متوقع أن تهز أركان المجتمع القطري المحافظ.
الانفتاح
هل تعتقد أننا نحتاج إلى شيء من الانفتاح حتى نلبي تطلعات الحياة العصرية؟
- المحافظة أحياناً جيدة، وتحفظ توازن المجتمع، هنالك مجتمعات فقدت توازنها تماماً، وبالقطع المجتمع يتغير لأن التركيبة الثقافية والاقتصادية تتغير، والأجيال الجديدة إذا ما نظرنا لها سنجد أنها أكثر انفتاحاً وأكثر قدرة على التواصل مع العالم، هذه الأمور تحدث بغض النظر عن التخطيط لها، مادامت الزيادة في نسبة التعليم والسفر والاحتكاك بالأمم الأخرى متوفرة، بالضرورة سيحدث تغير في بنية تفكير المجتمع، وأحياناً نحتاج أن نخفف سرعة الخيول الجارية لحفظ التوازن الاجتماعي الداخلي، لكن الأمور تسير بشكل جيد، ولا توجد لدينا ضغوط كبيرة تتعلق بالمرأة والسفر، وقضية الاحتكاك بالأمم ذهاباً وإياباً سواء يأتون أو نذهب إليهم.
المجتمع والثقافة
ثمة اعتقاد بأن المجتمع الخليجي يعيش حالة من الاغتراب الثقافي المتمثل في الازدواجية البليغة بين القيم الموروثة والقيم العصرية.. ما تعليقك على ذلك؟
- العالم الذي نعيش فيه نحن الآن عبارة عن «هجين»، ولم تعد هناك ثقافات محلية خالصة، باعتبار أن جميع الثقافات أصبحت شبه عالمية، خاصةً أننا نقرأ في الكتاب الإنجليزي، ونتلقى الإعلام الغربي، مثل ما يتلقاه الإنسان الغربي، ننتقل ونسافر ونلتقي بالناس، والآخرون يأتون إلينا، فإذا ذهبت اليوم إلى زيارة للعاصمة البريطانية، ستجد أنها ليست لندن الستينيات أو السبعينيات، بحيث أنها أصبحت «معربة»، تذهب إلى الأسواق وتلحظ أنها لم تعد تلك الأسواق البريطانية التاريخية التقليدية، التي تغلق أبوابها في الساعة الخامسة، الآن لندن عاصمة تسهر مثل القاهرة وباقية المدن التي تسهر حتى الساعات الأولى من الصباح، والثقافات عادة تنتقل وتتغير، لذلك أعتقد أن منطقة الخليج ليست محصنة من الثقافة العالمية المنتشرة، لكن قطعاً في حيرة كبيرة جداً هنا، حول الشيء الذي يجب أن نتركه في ثقافتنا والشيء الذي يجب أن نحافظ عليه، هذا سؤال كبير وإلى الآن هنالك حيرة في الإجابة عنه.
عزلة المثقف
الراصد لحالة المثقفين في الخليج يلحظ أنهم يعيشون في عزلة ولا يلتقون في ندوات أو مؤتمرات لمناقشة همومهم ونتاجاتهم؟
- إلى الآن هناك قلق من دور المثقف، وهو ساكن في الثقافة العربية بشكل عام، فاللقاءات التي تجمع بين الأشخاص الذين يشتغلون بالثقافة عادةً ما تكون مقننة، في مؤتمرات رسمية يغلب عليها الطابع الاحتفالي، لكن أعتقد أنه سيأتي الوقت الذي سوف تدرك فيه المجتمعات أهمية اللقاءات الثقافية المشتركة والحوارات العامة، باعتبار أن الحوارات لايزال يغلب عليها الطابع السياسي السجالي ليأخذ طابع كل بلد، أكثر من الهم العام المشترك، الذي يتحدث عن المستقبل والتطورات التي يجب عملها.
النظرة للمثقف
هل لاتزال السلطات في البلدان الخليجية تنظر إلى النتاج الثقافي الجاد على أنه من الممنوعات الخطرة المؤثرة على الاستقرار الأمني؟
- أعتقد أن هذا القلق موجود، ولم يغادر ذهن السلطات الرسمية، لأنه قلق ناتج عن انعدام التطورات الثقافية الكبرى، داخل البنية المعرفية الاجتماعية، على سبيل المثال إذا نظرنا إلى المجتمعات المتحضرة الكبرى، سنجد أنها تبحث عن من يفتح سؤالاً، بينما في المجتمعات المغلقة الناس تشعر بالخوف من السؤال وتخشى المناقشة، ومن ثم ليس هنالك شك، بأن المنطقة العربية مازالت غير مفتوحة على السؤال بشكل عام، وإن كان فيها ثغرات، وفيها اختلاف في المساحات لكن بلا شك القلق موجود.
صراع الحضارات
هل نحن مقبلون فعلاً على ما يسمى بصراع الحضارات؟
- في تقديري العالم لن يتوقف عن الصراع قط، لكن ليس هناك فقط صراع، ثمة تدافع جزء منه تعاون، وجزء منه مناطق نزاع، وجزء منه مناطق تبادل تجاري، جزء منه تبادل معرفي، لا توجد حوارات الآن مغلقة كما كانت في السابق، وهي كل وظيفتها أن يقاتل بعضها البعض، في الوقت الحالي الصين مسكونة بالنظام الرأسمالي، والنظام الرأسمالي يشتري البضائع الصينية، بالليل والنهار والمحلات مليئة بالبضائع الصينية، والمسلمين موجودون في ديار الغرب بالملايين، والغربيون موجودون في بلادنا أيضاً بمئات الألوف، لا توجد مساحة إلا ويسيطر عليها الصراع، هذا اعتقاد غير صحيح، وما يحدث هو حالة تدافع بالمعنى القرآني، وله أوجه متعددة وكل واحد منهم أحياناً يطغى على القضايا الأخرى، يعني إذا تساءلنا اليوم: هل تركيا هي دولة الخلافة الإسلامية، أم أنها دولة حديثة أشبه بالدول الغربية، وذلك نتج عن هذا التمازج بين الحضارات، فالحضارات ليست وجهاً واحداً حتى يقال صراع الحضارات، وإن صح التعبير يمكن الكلام عن أوجه متعددة منها الصراع، ولكن بالإضافة إلى هذا الوجه هناك أوجه التلاقح وهي كثيرة جداً.
برأيك هل تعتقد أن المثقف القطري يقوم بدوره تجاه المجتمع؟
- بما يمتلك وبما هو متاح، كل يدلي بدلوه في الفضاء الثقافي، بمختلف مجالاته، ستجد في الرسم مثلاً مواهب ممتازة ورائعة وتعبر عن التراث القطري، وتعانق الأشواق العالمية، وستجد في الموسيقى وفي الفنون، وستجد في الكتابة أناساً يشتغلون في كتابة القصة وبخامات جيدة وواعدة في هذا المجال، لكن البلد صغير جداً، ومن ثم المادة الخام للموهوبين ستكون قليلة، وإذا ذهبت إلى البرازيل مثلاً للبحث عن لاعبين، فرصة أنك تجد لاعبين موهوبين أكبر في دولة تعدادها السكاني نحو مائتين أو ثلاثمائة ألف، لأن الكثافة السكانية هنا تلعب دوراً في كمية المواهب المتاحة للمجتمع، لكن بنسبة وتناسب الأمور تتحرك بشكل جيد.
في بعض القطاعات تم سد النقص بالمجنسين لكن قطاع الثقافة ربما لا يحتمل ذلك لأنه مرتبط بجوانب تراثية لا يتقنها إلا أهل البلد؟
- نعم حدث ذلك في قطاعات معينة، لكن قطاعات المسرح والموسيقى والغناء، مازالت تحاول أن تجتذب المجتمع وقطاعاته، لأن المشكلة ليست في نقص الشباب فحسب، وإنما في قضية مدى جاذبية هذه الفنون للناس، مثلاً الغناء لا يكتسب قوة الجذب بسبب أن بعض الناس في المجتمع عندهم تحفظات دينية على المعازف والغناء، والمسرح أيضاً نفس الشيء لا يخلو من هذا الجانب، اليوم حتى الرياضة لا تخلو من هذا الأمر، يعني الأسر تعتقد أن أولادها سيضيع مستقبلهم، في ممارسة الرياضة، وإذا كان في واحد موهوب يرغبون أن يكمل تعليمه أكثر من لعب الكرة أو غيرها، وهنالك جزء ثقافي أصلاً ليس فقط نقص البشر، إنما المجتمعات عادةً مازال داخلها عوامل مقاومة تجاه أنواع معينة من الفنون.
برأيك هل الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة يمكن أن تنعش الحالة الثقافية في الدولة؟
- في حدود علمي واحتكاكي بوزارة الثقافة، الاتجاهات واعدة جداً، والوزارة تسعى نحو مشروع ثقافي حقيقي في البلد، وإعادة تنظيم أنشطتها بحيث تؤدي هذا الغرض، وأعتقد إنه لن يطول الأمد ألا وستظهر نتائج هذا الجهد الذي يبذل الآن، لإعادة تأطير الثقافة وبعث الحيوية في المسرح ومجالات الفنون المختلفة.
ما دور التعليم في تنمية الجوانب الإبداعية في نفوس الطلاب؟
- التعليم يظل لغزاً محيراً في معظم الدول، على الرغم من أنه جرت محاولات لتحديث التعليم، لكن لايزال هناك شكوى بأننا لم نبلغ نتائج محسوسة، بعد المدارس المستقلة والنهج الجديد في التعليم، لكن قطعاً حدث حراك أفضل وتجددت مرة ثانية الحياة التعليمية، لكن بلوغ الغاية بأن نكون مثل فنلندا وسنغافورة، والدول التي حققت نتائج مذهلة في التعليم، هي عبارة عن خلطة أكبر من مجرد دراسة الكتاب المدرسي والاختبار فيه، لأنه المدرس الذي يقوم بتدريس المادة مؤثر تأثيراً ضخماً في توصيلها إلى الطالب، والنظام المدرسي نفسه، يؤثر تأثيراً كبيراً جداً في البيئة.
هل نحن بحاجة إلى مناهج تربوية وتعلمية تنمي الإبداع في نفوس طلابنا؟
- الهدف سامٍ والكلام هذا يتردد من الستينيات، إلى أن جاءت فكرة مدارس الموهوبين وغيرها، هذه كلها أفكار ليست حديثة، والمشكلة في ترجمة الأحلام إلى مناهج إلى مدرسين يحملون فكرة التقدم، إلى بيئة تريد أصلاً هذا التقدم، بمعنى أن البيئة نفسها تفرض على الإنسان أن يشتبك مع الحياة الطبيعية، فيضطر أن يتعامل مع المادة، ويحاول أن ينتج حلولاً ويكتشف ما هو مذخور فيها من المعارف والقوانين، الحقيقة البيئة التي فيها وفرة عندنا تحرم الإنسان من الاحتكاك الحقيقي بمطالب الحياة، بمعنى ما الذي يدعو إنساناً يمسك قطعة صخر ليدرس الطبقات الموجودة فيها، وهو يستطيع أن يجلس في مقهى ويشرب كابتشينو ويطلع على العالم من خلال جهاز الآبل الذي يمتلكه، ويعشر أنه ليس لديه احتياجية لبلوغ باب المعرفة أو حتى الصراع الحقيقي للحياة، لأن الرفاهية التي يعيشها توفر له كل شيء.
هل فعلاً مجتمعاتنا العربية مازالت تعاني الإرهاب الثقافي؟
- يظهر أن الإنسان لديه حنين باستمرار إلى الماضي، ويعبر عنه القرآن بقوله تعالى: «هذا ما وجدنا عليه آباءنا»، حتى في بريطانيا وهو بلد تحديثي أصلاً، عندما قرروا إزالة صناديق البريد القديمة، لأنها لم تعد تستخدم قامت الدنيا ولم تقعد، لأن الإنسان عنده حنين للماضي، في بعض المجتمعات هذا الحنين مرض، كون بعض الناس يريدون أن يعيشوا في الماضي، وهنالك فرق بين البحث عن معالم الماضي، وبين العيش في الماضي، فالمجتمعات العربية جزء كبير منها، أو قوى محددة داخل هذه المجتمعات تريد العيش في الماضي، تدفع في هذا الاتجاه بقوة وعندها خوف مسكون من فكرة التقدم نفسه، خاصة قد أدينت فكرة التقدم كونها من وجهة نظرهم تعني التحلل من القيم والفضائل، فالمجتمعات المنكمشة تموت نتيجة الخوف، الحضارة الأوروبية قضت ألف سنة في حالة الخوف من الثقافة والمعرفة، أوغستين أغلق الجامعات والمدارس ومنع تدريس أي نوع من المعرفة داخل أوروبا، نتيجة الخوف من الفكر والتساؤل والنقاشات التي يمكن أن تدور داخل المجتمعات وسميت هذه العصور بعصور الظلام في أوروبا وفرت فيها الثقافة من روما ومناطقها القديمة إلى بلاد الإسلام واحتضن المسلمون قضية المعرفة إلى عصر المأمون بعد ذلك أيضاً دخل الخوف في جسد الحضارة الإسلامية وانكمشت شيئاً فشيئاً، ونحن إلى الآن تسكن في جسدنا هذه الثقافة الخائفة التي نغلب فيها الخوف على ممكنات المستقبل.
البعض يعتقد أن منطقة الخليج تطورت مادياً ولكنها لم تتطور ثقافياً على الرغم من أن التطور الحضاري للمجتمعات يقاس بالتطورات الثقافية والفكرية؟
- من الظلم القول إن الخليج لم يتطور ثقافياً، وأعتقد أنه تطور ثقافياً بشكل ضخم، لكن نسبة وتناسب مع الفترة الزمنية والظروف الموجودة، خاصةً أن المنطقة أصلاً كانت فقيرة جداً في الثقافة، كونها كانت عبارة عن بيئة بحرية أو بدوية، فانتشر فيها التعليم وزاد عدد المثقفين بشكل كبير، بحيث لا تجد فيها الآن أمية، وهنالك تقدم كبير في أساليب الحياة والعيش وما إلى ذلك.
ما المحطة التي يقف عليها مشروع النهضة في الوقت الراهن؟
- مشروع النهضة مشروع ثقافي فكري، وظيفته الأساسية أنه يقدم للشباب العربي الإسلامي، مادة معرفية تسمح لهم بمعرفة العصر بطريقة جيدة، ومن ثم إذا وصلوا مرحلة اتخاذ القرار سواء كان على المتسويات الدنيا أو العليا يستطيعون أن يكونوا أفضل حالاً من الأجيال التي سبقتهم، والآن ينتفع بالمشروع نحو (15) مليون بحسب محرك البحث قوقل، ودائرة المهتمين بالمشروع تزداد باطراد، لأنه مادة محايدة تقدم للإنسان الفكر في مكانه وفي البيئة التي يعيش فيها.
كم عدد المؤلفات والمطبوعات التي كان يجب إنتاجها؟
- من المفترض أننا ننتج (22) كتاباً معرفي، أنجز منها الآن (15) كتاباً، واثنان منهم أنجزا مؤخراً وقيد الطبع الآن، والمتبقي خمسة كتب، وأعتقد أننا قدمنا كل ما يمكن تقديمه للشباب، وتكلفة هذا المشروع صغيرة جداً لكن العائد منه كبير.
ثم ماذا بعد طباعة هذه المؤلفات؟
- لا يوجد شيء آخر نفعله، وبهذا لا يكون قد انتهى المشروع وإنما قد بدأ، باعتبار أن المادة أصبحت متاحة بإنتاج هذه الكتب: «من الصحوة إلى اليقظة»، و«قوانين النهضة»، و«الذاكرة التاريخية»، و«فلسفة التاريخ»، و«قواعد الممارسة السياسية العملية»، و«خطوتك الأولى نحو فهم الاقتصاد»، و«التفكير الاستراتيجي» و«أسئلة المرحلة»، و«إشكاليات التراث العميقة» و«أزمة الحركات الإسلامية المعاصرة»، و«التفكير النقدي»، و«أنا والقرآن 1 و2»، بالإضافة إلى «النسق القرآني» و«التفكير الاستراتيجي 2».
ما أبرز المعوقات التي واجهت المشروع؟
- ليست معوقات كبيرة، وإنما هي الأشياء التقليدية في الحياة العادية، مع حركة الربيع العربي والتحولات التي حدثت، الناس أصبحت تخشى المشاريع الفكرية، لأنهم يعتقدون أن تحريك الفكر هو الذي أدى إلى تحريك المياه الراكدة، والشيء الغريب أن المشروع ليس فيه مادة تتحدث عن طابع الصراع السياسي، فهو مشروع فكري بحت لصانع القرار أن يستفيد منه، والشخص الذي في الحكومة ممكن أن يستفيد منه، مثلما يستفيد منه الشخص الذي في المعارضة، وأي شخص عادي ممكن يستفيد منه.
copy short url   نسخ
27/02/2017
2325